"لم أتوقع أن تلحق بي كورونا هذا الكم من الأذى، وتنقلني إلى العناية المركزة، فقد كنت أتمتع بصحة جيدة، وأمارس الرياضة، ولا أعاني من أية أمراض مزمنة، أما اليوم فانقلب بي الحال فأنا بصدد إجراء قسطرة قلبية عقب جلطة تسبب بها الفيروس لي ".
بهذه الكلمات عبر المواطن سليم الصوير 45 عاماً عن معاناته التي لازالت متواصلة على إثر اصابته بفيروس كوفيد 19، فالمرض الذي أصاب أحد أبناءه دون أية أعراض، انتقل بأعراض شديدة عليه، وأعراض متوسطة وطفيفة على بقية أفراد العائلة التي قضت قرابة العشرين يوماً بين المشافي ومراكز الحجر.
"كورونا" بدأت مع المواطن سليم من خلال أعراض طفيفة لم تتجاوز على مدار أيامها الأولى التهابات في الحلق، وسعلة، وعدم تذوق، وآلام في العظام ، لكن الحال لم يبق كذلك، فتطورت الحالة إلى إعياء شديد، ليتوجه عقبها سليم إلى مجمع الشفاء الطبي، حيث تم نقله بعد إجراء الفحوصات إلى مستشفى غزة الأوروبي لتلقي العلاج.
وفي ذات السياق يتابع المواطن سليم "في مستشفى غزة الاوروبي، "بدا كل شيء جيداً فالخدمة كانت أكثر من ممتازة والطاقم الطبي كان رائعاً في تقديم الخدمات والرعاية الصحية، وبدأت صحتي بالتحسن حتى اليوم التاسع حيث بدأت أعد الأيام لأجل الخروج في اليوم الرابع عشر لكن لم تأت الرياح بما تشتهي السفن".
ويتابع: "ففي اليوم العاشر، بدأت أقسى الأعراض تظهر علي، حين شعرت بآلام كالسكاكين تضرب في جسدي من الكتف وحتى القدمين، وحين أخبرت الطاقم الطبي، تم تحويلي على الفور لقسم القلب وإجراء التصوير ومن ثم تم نقلي إلى قسم العناية حيث تبين أن الفيروس تسبب بإصابتي بنوبة قلبية".
ولبث المواطن الصوير 4 أيام في قسم العناية المركزة في مستشفى غزة الأوروبي، تبع ذلك 5 أيام في قسم القلب، كما تسببت الإصابة بالفيروس بخسارة 20 كيلو جرام من وزنه.
وعلى الصعيد العائلي، يشير المواطن الصوير إلى إصابة كافة أفراد عائلته المكونة من 6 أشخاص بالفيروس باستثناء الأبن الأصغر 8 سنوات، حيث بدت الأعراض متوسطة على زوجته ومن متوسطة إلى طفيفة على بقية الأفراد الذين خضعوا للحجر الصحي في مراكز للحجر.
وحالياً، وبعد لم شمل الأسرة من جديد يلتزم المواطن الصوير وكافة افراد أسرته بأقصى درجات الحيطة والحذر ولا يخرج من المنزل سوى للضرورة القصوى، ويدعو المواطنين إلى الوقاية كي لا يمروا بما وصفه "بالتجربة القاسية جداً" التي عاناها.
كما ينوه الصوير إلى أن الإصابة بالفيروس وعدم المعاناة من الأعراض ليست النهاية، بل قد تكون مجرد البداية لأعراض شديدة الخطورة على المريض أو لنقل معاناة أشد خطورة على أقرب الناس إليك.