هل ينجح نفتالي بينت في استقطاب الوسط واليسار في تشكيل الحكومه

بقلم: علي ابوحبله

علي ابوحبله
  • المحامي علي ابوحبله

 ذكر تقرير لموقع وأي نت العبري، بعد منتصف الليل، أن بنيامين نتنياهو زعيم الليكود قد يطلب من الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين تمديد المهلة الممنوحة له بشأن تشكيل الحكومة الجديدة إلى ما بعد فترة الحداد على ما يوصف بـ "ضحايا كارثة ميرون" في صفد والتي أدت لوفاة 45 إسرائيليًا من المتدينين الحر يديم.
وبحسب الموقع، فإنه لم يتبقى على مهلة نتنياهو سوى 4 أيام، مشيرًا إلى أن معظم التقديرات في النظام السياسي أن ريفلين سيرفض أي تمديد لفترة نتنياهو. ومن المتوقع أن تبرز مسألة تشكيل لجنة تحقيق مستقلة بشأن حادثة صفد، خلال الاتصالات المختلفة بين الأحزاب لتشكيل الحكومة.
فالتكليف الممنوح لشخص نتنياهو مدته 28 يوماً بدأت يوم السادس من إبريل/ نيسان الجاري، وإذا أخفق خلال هذه المدة فيمكنه مطالبة رئيس الدولة بالتمديد له لمدة أسبوعين، وإذا استمر الإخفاق سيكون الرئيس مضطراً لتكليف مرشح آخر غيره، أو يطلب من البرلمان اختيار آخر، وإذا استمر الإخفاق ستكون الانتخابات الخامسة هي الحل بكل ما تعنيه من تأكيدات بأن الأزمة السياسية التي تعيشها «إسرائيل» لم تعد مجرد أزمة حكومية، ولكنها تعدت ذلك بكثير، وأضحت أزمة تعني النظام السياسي الذي يتجه إلى طريق مسدود في وقت تشهد خلاله إسرائيل تراشق اتهامات بين الأحزاب الصهيونية ، فقد غرد رئيس حزب إسرائيل بيتنا " افيغدور ليبرمان معقبا على المؤتمر الصحفي الذي خرج به نتني اهو والذي هاجم فيه نفتالي بينت الطامح لرئاسة الحكومة الإسرائيلية خلفا لنتنياهو الذي سيعيد التكليف لرئيس الكيان الإسرائيلي بعد فشله في تشكيل حكومة جديدة، "لم نشهد قط رئيس وزراء مذعور وهستيري بهذا الشكل، إنه مرعوب" نتنياهو وجه انتقادات لاذعة لبينت لرفضه الانضمام إليه واتهمه بأنه يبصق في وجه الديمقراطية وانه يريد أن يصبح رئيسا للحكومة بسبعة مقاعد عبر تحالف مع اليسار الإسرائيلي الذي لن يصمد في وجه الضغوط الدولية على حد تعبير نتنياهو ، أما بينت فسدد ضربة قاضية لنتنياهو باتهامه انه يسعى للمزيد من الانتخابات ليبقى رئيسا للحكومة واعدا الشارع الإسرائيلي انه سيشكل حكومة جديدة لينهي حقبة نتنياهو إلى الأبد، وللحقيقة فإن رئيس حزب يمينا وجد الواقع الإسرائيلي مواتيا ليطرح نفسه بديلا لنتنياهو لا سيما وان بينت يملك ما لايملكه غيره من رؤساء الأحزاب الإسرائيلية، فهو يميني قومي وهو اقرب لليمين من نتنياهو ويستطيع أن يخترق كتلة اليمين الصلبة التي ظلت تقف متحالفة مع نتنياهو ومكنته في كل مرة أن يكون المرشح الوحيد للحكومة دون ان ينافسه احد ،
بينت يدرك حجم التذمر الشعبي الإسرائيلي من تكرار العملية الانتخابية واستمرار الدوران في حلقة مفرغة بسبب تشبث نتنياهو في الحكم ورفضه التنازل عن رئاسة الحكومة رغم ملفات الفساد التي تلاحقه ، بينت لن يكون يوما يساريا ولا حتى قريب من اليسار الإسرائيلي لكنه يلتقي مع الوسط واليسار لأجل التخلص من نتنياهو ولذلك هو على استعداد للتحالف مع اليسار الإسرائيلي ولو لمرة واحد من اجل إنهاء حقبة نتنياهو والبدء بحقبة جديدة مشابهة لتلك الفترات السابقة يوم كان اليمين الديني يتحالف مع الوسط او حتى اليسار لتشكيل حكومة، ويوم كان اليمين القومي يلتقي مع الوسط من اجل السيطرة على مقاليد الحكم ،
بينت وغالبية الأحزاب في كيان الاحتلال يعتقدون بأن غياب نتنياهو عن المشهد سينهي كتلة اليمين الصلبة والمتماسكة و سيخلق نوعا من التفكك في حزب الليكود الحاكم وسيغير الكثير من المشاهد المعقدة والمرتبطة بنتنياهو بشكل حضري اقلها ان رئيس حكومة تدور حوله شبهات فساد لن يبقى في مكانه بل سيغادر تاركا دفة القيادة لغيره ، بينت يرى أنها فرصته وعليه استغلالها وهي فرصه مواتيه ليصبح بسبعة مقاعد رئيسا للحكومة لتهيئه فيما بعد قائدا لليمين ككل .

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت