الشعبية في ذكرى محمد الأسود ورفاقه: تصعيد المقاومة والاشتباك المفتوح مع العدو يجب أن يبقى حاضرًا

قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن تجربة الشهيد القائد جيفارا غزة ورفاقه وجميع الشهداء ، مثلت ولا تزال تجربة فخر لنا بما مثلوه من معاني تضحوية وشجاعة منقطعة النظير"، مؤكدة على أن "إرثهم سيبقى حاضراً في وجدان الأحياء وذاكرة شعبنا، وهذا يستوجب أن نرتقي بمستويات نضالنا لمستوى وحجم هذه التضحيات."

جاء ذلك في بيان صدر عن الجبهة بمناسبة "ذكرى يوم الشهيد الجبهاوي"، أحد الأيام الخالدة في الذاكرة الفلسطينية والجبهاوية، وهي ذكرى استشهاد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية وقائدها العسكري في قطاع غزة محمد الأسود " جيفارا غزة" ورفيقيه عبد الهادي الحايك وكامل العمصي، خلال معركة بطولية خاضوها مع الاحتلال الإسرائيلي في قلب مدينة غزة.

واعتبرت الجبهة في بيانها أن " تجربة الجبهاويين الأوائل الذين خرجوا من رحم حركة القوميين العرب، وبمساهمة هامة من القائد الشهيد الفذ جيفارا غزة ورفاقه ومن سبقوه ومن جاءوا بعده، تَحولّت إلى مصدر إلهام لشعبنا ومناضلينا، حيث أرسوا تجربة نضالية تَعمّدت بدماء وتضحيات عدد كبير من المناضلين والمناضلات الذين أذاقوا الاحتلال الصهيوني الويلات بعملياتهم البطولية المباغتة والجريئة والموجعة، وشَكلّوا حينها قلقاً دائماً له، ما دفع وزير الحرب الصهيوني آنذاك " موشيه ديان" لأن يقول: " نحن نحكم غزة في النهار وجيفارا ورفاقه يحكمونها في الليل".

وقالت الجبهة "لم تقتصر التجربة الغنية للقائد الشهيد جيفارا غزة في الميدان العسكري، بل تضمنت أيضاً خبرات كبيرة في التنظيم والسياسة ساهمت في تصليب البناء الحزبي تنظيمياً وفكرياً وسياسياً وكفاحياً، وقد تحدث القائد المؤسس الراحل د.جورج حبش حول هذه المسألة في بيان النعي الخاص به، قائلاً: (لا يمكن أن نتحدث عن النضال في غزة دون ذكر البطل الحقيقي، المناضل الأسطوري محمد الأسود " جيفارا غزة" الذي كان يتمتع بإرادة فولاذية ويخشاه الجنود الإسرائيليون بعد أن وجه له ضربات قاسية، وهو السياسي اللامع الذي وسع قاعدة الجبهة، وخطط لعمليات عسكرية على مستوى رفيع، وسقط شهيداً في معركة مفتوحة مع العدو في التاسع من آذار 1973)."

وأضافت الجبهة الشعبية، "أن القيمة الرمزية لهذا اليوم بكل ما تتضمنه من دروس تضحوية كبيرة، في أنها تدفعنا لاستذكار صفحات مضيئة من المجد لثلة من الشهداء والمناضلين الذين ارتقوا في ميادين الدفاع عن فلسطين، شهداء الجبهة الأبطال، أبو علي مصطفى، وغسان كنفاني ووديع حداد وشادية أبو غزالة ورائد نزال وإبراهيم الراعي، مصطفى العكاوي، محمد الخواجا، خليل أبو خديجة، اسحق مراغة، تغريد البطمة، معين المصري، علم الدين شاهين، معتز وشحة، إبراهيم الأعرج، أمجد مليطات، نضال سلامة، يامن فرج، جبريل عواد، بشار حنني، وقافلة طويلة من شهداء فلسطين، وامتنا العربية الذين ترجلوا في ساحات النضال والمواجهة مع العدو الصهيونية والقوى الاستعمارية الامبريالية."

وأكدت الجبهة على أن "هدف تصعيد المقاومة والاشتباك المفتوح مع العدو الصهيوني، يجب أن يكون حاضراً على أجندة قوى شعبنا الحية، فاستمرار العنف الثوري واستخدام مختلف أشكال المقاومة، هو الشرط الرئيسي للتحرر وهو النقيض لكل أوهام التسوية والمفاوضات والاتفاقيات التدميرية "أوسلو" التي ألحقت ضرراً كبيراً وبالغاً في قضيتنا الوطنية."

وقالت "إن وحدة الوطنيين على أساس برنامج واستراتيجية وطنية مقاومة تحفظ وصية الشهداء، وتكون بوصلتها موجهة نحو تحرير كل فلسطين من نهرها إلى بحرها، هي الوحدة الأكثر واقعية التي تخلصنا من مظاهر الانقسام والتشظي وحالة الهيمنة والتفرد بالقرار الوطني وبالمؤسسة الوطنية، على طريق إنجاز حقوقنا الوطنية والديمقراطية."

وشددت على ضرورة "أن تبقى عملية توثيق أسماء وتجربة شهداء فلسطين، وتظهير تلك التي سجلت مع صفحات المجد والفخار وعكست تجارب نضالية غنية هو أمر في غاية الأهمية وضرورة وطنية تقع على عاتق الجميع لتُشكّل أحد أهم مراجع الدفاع عن الرواية الفلسطينية في مواجهة رواية الاحتلال الكاذبة والخبيثة."

وعاهدت الجبهة الشهيد جيفارا غزة ورفيقيه الحايك والعمصّي وجميع الشهداء بأن "تبقى على دربهم، وأن لا تساوم أو تتنازل عن حقوقنا كافة، وأن تبقى تقاوم وتقاتل حتى تحقيق أهداف شعبنا في العودة والحرية والاستقلال وإقامة دولة فلسطين الديمقراطية على كامل التراب الوطني وعاصمتها القدس."

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة