العمل التطوعي في فلسطين لماذا يتراجع وما هو مستقبله؟.. شباب يسألون وصناع قرار يجيبون

  • د. محمد شاهن: القيم والحوافز والدوافع يجب أن تكون مكونات أساسية للعمل التطوعي
  • د. صادق الخضور: نعزز العمل التطوعي في المناهج والأنشطة اللاصفية وماضون في تجذيره

بمشاركة عدد من الناشطين الشباب نفذت المؤسسة الفلسطينية للتمكين والتنمية المحلية-REFORM جلسة حوارية عبر تلفزيون وطن، حول الشباب والعمل التطوعي بمشاركة د. محمد شاهين مساعد رئيس جامعة القدس المفتوحة لشؤون الطلبة، و د. صادق الخضور مدير عام التعليم العام.

واستهل د. محمد شاهين حديثه حول كيفية خلق مناهج دراسية وجامعية تدفع الطلبة الى حب التطوع، قائلا: "اليوم نحن أحوج ما يكون للتعامل مع التراجع في العمل التطوعي على كل المستويات، حيث أن هذه القضية تبدأ من التنشئة في الأسرة وفي مراحل المدرسة والجامعات، لأن شخصية الإنسان تتكون في السنوات الست الأولى من حياته.

وأضاف: فيما يتعلق بدور الجامعات في العمل التطوعي، يوجد فيها برنامج وساعات للعمل التطوعي، تتفاوت ما بين جامعة واخرى، كما أوضح أن الفكر في العمل التطوعي له ثلاثة مكونات أساسية، وهي أولا القيم التي يجب أن تكون جزء من المناهج والتنشئة الاجتماعية، وثانيا الدوافع وثالثا الحوافز.

من جانبه، قال مدير التعليم العام في وزارة التربية والتعليم د.صادق الخضور أن الحكومة قد شكلت لجنة وزارية لإعادة الاعتبار للعمل التطوعي، إذ نضمّن في منهاجنا وفي اللغات المختلفة محاورا عن القيم في العمل التطوعي، بالإضافة الى الأنشطة اللاصفية بالتالي هذا جزء من عمل الفرق الكشفية، بالإضافة إلى استثمار العمل التطوعي في المواسم مثل موسم قطف الزيتون، بالتالي يأخذ الموضوع بعدين "المناهج، والأنشطة اللاصفية".

وأضاف: ندرك أن العمل التطوعي يتكون من معرفة واتجاهات وقيم، وهي تنطبق على العمل التطوعي، بالتالي ماضون قدما في تجذير هذا الموضوع وإعادة النقاش فيه لأن جزء منه اندثر، ونحن بحاجة الى أن يكون ثقافة تعاش وهو بحاجة للتعاون من الجميع.

وفي استفسار من احدى المشاركات حول دور الجامعات في تشجيع الطلبة على العمل التطوعي؟ ولماذا لا يتم طرح مساق للتطوع في الجامعة ؟

أجاب شاهين أن ثلث المجتمع ما بين الفئة العمرية (15-29)عاما، حيث نسبة الشباب الذين شاركوا في عمل تطوعي لا يزيد عن 20%، و3% من الشباب الفلسطيني يشاركون بفاعلية بالشأن العام، و24% من الشباب الفلسطيني يفكرون في الهجرة. بالتالي الجميع يتحمل المسؤولية عن ذلك وعن دور الشباب في المجتمع، من مؤسسات تعليمية وتنظيمات ومؤسسات شبابية.

وفي إجاب الخضور على سؤال حول اقتصار الأعمال التطوعية على المناسبات الوطنية فقط، وأوضح أن التربية بصدد بلورة برامج لاستثمار الخريجين لصالح التطوع. مضيفا: نعتقد أننا تجاوزنا موضوع المواسم في العمل التطوعي، وبدأنا التوجه لمنحى أخر وهو جعله ثقافة بعيدة عن المواسم، وهذا يتعلق بتغيير القناعات ايضا.

وحول كيفية التعاون بين المجلس الشبابي الاستشاري وجامعة القدس المفتوحة في الجانب التطوعي، وكيفية إكساب المتطوع خبرة وأن يكون شريكا في صنع القرار بالمؤسسة التي يتطوع فيها، قال شاهين "حقيقة لدينا أهداف تسهل إنخراط طلبتنا وخريجينا في سوق العمل من خلال اكتسابهم الخبرة أثناء العمل التطوعي، بالتالي وضعنا نظام للعمل التطوعي لكن للأسف يكون هناك أخطاء في التطبيق.

وحول سؤال عن غياب المتابعة في العمل التطوعي في المدارس، أجاب الخضور أن الوزارة تقوم بإطلاق النشرات والنشر على صفحات المدارس، كما أن الوزير بصدد إطلاق مبادرة أرضنا لتجذير العمل .

ووجه أحد الشباب السؤال التالي "كيف يمكن أن تعمل الجامعات والمدراس على التنمية السياسية؟"

أجاب شاهين بأنه "لا يمكن الحديث عن انسان متكامل ما لم يتم صقل شخصيته من جوانب مختلفة، خاصة البعد والتثقيف الوطني،  لذلك حتى يتم توظيف هذه بشكل مناسب يجب أن يبدأ به منذ نعومة أظافره. فيما أجاب الخضور أن الكتب التي تدرّس في المدارس تحمل القيم الوطنية، والاحتلال يعزف على وتر أننا نبالغ في منهاجنا في ذلك، كما ان لدينا تدخلات من خلال برنامج شامل يطبق اسمه المعرفة الوطنية، يختص في ذلك.

ما هي الخطة المستقبيلة للعمل التطوعي في فلسطين؟

قال شاهين إنه لا يوجد دولة في العالم تفكر بشكل سليم في تطوير الخدمات دون أن تركز على التطوعي واستغلال الطاقات، بالتالي يجب التركيز على العمل التطوعي وبطريقة ممنهجة، وأضاف: الشباب الفلسطيني هم بترول الوطن، ويجب سماع صوتهم ومبادرات شبابية بحيث يكونوا قادرين على المشاركة في القرار وتطوير العمل التطوعي وإيصال صوتهم.

أما عن الاستراتيجية التي وضعتها وزارة التربية لتشجيع العمل التطوعي؟ قال الخضور: يجب وضع الحوافز ، لذلك يجب علينا في الوزارة أن نربط العمل التطوعي في أطر أخرى لكن هذا لا يقتصر على التربية وحدها، فمثلا النظام الوطني للتوظيف يجب أن يكون جامع. وأضاف: نبدي كل الاستعداد للعمل والشراكة مع الجميع في موضوع العمل التطوعي، ويجب أن نغادر مربع تحميل المسؤولية الى مربع تحمل المسؤولية وأن نستبدل منهجية الكل يريد الى الكل يستطيع.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله