- المحامي علي ابوحبله
ان الخلافات التي تعصف في المجتمع الفلسطيني بفعل حالة الاجتذاب والتمحور والاصطفاف في تداعيات اغتيال نزار بنات ، كشفت ضعف بنية النظام السياسي الفلسطيني وعمق ألازمه التي يعيشها أبناء التنظيم الواحد في صراع باتت أولويته مقدمه على أولوية الصراع مع الاحتلال الصهيوني وهو صراع يقود إلى الفئوية البغيضة وسياسة المحاصصه ضمن محاولات البعض للسعي وراء المكاسب والمغانم متناسين ان هناك احتلال ما زال يجثم على صدورنا ويصادر حقنا في الحياة لحساب مشروعه الصهيوني التوسعي سؤالنا لجميع القوى والفصائل الفلسطينية إلى أين انتم سائرون في السعي لتحقيق المكاسب والمغانم ضمن سياسة المحاصصه الوظيفية .....
فهل السلطه الفلسطينية براي البعض منصب ورتبه ومكسب ومغنم .... هل كل هذا يغني عن الأرض والكرامة الوطنية وعن الاستقلال والسيادة الوطنية وهل بات التحرر من الاحتلال ومواجهة مخططات التهويد والتوسع الاستيطاني وتكريس مخطط الضم على ارض الواقع من وراء ظهورنا ، حتى باتت خلافات وصراعات البعض تفرض أجندتها على ارض الواقع وكان المكاسب والمغانم تحت حراب الاحتلال باتت ألسمه البارزة في الحياة السياسية الفلسطينية وقد تكشفت حقيقتها وبانت في تداعيات عملية الاغتيال لخنق الحريات وتكميم الأفواه ، وهذا ما كشفت عنه عملية الاغتيال ضمن ما بتنا نشهده من اصطفاف فئوي بامتياز بحيث باتت مرحلة الولاءات تطغى على الولاء للقضية والوطن وتناسى البعض إن لم يكن الغالبية الاحتلال ومخططاته ومشروعه ألتهويدي لفلسطين كل فلسطين سؤال نتوجه من خلاله لكل غيور محب لوطنه ؟؟؟
هل من صحوة وطنيه تعيد للقضية الفلسطينية أهميتها وأولويتها على أجندة الصراع مع الاحتلال الصهيوني ، على ضوء نتائج الاغتيال للمرحوم نزار بنات وما عكسته من تداعيات ضمن محاولات تمرير أجندات تبعدنا عن أولى أولوياتنا الا هو صراعنا مع الاحتلال ، مطلوب صحوة لاستعادة الكرامة الوطنية واستعادة الهيبة الفلسطينية للاعتزاز بالكرامة الوطنية والهوية الوطنية واحترام حقوق الإنسان وحرية الرأي ، لانه ليس من الكرامة حين تستوقفنا حواجز الاحتلال وتستبيح حرمات أجسادنا وتتعمد اهانة مواطننا الفلسطيني ونحن نعيش الصراع مع بعضنا بعضا وكأننا نستنسخ تاريخ المجلسين والمعارضين وفصيل السلام وما أدت إليه الحاله الفلسطينية في تلك المرحلة من ضياع لفلسطين وها نحن للاسف نستنسخ التاريخ بخلافات تبعدنا عن اولوية الصراع مع الاحتلال فالاحتلال سلب منا حريتنا وكرامتنا وسيادتنا الوطنية وهو جاثم على صدورنا ويستبيح أرضنا وحرماتنا ويهدم بيوتنا ويقتل أطفالنا ويحرق البيوت على ساكنيها دون رادع أو وازع ضمير ويستولي ويصادر أرضنا ويسمن مستوطناته على حساب حقوقنا نريد فعلا استعادة كرامتنا واستعادة هيبتنا حيث كان يهابنا الاحتلال ؟؟؟
أما اليوم فهود يتعمد إذلالنا فهل ننتصر لكرامتنا ونضع الاحتلال في مأزق حقيقي بخلطنا للأوراق وإعادة ترتيب الأولويات وندوس على كل مكسب ومغنم أمام استعادة هيبتنا والحفاظ على كرامتنا ونواجه الاحتلال الصهيوني ومخططاته بكل الوسائل المشروعة التي شرعها القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة التي أعطت لسكان الاقليم المحتل مشروعية مقاومة الاحتلال حتى يتحقق لنا الاستقلال ودحر الاحتلال وتحرير فلسطين وعكس ذلك فان الاحتلال ماضي بمشروعه الاستيطاني والتهويد مستغلا خلافتنا على مناصب ومصالح فئوية ومكاسب ومغانم ضمن صراع المحاصصه والفئوية وتكريس الولاءات على حساب سيادة القانون ومصالح الوطن وعلى حساب الكفاءات والقدرات وهذا يعيدنا للماضي البغيض مالم نضع في اعتبارنا أولوية قضيتنا وصراعنا مع الاحتلال عندها سنخسر وجودنا وكرامتنا نناشد كل القوى الفلسطينية توحيد صفوفها والاصطفاف في سبيل الدفاع عن فلسطين وتغليب مصلحة الوطن على دونها من المصالح ونرى في قوة ووحدة الشعب الفلسطيني الطريق الذي يوصل للخلاص من الاحتلال مما يتطلب من الجميع الابتعاد عن هذا الاصطفاف وهذه الفئوية والمحاصصه البغيضة والابتعاد عن سياسة الو لاءات والإقصاء وتفضيلهم على أصحاب الكفاءات ؟؟؟
وعلى حساب محاربة الفساد واستقلالية القضاء مما يتطلب مسائلة كل المسئولين والمنفذين لجريمة الاغتيال إحقاق للحق وانتصارا للعدالة وضرورة التغيير ضمن خطة اعادة ترتيب البيت الفلسطيني حتى لا يدرك الجميع الندم عندها لاينفع الندم
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت