- بقلم : سري القدوة
السبت 7 تشرين الثاني / نوفمبر 2020.
في مشهد يعبر عن ارهاب جيش الاحتلال المنظم ضد الشعب الفلسطيني أعدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مواطنا، على حاجز حوارة العسكري، جنوب نابلس وقام جنود الاحتلال بإطلاق النار من مسافة الصفر على مركبة المواطن بلال عدنان رواجبة (29 عاما) من بلدة عراق التايه، اثناء مروره على الحاجز المذكور ومنعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول إلى مركبة رواجبة بعد اطلاق النار عليه، وتركته ينزف حتى ارتقى شهيدا، وتندرج جريمة الإعدام تحت بند الجرائم ضد الانسانية والتي أدت إلى استشهاد الشاب رواجبة وتعبر وبشكل واضح عن ترجمة لإرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه دولة الاحتلال وأذرعها المختلفة بحق شعبنا وأرضه وممتلكاته ومقدساته وحقوقه.
أننا نقف امام مسلسل ارهاب متجدد وسلوك همجي ولا اخلاقي صادر عن عن مؤسسات ترعى العمل الارهابي ولا تمت للإنسانية بأي صلة حيث يواصل الاحتلال ايضا الاعدام الممنهج للأسير ماهر الاخرس الذي يخوض اضرابه المفتوح عن الطعام منذ مائة وأربعة ايام في سجون الاحتلال، مما ادى الى تدهور وضعه الصحي وهناك قلق شديد على حياته ويعاني من إعياء وإجهاد شديدين، كما تأثرت حاستا السمع والنطق لديه، ويتعرض لنوبات تشنج وألم شديد في جسده، وصداع شديد، ولتشكل هذه الجرائم وصمة عار على جبين حكومة الاحتلال العنصرية التي تمارس الارهاب بكل صوره ضد الشعب العربي الفلسطيني، بالإضافة الى استمرارها سرقة الاراضي الفلسطينية، وعدوانها اليومي على المدن والقرى والمخيمات في الضفة الغربية، واعتقال ابناء شعبنا والزج بهم في سجونها في مخالفات واضحة للقانون الدولي، وانتهاك مباشر لكل القيم والأخلاق والأعراف الدولية، بينما يتواصل صمت المجتمع الدولي على هذه الجرائم، وعدم فرض عقوبات على دولة الاحتلال، وعدم مساءلة القتلة والمجرمين، ومحاسبتهم، ومن يقف خلفهم يشجعها على التمادي في تلك الجرائم .
لقد بات وضع الاسرى في سجون الاحتلال ينذر بالقلق الشديد على حياة الأسرى في ظل تفشي فيروس كورونا بين الاسرى الفلسطينيين القابعين في زنازين سجون الاحتلال ، كما يحدث الآن في سجن «جلبوع»، حيث تم تشخيص أكثر من 90 إصابة بالفيروس، حيث يتطلب تدخل الصليب الأحمر والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية لإجبار الاحتلال الالتزام بالقانون الدولي، والعمل الجاد لإنقاذ حياة الاسرى في سجون الاحتلال ووضع حد لمعاناتهم وخاصة الأسرى المرضى.
ويشكل الاكتظاظ الكبير في السجون خطورة بالغة على حياة الاسرى وخاصة في ظل عدم مراعاة الاحتلال لظروف اعتقال الأسرى وسيؤدي إلى زيادة تفشي الفيروس، وزيادة الإصابات في صفوف الأسرى في مخالفات فاضحة للقانون الدولي، ولا بد من الصليب الأحمر الدولي التدخل العاجل والعمل بكل السبل لإجبار الاحتلال على توفير سبل الوقاية من الفيروس للأسرى داخل السجون وتخفيف الاكتظاظ وإطلاق سراح الاسرى لضمان سلامتهم .
وفي ظل استمرار سياسات الاحتلال الظالمة بحق الشعب الفلسطيني واستمرار الجرائم التي ترتكب بحق الانسانية، لا بد من اقامة اوسع حملة دبلوماسية فلسطينية لكشف اللثام عن وجه الاحتلال، وشرح تلك الجرائم وتوثيقها بالصوت والصور ونشرها عبر العالم وإمام المؤسسات الحقوقية الدولية للمساهمة في ايصال الرسالة الفلسطينية للمجتمع الدولي ومواصلة الجهود الفلسطينية الاعلامية والدبلوماسية على كافة المستويات الشعبية والرسمية لحث ومطالبة المجتمع الدولي ومنظماته ومؤسساته الأممية المختصة لتحمل مسؤولياتها والوفاء بالتزاماتها تجاه شعبنا ومعاناته، ومطالبة الجنائية الدولية بسرعة فتح تحقيق في جرائم الاحتلال .
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت