نعى رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، صديقه القائد الوطني، أمي سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. صائب عريقات، الذي رحل عنا يوم الثلاثاء، عن عمر ناهز 65 عاما، أمضى جلها في الكفاح والنضال، وتقدم مع السنين إلى الصف القيادي الأول في منظمة التحرير.
وقال بركة في بيان النعي، "وداعاً يا أبا عليّ، وداعا صائب عريقات... يودّع الشعب الفلسطيني، اليوم، ابنا بارا ومناضلا بارزاً ويودعه في رحمة المولى".
"د. صائب عريقات رافق المشهد الفلسطيني بشكل بارز في العقود الأخيرة بكل تفاصيله وبكل آماله وبكل خيباته... أبو علي، هو ما نعرفه منه ومن معايشتنا له وليس ما نعرفه عنه ممن لم يعرفه... د. صائب عريقات هو ابن أصيل لشعب أصيل وابن بارّ لشعب لم يبرّه التاريخ بعد".
"يأخذ البعض على د. صائب انه فاوض لعقود وعقود، وهذا له وليس عليه، فالمفاوضات لم تتقدم نحو انجاز الحقوق العادلة لشعبنا الفلسطيني، لسببيْن: الأول سياسة الرفض والتعنت الإسرائيلية، وهذا مدعاة لإدانتها ومقاومة احتلالها، والثاني التمسك بالثوابت من الطرف الفلسطيني وعدم التفريط بأيّ منها في كل جولات المفاوضات وهذا يحسب في صالح المفاوض الفلسطيني وفي صالح صائب عريقات، الذي اشهر كوفيّة الفلسطيني الفخور في وجه الانكار الإسرائيلي الصهيوني وحلفاءه".
"صائب عريقات بثقافته وسعة أفقه ورؤيته لضرورة الترابط الوثيق بين المنهج العلمي والأبحاث المعمقة من جهة وبين النضال الميداني من جهة ثانية وبين التمسك بالثوابت من جهة ثالثة، كسب ثقة القائد الرمز ياسر عرفات وثقة الرئيس محمود عباس. وكسب غضب وحقد الأوساط الإسرائيلية التي لم تألُ جهداً في التحريض عليه والطعن فيه واعتباره من رموز "التطرف الفلسطيني".
"كان صائب يعلم، كما نعلم جميعا، ان هناك أوساطا جدية في شعبنا كانت تعارض التفاوض وكانت تعارض المسار السياسي، لكن صائب لم يناصبها العداء بل قارعها بالحجة التي اعتقد انها الصحيح الفلسطيني.. رغم الإساءة اليه مرارا، لم يقابل الإساءة بالإساءة وكان قاموسه خاليا من سقط الكلام".
"في فترة مرضه وزراعة الرئة في جسمه تجلّى معدن صائب الإنساني المجبول من عزيمة صلبة وايمان راسخ".
"كلانا، صائب وانا، أبناء جيل واحد وأبناء مرحلة واحدة نمونا فيها من طرفي الخط الأخضر، وقد جمعتني بأبي عليّ مناسبات نضالية وندوات سياسية واجتماعات كثيرة وكان يتراءى لي دوما كمحاور ملمّ ولبق وصاحب حجّة ومناضل جسور. قد تتفق معه أحياناً وتختلف معه حيناً، لكن يخيّل اليّ انه شخصيا المقصود بمقولة الاختلاف لا يفسد للودّ قضية..".
وختم بركة بيانه، "رحمك الله اخي صائب عريقات، الفلسطيني بامتياز والانسان الدمث والصديق الصدوق، وخالص التعازي لعائلته الكريمة ولأبناء شعبنا عموماً".