- بقلم: د. حنا عيسى – أستاذ القانون الدولي
تأتي الذكرى الــ 56 لانطلاقة حركة التحرير الوطن الفلسطيني "فتح" والشعب الفلسطيني بمختلف شرائحه وفئاته وطبقاته مصمم على مواصلة النضال الوطني المشروع لإحقاق الثوابت الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها حق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
إن حركة فتح وهي تحتفي بذكرى انطلاقتها الــ 56 تتمسك بكونها حركة تحرير وطنية تهدف إلى دحر الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق الحرية والاستقلال للشعب العربي الفلسطيني على اعتبارها جزء لا يتجزأ من حركة التحرير العالمية ومن صف القوى العالمية الساعية إلى حرية واستقلال الشعوب. وقد أثبتت حركة فتح على مدار وجودها كحركة تحرير بأنها صمام الأمان للشعب الفلسطيني في كل مساعيه الرامية لقيادة البلد نحو الاستقلال. وتعمل حركة فتح من خلال برنامجها السياسي على النضال الشعبي المناهض للاستيطان ولإنقاذ القدس ورفض تهوديها ومقاطعة منتوجات المستوطنات الإسرائيلية في داخل الوطن وخارجه من خلال التحرك الشعبي. وأثبتت حركة فتح من خلال التفاف الجماهير حولها بأنها قادرة في الزمان المحدد العودة إلى هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتحميلهما مسؤولياتهما في حل الصراع وإنهاء الاحتلال.
واستطاعت حركة فتح من خلال سياستها الحكيمة من تثبيت منظمة التحرير الفلسطينية في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي ورفضت الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية لحماية حقوق اللاجئين وحقوق أهلنا في أراضي الــ 48.
وتتسمك حركة فتح بقرارات الشرعية الدولية وفتوى لاهاي حول القدس التي تؤكد بطلان قرارات إسرائيل بالضم والاستيطان ,وبناء الجدار العازل ,وان القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في عدوان عام 1967 .ولا ننسى عبر التاريخ بان صمام الوحدة الوطنية للفلسطينيين هي حركة فتح التي عملت منذ تأسيسها على النهوض بمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني وكرستها شخص من أشخاص القانون الدولي بفعل النضال ونسج العلاقات الممتازة مع الدول الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني ..واستطاعت حركة فتح بنجاحاتها من محاربة الفساد وتحقيق الإصلاح واحترام القانون والعمل على بلورة آليات الحكم الصالح والفصل بين السلطات وتفعيل مبدأ المساءلة .ويشهد التاريخ الفلسطيني بان حركة فتح عززت بشكل ملحوظ حضور ومشاركة منظمات المجتمع المدني , التي تضطلع بدور مشهود وفعال .
نعم، إن حركة فتح من خلال موقعها الريادي والطليعي منذ نشأتها وحتى الآن ومستقبلا تلتزم بالقانون الدولي وتشجع التعايش السلمي ونبذ العنصرية والاحتلال والإرهاب والتعصب والتطرف، مع التمييز بين الإرهاب والمقاومة الشرعية.. كل ذلك منحها مصداقية وثقة الشعب الفلسطيني لان تكون الإطار الوطني الشامل لكل أبناء الشعب الفلسطيني الصامد الصابر.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت