استضافت "اذاعة لبنان" الرسمية عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الباحث فتحي كليب ضمن برنامج "طريق العودة" الذي يقدمه الاعلامي يعقوب علوية. وتركز الحوار على قضايا: مسيرة ام الفحم ، ممارسات الاحتلال، قضية الاسرى وبعض الابداعات الواردة من بعض المحافظات الفلسطينية في الضفة الغربية.
وقال كليب في نقاش العنوان الاول من الحوار: ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي تعتمد على مجموعة من القوانين العنصرية في تعاطيها مع الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة عام 1948، وبعض هذه القوانين يعود الى الايام الاولى للنكبة. والقضية الاساس بالنسبة للجماهير العربية هي مسألة التمييز العنصري الذي تم تشريعه بشكل رسمي في قانون القومية اليهودية عام 2018، وهو قانون قدم دولة الاحتلال على حقيقتها باعتبارها دولة تمييز عنصري بامتياز.. وقد وصلت سياسات التمييز بحق الجماهير العربية الى درجة تشجيع الجريمة في الوسط العربي وغض النظر عن بعضها من قبل الشرطة والمحاكم الاسرائيلية، بهدف ضرب النسيج الاجتماعي للمجتمع هناك، بطريقة تختلف عن طريقة التعاطي مع المجتمع اليهودي.. بل ان الشرطة الاسرائيلية في كثير من الاحيان هي من كانت تشجع على الجريمة بهدف المس بالاستقرار الاجتماعي للمجتمع الفلسطيني..
وتابع: ان الهدف الاساس من جميع الممارسات العنصرية التمييزية الاسرائيلية هو تهجير الفلسطينيين من ارضهم وجعل البقاء داخل "الدولة الاسرائيلية" امر مستحيلا، وهذه القضية تشكل قاسما مشتركا بين جميع مكونات المجتمع الاسرائيلي.. رغم انهم يحملون البطاقات الاسرائيلية، ووجودهم في ارضهم هو امر سابق لوجود الكيان بجميع مكوناته، وبالتالي غير ان امر التهجير جرب في الكثير من المرات، لكنه فشل على صخرة صمود الشعب الفلسطيني المتجذر والصامد في ارضه وممتلكاته رغم كل الاساليب والممارسات التي ترتكب بحقه من قبل الاجهزة الامنية والشرطية الاسرائيلية.
واضاف كليب قائلا: ان الهيئات الفلسطينية في الاراضي المحتلة عام 1948 وفي مقدمتها لجنة المتابعة العليا كانت دائما تدعو الشرطة الى التدخل واتخاذ اجراءات بحق العابثين بأمن واستقرار المجتمع، غير ان الاجهزة الامنية دائما ما كانت تتجاهل هذه الدعوات، حتى وصل الامر الى تنظيم تحركات جماهيرية توجت بالمسيرة الكبرى التي شهدتها مدينة ام الفحم، في تعبير عن رفض السياسة التي تتبعها الاجهزة الامنية والشرطية الاسرائيلية تجاه الجماهير العربية، والدعوة الى تطبيق ما يسمى بالقانون الاسرائيلي، خاصة في شقه الجنائي وملاحقة كل مخل بالامن الاجتماعي للمجتمع..
وتوجه كليب بالتحية الى الاسرى الذين يستعدون لتصعيد تحركاتهم، بعد ان تراجعت ادارات السجون عن الاتفاقات التي حصلت معهم في وقت سابق، والتي شكلت انتصارا كبيرا للاسرى في ذلك الحين، بعد ان استجابت ادارة السجون للجزء الاكبر من المطالب. لذلك ندعو اليوم جميع الهيئات الدولية وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الاحمر من اجل الضغط على الاحتلال للاستجابة لمطالب الاسرى وفي مقدمتها توفير لقاحات آمنة وباشراف دولي، اضافة الى تامين العلاج للمرضى وتسهيل الزيارات العائلية وغير ذلك من مطالب انسانية..
وحول ممارسات الاحتلال قال: بالنهاية نحن نتحدث عن احتلال، وليس اي احتلال، انه الاحتلال الاسرائيلي الذي يمارس العنصرية والارهاب في ابشع صورهما وبشكل يختلف عن اي احتلال شهده العصر الحديث. واليوم كل ما يقوم به هذا الاحتلال، جنود ومستوطنون، مصادرة وسرقة اراضي وهدم منازل، اعتقال وقتل، كل هذه الممارسات تصنف تحت خانة جرائم الحرب، وبالامس وافقت المحكمة الجنائية على فتح تحقيق رسمي في جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة. والمطلوب من المحكمة مواصلة هذا المسار الايجابي، والسلطة الفلسطينية بدورها معنية بمواكبة هذه العملية، وصولا الى وضع قادة الاحتلال امام المحاكمة الدولية، بعيدا عن سياسة الابتزاز التي تمارسها الولايات المتحدة الامريكية.
حول بعض الابداعات التي تحصل في الضفة الغربية في اطار اعمال ثقافية تروج للمنتجات المحلية الفلسطينية ودور المراة في ذلك، قال: نوجه التحية للمرأة الفلسطينية المناضلة لمناسبة اليوم العالمي للمرأة، لأخت وزوجة وابنة الشهيد والاسير على ما تقوم بها من ابداعات نعتز بها كون المرأة الفلسطينية مدرسة نضالية عملت ولا زالت لا تخرج الاجيال الذين يواصلون رفع راية النضال الوطني، وهي التي كانت شريكة الرجل في اطلاق شرارة النضال الفلسطيني وما زالت تواصل مسارها الثوري باعتبارها احدى اعمدة الدولة الفلسطينية القادمة. وما تقوم به المرأة الفلسطينية وكل فئات المجتمع الفلسطيني يؤكد اننا شعب يحب ويعشق الحياة رغم ما يحيط به من قتل ومعاناة بسبب الاحتلال، لكن تبقى هناك مشاهد مضيئة تؤكد تعلق الشعب الفلسطيني بهذه الارض، وما تقوم به المرأة في فلسطين تاتي في وقت تشهد فيه مسألة مقاطعة المنتوجات الاسرائيلية تقدما ملحوظا، وهو امر يجب تعميمه على طريق الخلاص من الاحتلال والمحتلين وتحقيق الحلم الفسطيني في دولة مستقلة عاصمتها القدس.