نظم مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان بغزة اليوم لقاء حول " حقوق المرأة في الخطاب الديني" وذلك في قاعة مركز الدكتور حيد عبد الشافي للثقافة والتنمية بغزة اليوم، وذلك بمشاركة العديد من النخب الأكاديمية والإعلامية والثقافية وطلبة الجامعات.
وقدم الدكتورطلال أبوركبة في مداخلته بأن الخطاب الديني يحظى في المجتمعات الإسلامية بمكانة خاصة وقدرات كبيرة في التأثير إذ أنه القادر على أن يصوغ العقل الجمعي للأفراد، وتوجيه السلوك العام لهم، بما يمثله في نظر الجماهير من أنه الناطق الرسمي للتعبير عن أوامر الدين وأحكامه، والواجهة الإعلامية له. وهو ما جعله من القضايا التي بدأ الاشتغال عليها، لما له من ودور في تشكيل الوعي الفردي والجماعي، كما يعتبر الدين من أهم العناصر التي ساهمت في قيام الحركات الاجتماعية لارتباطه المباشر بمشاكل الواقع وتحدياته. وكونه شكل من أشكال الصراع الاجتماعي والأيديولوجي والحضاري، فصار موضوعا للباحث والسياسي، والإعلامي، وقد مثل الخطاب الإسلامي بؤرة ذلك الاهتمام في الخطاب الديني، لامتلاكه أهمية في التحولات العالمية، إلى جانب المد الديني الذي طال العالم الإسلامي والغربي على السواء، فظهرت دراسات وآراء متباينة، راح بعضها يفسر، وبعضها يبرر، بينما طرح البعض فكرة تجديد الخطاب الديني الإسلامي.
ونوه إلي أن صورة المرأة في الخطاب الديني تأثرت بجملة من العوامل كان ابرزها تلك التصورات التي انتقلت من عهد العبودية، وما أضيف لها من ميراث شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام وبعده، إضافة لما نقله الرواة والفقهاء والمفسرون وروجوا له من أقوال خدمت في كثير من الأحيان مصالحهم، وعكست نزاعاتهم، وعبرت عن إرث في نفوسهم من أفكار الجاهلية، وهذه الصورة لا تزال حتى عصرنا الحالي حية في المخيال الإسلامي، ولا يزال الوعي الإسلامي يحملها ويرددها حتى الأن، خصوصا في ضوء تنامي حركات الإسلام السياسي التي تعمل على تغذيتها، حيث تعتبر على سبيل المثال أن قضايا مثل المطالبة بالمساواة والميراث، والحجاب، ورفض تعدد الزوجات... إلخ باعتبارها معيقات في طريق أسلمة المجتمع، وتنظر إليها باعتبارها ثقافة غربية مستوردة خارجة عن تقاليد وأعراف مجتمعنا العربي، و لا ينظر الخطاب الديني إلي المرأة باعتبارها إنساناً تاماً، وإنما ينظر إليها باعتبار أن الرجل له حق السيادة عليها، وبذلك فهو يؤطر كافة القضايا باتجاه أن تبنى كافة المعاملات معها على أساس هذا الاعتقاد .
وفي نهاية اللقاء طالب المشاركين بضرورة إصلاح الخطاب الديني، وأن تعزيز مكانة المرأة في الخطاب الديني يحتاج إلي فكفكة الخطاب التقليدي، وبناء خطاب يعيد النظر للمرأة باعتبارها كائن عاقل رشيد.