بعزم لا يلين، عمل الطبيب حرب رضوان (51 عاما)، منذ بداية جائحة "كورونا" في فلسطين، على علاج المرضى، فتصدر الصفوف الأمامية إلى جانب مئات الأطباء الذين واصلوا العمل ليل نهار، لإنقاذ حياة المواطنين.
ورغم حرص الطبيب العام رضوان من بلدة خاراس شمال الخليل، على اتباع إجراءات السلامة والوقاية داخل عمله ومنزله، وتوجيه النصائح اليومية للمواطنين بضرورة أخذ الحيطة والحذر بحقيقة المرض ومخاطره، وضرورة الالتزام بالتعليمات الوقاية، إلا أنه لم يسلم منه، حيث أصيب بالفيروس قبل أيام، وساءت حالته الصحية، ليعلن عن وفاته صباح اليوم الخميس.
صارع رضوان المدير الطبي في مستشفى اليمامة ببلدة الخضر جنوب بيت لحم، الفيروس على مدار الأيام الماضية، وتسلح بإرادة قوية، لكن المرض كان أقوى.
شقيقه إسماعيل قال ان بداية الامر كانت حالة اشتباه، وأجرى الفحص والنتيجة كانت سلبية، وبعد يومين اختلف الحال بظهور أعراض الحرارة والسعال، وعلى الفور حجر نفسه في البيت مع كافة الاحتياطات، وبعد ثلاثة أيام فقد حاستي الشم والذوق، ثم تطور الحال الى ضيق في التنفس، وتم الاستعانة بجهاز أوكسجين.
وأضاف: زادت حالته سوءا، ليتم نقله الى مستشفى دورا "كوفيديا"، وبعد يومين تفاقمت حيث تم نقله الى مركز العزل في المستشفى الأهلي بالخليل، الى أن توفاه الله.
وأشار الى أنه منذ بداية جائحة "كورونا" أخذ بكل أسباب الوقاية الشخصية، وكان ملتزما بدرجة كبيرة بالإجراءات، حتى لا ينتقل المرض لأحد، وكان يحذر دوما في الجلسات العائلية من خطورة الوباء، ولا يستقبل أحدا في بيته الا في الحالات الضرورية حتى أنه عزل نفسه عن المناسبات الاجتماعية.
زميله في العمل الدكتور أسامه البد قال لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، إن الطبيب رضوان مثابر وأكثر الناس حرصا على اتباع كافة الاحتياطات، ويقدم الارشادات للممرضين والطواقم الطبية حول كيفية التعامل مع مرضى "كورونا" في غرفة الطوارئ، وتجنب المخاطر.
وحول اصابته أشار البد الى أن البداية كانت عندما ظهرت عليه حرارة عالية وقام بعمل الفحص وظهر إيجابي، على الفور حجر نفسه في البيت، دون معرفة بؤرة الإصابة، مع التأكيد انه لا يعاني من أية أمراض.
من جانبه، قال مدير صحة بيت لحم شادي عيسى "ان رضوان هو أول طبيب يتوفى بفيروس "كورونا"، وان إصابته جاءت نتيجة مخالطة مرضى مراجعين اثناء تواجده على رأس عمله، رغم انه كان من الملتزمين بالإجراءات الوقائية، ويتقدم الصفوف منذ اليوم الأول للجائحة في محافظة بيت لحم.
وأشار عيسى الى أن رضوان حجر نفسه مرات عدة دون أن يكون مصابا، بعد إصابة أحد أبنائه، مضيفا أنه لم يكن يتأخر عن عمله ولو ليوم واحد، وكان حريصا أن يكون على رأس عمله في مواجهة الفيروس، ومتعاونا مع وزارة الصحة في الميادين وطواقم الطب الوقائي.
وبحسب إحصائيات وزارة الصحة فإن عدد الحالات النشطة بين الكوادر الطبية بلغت (171) حالة، منها (34 طبيا)، و(65 ممرضا)، و(7 صيادلة)، وفني أشعة، و(15 فني مختبر)، و(21 مهن طبية أخرى)، (18 إداريا) و(10 عمال).