الشعب ... الأطرش في زفة الفصائل

بقلم: عدنان الصباح

عدنان الصباح
  •  بقلم عدنان الصباح

فيما عدا موقف الجبهة الشعبية والجهاد الاسلامي فان ما جرى في القاهرة من توافق تام على بيان اللا بيان هذا جاء مخيبا لآمال كل الشعب للأسباب التالية
- ان البيان رحل كل القضايا الهامة الى ما بعد الانتخابات ولم يضع اية ضمانات لتنفيذ بنود المصالحة الحقيقية مما يبقي الباب مفتوحا امام مواصلة كل مظاهر وتجليات الانقسام.
- ان البيان فوض الرئيس بكل شيء وهو ما يجعل الباب مفتوحا امام حق الرفض من هذا الطرف او ذاك.
- ان البيان لم يات على ذكر الموضوع الوطني والسياسي الا بتعبير فضفاض غريب ولا يمكن لجهابذة اللغة تفسيره " عقدت الفصائل الفلسطينية يومي 8، 9 فبراير (شباط) 2021م اجتماعا في القاهرة ناقشت فيه بمسؤولية عالية القضايا الوطنية المُلحة كافة والمخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية وإجراء الانتخابات مستندين إلى التوافقات والاتفاقيات الفلسطينية السابقة، لا سيما وثيقة الوفاق الوطني ومخرجات اجتماع الأمناء العامين في 3 سبتمبر (أيلول) 2020م، على أن يلتزم كل طرف بهذه التوافقات بمقدار مشاركته في التنفيذ " فلا يمكن فهم نص " ان يلتزم كل طرف بمقدار مشاركته في التنفيذ ".
 - اشار البيان الى لقاء اخر يسبق موعد الانتخابات بشهرين مما يبقي الباب ايضا مفتوحا لنقاشات وتطورات لا يتوقعها احد في ظل انعدام القواسم المشتركة كليا بين المتحاورين الا من رغبتهم بالحصول على تفويض جديد لا يدري الشعب الغرض الحقيقي منه.
 - اعتراض الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية على البيان يؤكد ان ليس الكل الفلسطيني متوافق على ما ذهبت اليه فتح وحماس.
 - استحداث جهة قضائية جديدة يضعف مكانة القضاء الفلسطيني الضعيف اصلا والذي يمر بأزمة غير مسبوقة. ان ما تقدم يشير الى ان البيان الختامي لم يقدم رؤية واضحة لما يجري وظهرت الفصائل وكأنها تحاور نفسها ولا يعنيها ابدا تقديم تقرير عن اعمالها ومبررات لما يجري للشارع وظهر الشعب وكانه الاطرش في زفة الفصائل أو كشاهد الزور فالمطلوب من الشعب فقط ان يصوت ويعيد منح الشرعية لهذه القيادات دون ان يدري ماذا ستفعل له في كل القضايا الخطيرة والمهمة للوطن والشعب فالنص الصريح في البيان رحل كل القضايا الى حكومة ما بعد الانتخابات.
عادة ما تكون الانتخابات فرصة للشعب لمحاكمة قيادته وفرصة للقيادة لتقدم لشعبها ما يثبت انها تستحق صوته وهي فرصة للتنافس على وضع الحقائق كل الحقائق امام الشعب كل الشعب الا في حالتنا فالمطلوب من الشعب ان يقترع على نوايا لم يثبت حسنها منذ الانتخابات السابقة وان يعيد انتخاب نفس القيادة دون ان تتفضل بالإجابة على اسئلته ولا حتى بتقديم ما يطمئن شعبها ان الوعود المرحلة ممكنة فالقول بترحيل القضايا الهامة لم يكن ابدا وعدا بحلها بل حاء الوعد بنقلها الى حكومة ما بعد الانتخابات مع تشكيكي باحتمالية الوصول الى هناك.
 ينبغي ايجاد وسيلة ما لمحاكمة هذه القيادة على افعالها ولكن بطرق ديمقراطية وعصرية ومقبولة وطنيا وقد يكون من المجدي ان تسعى الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية الى دفع اكبر عدد ممكن من اصحاب حق الاقتراع الى المشاركة في الانتخابات بوضع ورقة فارغة في الصندوق تعبيرا عن الغضب الشعبي مما يجري من تعتيم وتغييب للوضوح والوحدة الوطنية والبرنامج الوطني الموحد للشعب وقواه.
وذلك كوسيلة لرفض تعاطي الفصائل مع شعبها كأطرش في عرسها الخاص بتغييبه كليا عن كل ما يهمه ويعنيه لعل ذلك يكون درسا لجميع الفصائل التي تتجاهل شعبها قضاياه وطموحاته واحلامه.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت