صدر، حديثاً، عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، العدد 80 من فصلية "قضايا إسرائيلية"، ويتضمن ملفاً خاصاً تحت عنوان "إسرائيل في إفريقيا: سيرورة تطور العلاقات"، يعالج تغيّرات العلاقات الإسرائيلية – الإفريقية.
ويتتبع العدد ظروف نشأة العلاقات، مروراً بتراجعها في طور سيادة النفوذ المصري، وصولاً إلى توسّع نفوذ إسرائيل، التي طورت أدوات عديدة لملأ الفراغ العربي في القارة السمراء، مستثمرةً الدعم الأميركي لتعميق التأثير على السياسات الإفريقية، والتأثير على نمط تصويتها المنحاز تقليدياً للقضية الفلسطينية في المنظمات الدولية.
وتحت عنوان (النفوذ الإسرائيلي في إفريقيا، من "شدّ الحزام" إلى "الحزام والطريق")، يكتب أمير مخول معتبراً علاقة إسرائيل بإفريقيا علاقةً متينةً ثابتةً، وتتطوّر نحو آفاق جديدة، موضحاً أن إسرائيل ترى مصالحها العليا في منطقة القرن الإفريقي، ودول حوض النيل، حيث السيطرة على منابع النهر وروافده مسألة جيوإستراتيجية.
ويختم مخول: نشأت أنظمةٌ جديدة ونخب جديدة على امتداد القارة الإفريقية أقل التزاماً بمناصرة القضايا العربية وقضية فلسطين، وهذا معطى جديد أمام أي تحرك عربي في القارّة.
وفي العدد، يتناول الكاتب هشام نفاع علاقات إسرائيل - جنوب إفريقيا وتحوّلاتها بين المتانة والنفعية مع الأبرتهايد وبين تراجعها مع أفوله.
ويبيّن نفاع أن حقبة ما بعد الفصل العنصري، شهدت على الفور، عودة جنوب إفريقيا إلى الهيئات والتحالفات الدولية، ما عكس توهج فترة الانتقال في العام 1994 والمكانة الأيقونية لنيلسون مانديلا كرجل دولة عالمي، بحيث باتت العلاقات مع إسرائيل تحظى بأولوية منخفضة.
ويضيف: اقتصادياً، بات مربحاً أكثر، ودبلوماسياً مُجدياً أكثر رعاية التحالفات مع الأفارقة الآخرين كأسواق لسلع جنوب إفريقيا ومستودعات للدعم الدبلوماسي والتحدث باسم إفريقيا للعالم؛ ومع دول الشرق الأوسط كأسواق وموردي نفط وشركاء في الصفقات التجارية؛ ومع قوى آسيوية ناشئة، كالصين والهند بالتأكيد، ولكن أيضاً دول مثل ماليزيا وإندونيسيا.
وفي العدد متابعة للكاتب وديع عواودة لعلاقات إسرائيل والسودان، من المداولات والصفقات السرية إلى العلاقات العلنية، يبين خلالها أن مساعي إسرائيل لـ "تأليف" قلوب السودانيين ومحاولة إحكام الضغط على السودان ومقايضته سياسياً واقتصادياً ودفعه نحو دائرة التطبيع لم تتم فقط بوساطة الولايات المتحدة وإنما سعت للاستعانة بدول أوروبية قبل سنوات لهذا الغرض.
وتحت عنوان "العلاقات الإسرائيلية الأثيوبية: رهانات الهيمنة والتغلغل في إفريقيا"
يكتب أحمد عز الدين أسعد أن إسرائيل تراهن على الدور الكبير لدول القارة الإفريقية في تحقيق اختراقات في المحافل الدولية، خصوصاً في قضايا التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تضم القارة 54 دولة، منها 44 دولة غير عربية.
ويضيف الباحث إن إسرائيل تعتبر أثيوبيا إحدى أهم البوابات إلى إفريقيا، وخصوصاً في الشرق، إلى جانب تأثيرها في الإقليم الإفريقي، وقربها من المحيط الهندي والبحر الأحمر، لذا تدعمها في موضوع سدّ النهضة من أجل تحقيق تنمية مرتبطة بإسرائيل وشركاتها وإستراتيجياتها ورغباتها.
ويكتب يارون سلمان تحت عنوان "العلاقات بين إسرائيل وشرق إفريقيا" مقدماً طرحاً مفاده أن هدف إسرائيل من تعزيز علاقاتها في هذه المنطقة يكمن في رغبتها في تحسين مكانتها الدولية والحصول على الدعم السياسي في إطار الأمم المتحدة.
ويستعرض المقال أنماط تصويت أربع دول من إفريقيا الشرقية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال السنوات 2015-2018، مبيناً أن هناك فعلياً فائدةً سياسيةً يمكن جنيها، وإن كانت محدودة، من تعزيز علاقات وصلات إسرائيل الخارجية.
وفي العدد يقرأ الأكاديمي رائف زريق آفاق العمل القانوني وخطاب الحقوق للفلسطينيين في إسرائيل، بين تحقيق إنجازات قضائية وإعادة إنتاج علاقات القوّة.
تخلص المقالة إلى القول إن المرافعة القانونية قد تحقق إنجازات معينة لكنها في كثير من الأحيان تساهم في إعادة إنتاج علاقات القوة التي تعمل داخلها. وعلى الرغم من ذلك فإن هناك أهمية للعمل القانوني من حيث قدرته على توثيق المطالب الفلسطينية وصياغتها بلغة وخطاب يرتكزان إلى مبادئ حقوق الإنسان والمواطن، ما يغذي الخطاب السياسي ويمده بالصياغات المكثفة والواضحة.
وتحت عنوان "عملة اللجوء"، يقرأ عَميت لين التغيير الذي طرأ في العقد الأخير، على الخطاب العام والسلطوي إسرائيلياً في موضوع استقدام يهود الدول العربية، فما تم تصويره، طوال سنوات، كقصة هجرة دينية وأيديولوجية، تحول خلال فترة قصيرة إلى قصة طرد ولجوء. وكان الهدف المعلن لهذا التغيير في الرواية، تحقيق "عدالة تاريخية"؛ لكن ما تؤكده جهات سياسية الآن، فإن الدافع الأساسي من وراء دفعه المتسرع كان الرغبة بتلغيم المفاوضات حول اتفاق سياسي.
في زاوية من الأرشيف ترجمة مع تقديم أنجزه غادي الغازي لمحضر زيارة نفذها "منسق عمليات" الاحتلال في الأراضي المحتلة، اللواء داني ماط، لرئيس بلدية نابلس، بسام الشكعة، أواخر السبعينيات، في إطار محاولة للإيقاع به وتسويغ إبعاده، ضمن جهود قمع الحالة الوطنية المتصاعدة والرافضة للاحتلال والآخذة بالتمأسس في تلك الحقبة.
وفي العدد مساهمة لجيل أنيجار، تحت عنوان "المثلث الأمومي"، وقصيدة لحاييم بياليك، ترجمها وعلق عليها مالك سمارة، وقراءة في كتاب: إما نحن وإما هم.. معركة القسطل: الساعات الأربع والعشرون الحاسمة - داني روبنشتاين، أنجزها بلال محمد شلش، وأخرى لكتاب: الزنجي لمؤلفه دو بويس، أنجزها محمد قعدان.