شوق متكرر في كل لحظة وشعور كبير بالفرح لقدرة ابنتي على الاندماج في المجتمع، فكل مرة تستمع فيها للأصوات وتبادلني الكلام بمثابة يوم جديد وسعيد لنا".
ما أجمل أن تسمع مثل تلك الكلمات من أم تفاجأت في بداية عمر طفلتها الصغرى، ولطالما تلهفت للاستماع لأصوات ومناغاة رضيعتها!
السيدة غادة ثابت، أم لأربعة أطفال أصغرهم تبلغ من العمر 4 سنوات واسمها "سما" والتي كانت ستحرمها الإعاقة السمعية من أبسط أحلامها في العيش كباقي الأطفال الطبيعيين.
تقول أم سما أنها اكتشفت فقدان طفلتها للسمع في عامها الأول بعدما توقفت ابنتها فجأة عن التفاعل معها والاستجابة للأصوات القريبة جدًا منها .
وأضافت "توجهنا بعدها إلى قسم السمع والتوازن في مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية بغزة، وبعد الفحوصات وتخطيط السمع أظهرت النتائج وجود التهابات شديدة في الأذن تبين أنها تعرضت لها في الأشهر الأولى من عمرها ما أدى إلى فقدانها للسمع".
"بدأ الفريق في بداية الأمر بتجربة استخدام السماعات الطبية للوقوف على حجم المشكلة الصحية إلا أن ابنتي لم تستجب لهذه المحاولة لفقدانها السمع بشكل كبير"، فقرر بعدها الأطباء إجراء عملية زراعة قوقعة والتي تمت على أيدي الوفد الطبي القطري برئاسة د. خالد عبد الهادي في عام 2018"، تقول أم سما.
وتابعت "شعرنا بالخوف في بداية الأمر، إلا أن الأمل الذي بثه أخصائيو القسم والفريق الطبي ولّد لدينا ثقة عالية بهم وبخبراتهم، لا يمكن للكلمات ان تعبر عن مدى امتناني لما قدموه لابنتي ودورهم في انقاذها من الصمم".
وأفادت أم سما التي تتلقى ابنتها تدريبات سمعية ولفظية لتنمية وتطوير مهارات الاستماع واللغة لديها، ان ابنتها تتفاعل الآن مع أخوتها وأقاربها كما أنها تعبر عن احتياجاتها دون عائق، ما ساهم بحسب قولها في ادخال السرور على العائلة بعد رحلة صعبة تكللت بالنجاح.
وقدمت أم سما نصيحة لأولياء الأمور بعدم الاستهانة بأي علامات قد تشير لفقدان التواصل مع أطفالهم، والتوجه لأقرب طبيب مختص أو إلى قسم السمع في مستشفى حمد بما يضمن التشخيص والتدخل الطبي المبكر