دبوس المرشح ..المهوي ..بين منافق الخليفة المتوكل وسحيجة النار

  • عبد الرحمن القاسم

كلمة "تَسْحيج" هي مصدر الفعل سَحَّجَ، يُسَحِّجُ فهو مُسحِّج، أو سَحِّيج حسب صيغة المبالغة، وهي لفظة فلسطينية باللهجة الدارجة تعني التصفيق بالأيدي، أما المعنى الاصطلاحي للتسحيج اليوم فهو في أقل مستوياته يعني ممارسة الهُتاف والتصفيق والتهليل والتطبيل الأعمى لشخص أو مجموعة أو قبيلة أو حزب أو نظام ما.
التسحيج دينيا... تروي كتب التاريخ والحديث كالبخاري وسواه، أن زمن خلافة الامام علي بن أبي طالب شهد حادثة فارقة، وهي أن بعض من غلوا في حبّه جاؤوه يعلنون إليه استسلامهم له كرب وإله، مما جعله ينهاهم عن غيّهم ويستتيبهم منه، فلمّا لم ينتهوا عن ذلك أشعل ناراً عظيمة ليجعلهم عبرة لكل من تسول له بذرة الوثنية فيه الوصول إلى هذا المستوى من التسحيج، فلما همّ بإلقاء بعضهم في النار أظهروا مستوى قياسيًا من التسحيج فقالوا أن إحراق عليٍّ لهم بالنار هو زيادة دلالة على أنه الإله المتجسد، بما أنه لا يُعذب بالنار إلا رب النار!  وكل ذلك حسب الروايات المشوبة بالكثير من الأخذ والرد والجدل ليس مكانها هنا

في التاريخ تحديدا سنة 242 هجري. رمى الخليفة المتوكل عصفوراً فلم يصده، فقال الوزير: "أحسنت! فقال الخليفة: أتهزأ بي؟! فقال الوزير: لقد أحسنت إلى العصفور يا مولاي!"، يقال إنها أول (تسليكة) في التاريخ، فبعدها استمر التسليك وتكاثر في زماننا! ولمن لا يعرف التسليك في لغة الشباب، فهو مصطلح معناه أن تعطي المتحدث جوه وتمشي له ما يريد، وتحسسه أنك مهتم بما يقول وما يفعل فيما أنت لست معه ولا تؤيده! هذا ما جاء في باب التسليك.

قد نلتمس الاعذار المخففة للمسحج ما بين فهمه القاصر للنص الديني او عدم وعيه السياسي او حفاظه على منصب الوزير او حتى لا يغضب رب العمل عليه ويصبح عاطلا عن العمل او يحجب عنه ترقية لعدم التسحيج ولا يختلفون عن سحيجة الاعراس  في أنهم يمارسون التسحيج وهم يحنون رؤوسهم نحو الأرض، كما يعتمدون في تسحيجهم على التقليد والمحاكاة أكثر من أي شيء آخر، مما يجعل كثيرًا منهم لا يعرفون فيمَ يُسحّجون ولمن يُسحّجون وعلى أي نغمة يُسحّجون! وربما يلا يعرفون اهل العروس ولا اسم العريس. ويسجل للسحيج انه  اقل دناءة من المنافق، فغاية المنافق دنيئة  يستبطن الكره ويظهر التحبب كما عرفته اللغة، والسحيج صاحب غاية دنيئة أيضا لكنه متصالح مع نفسه الظاهرة والباطنة، لذلك يشعر السحيج بالراحة النفسية أكثر من المنافق وربما أكثر من أي شخص آخر.

-2-

على العموم السحيج, المنافق, المسلكاتي, اغلبهم من المدرسة المسلكياتية المصلحية المنفعية او الانتهازية او حتى المجانية مكشوفون او مفضوحون ويتوزعون على مدارس حكمة "حط راسك بين الروس"..."اللي بوخذ امي بقله يا عمي" وصولا لاصحاب المدرسة المتطرفة "بوس الكلب من فمه حتى توخذ اللي بدك اياه منه".......

 ولكن الاكثر غموضا وربما هم الحاضنة "والمفقسة" لكل هذه الكائنات وتجلياتها "المهوي" والتي لم اجد لها معنى حرفي لغويا ولكن شعبيا وفي اعراف المقاهي وجلسات السمر والنقاشات "هو الشخص الذي بهو للشخص المتكلم او المتحدث" اي نسخة طبقة الاصل للمروحة او "المهواة" التي نستخدمها لاشعال النار وتحويل الحطب او الخشب الى  وهج جمر متقد.

ويبدو ان المهوي صاحب فكر شمولي ولا يريد ان يحسب على تيار السحيج او المنافق او المسلكاتي...... فهو صاحب فكر وحدوي يجمع بينهم الثلاثة....!!!!!!!!!! وهو ينشط حاليا في كل مكان واشبه "بالمتلازمة"

المهوي مبادر يفاجيء الكثير بسؤال استنكاري "ليش ما بترشح حالك  للانتخابات.....الك شعبية..ابن ناس...محترم...مثقف... بتستاهل"

المهوي "بنفخ" الناس, جرب امزح امامه واحكي بفكر ارشح حالي للانتخابات...."اه والله تستحق...وانت كفوء...وقدها..وبدنا واحد بخاف الله..سمعته نظيفة...صرمياتك انظف من سين صاد.. الله يلعن اللي احسن منك"...

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت