قال الباحث رياض الأشقر مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن صفقة وفاء الأحرار كسرت عنجهية الاحتلال وأجبرته على إطلاق سراح مئات الأسرى المحكومين بالمؤبدات، والذي كان يصر لسنوات على عدم إطلاق سراحهم أو التفاوض بشأنهم .
وأوضح الأشقر أن تاريخ 18/10/2011 كتب بماء الذهب لدى الشعب الفلسطيني، فرحا بانتصار المقاومة وتمكنها من تحرير( 1027) أسير وأسيرة من السجون عدد كبير منهم كان يقضى أحكام بالسجن المؤبد، وبعضهم أمضى ما يزيد عن نصف عمره في السجون، بعد أن عجز الاحتلال وفشل بكل إمكانياته العسكرية والأمنية والسياسية في العثور على جنديه المأسور في قطاع غزة "جلعاد شاليط " لمدة 5 سنوات متواصلة .
وتطرق الأشقر إلى تفاصيل الصفقة حيث تمت على مرحلتين شملت المرحلة الأولى ( 450 ) أسيرًا بالإضافة إلى 27 أسيرة، جميعهم من أصحاب المحكوميات العالية والقدامى الذين أمضوا عشرات السنين داخل السجون، وفصائل المقاومة هي التي حددت أسماءهم.
بينما الدفعة الثانية شملت (550) أسيرًا ، اختار الاحتلال أسماءهم ضمن معايير معينة متفق عليها مسبقًا بضمانات مصرية، وضم هذا العدد أسرى من كافة التنظيمات، ومن كل أنحاء الاراضى الفلسطينية و شملت أسيراً عربياً واحداً وهو الأسير ( وئام محمود عماشه ) من هضبة الجولان وكان يقضي حكما بالسجن لمدة 20 عامًا.
وأضاف بان إجمالي من أفرج عنهم إلى بيوتهم في الضفة الغربية والقدس وغزة كان ( 247) أسيرًا بينما (163) أسير من الضفة والقدس تم ترحيلهم إلى قطاع غزة، و(40) أسيرا اخرين تم ترحيلهم للخارج ، بينهم (29) أسيراً من الضفة الغربية و(10) من القدس ، و(1) أسير واحد من غزة.
واعتبر الاشقر أن سياسة خطف الجنود ومبادلتهم بالأسرى هو المنهج الأفضل للتعامل مع الاحتلال ، والأقدر على تحرير الأسرى من السجون وقد ثبت ذلك بالدليل العملي من خلال صفقات التبادل التي جرت في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية .
ونوه الاشقر الى ان الاحتلال تراجع عن وعده بتوفير الامن لمحرري الصفقة حيث اعاد اعتقال العشرات منهم في الضفة الغربية والقدس، ولا يزال يعتقل 48 اسيراً محرراً من الذين أطلق سراحهم ضمن الصفقة واعاد لهم الاحكام السابقة وغالبيتها بالسجن المؤبد او لعشرات السنين، وفى مقدمتهم عميد الأسرى "نائل البرغوتي"، مما شكل خرقاً واضحاً وخطيرا للاتفاق الذي تم برعاية وضمانات مصرية .
وأشار الاشقر إلى أن قضية الأسرى المحررين المعاد اعتقالهم أغلقت امامها كل الأبواب لحلها بشكل سلمى، ولم يعد امامهم سوى انتظار صفقة قادمة بين الاحتلال وفصائل المقاومة التي تؤكد انها تمتلك اوراق قوة ستجبر الاحتلال على الالتزام بالاتفاقيات السابقة، وانه لا حوار مع الاحتلال حول صفقة جديدة قبل اطلاق سراح من أعيد اعتقالهم من محرري الصفقة الأولى.
وتمنى الأشقر ان تتمكن المقاومة من تحقيق صفقة وفاء أحرار (2) وان تطلق سراح من تبقى من الأسرى المحكومين بالمؤبد وعددهم (545) اسيراً، حيث يضع الأسرى آمالهم على المقاومة وما تملك من أوراق قوة بعد عدوان صيف 2014.
ودعا الأشقر فصائل المقاومة الفلسطينية إلى مضاعفة جهودها والاستمرار في محاولاتها لخطف الجنود لتحرير الأسرى من سجون الاحتلال، لتكون رسالة واضحة الى الاحتلال بأن استمرار اعتقال الاف الفلسطينيين في ظروف قاسية ، سيدفع بالمقاومة إلى خطف جنودهم لإطلاق سراح أسراهم .