جمعية المجلس العلمي تنظم محاضرة فقهية "بيان أحكام الأضاحي يوم العِيد"

 نظمت جمعية المجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين، بمسجد الزعفران بالمغازي في محافظة الوسطى، ضمن برنامج التوعية الدينية محاضرة فقهية بعنوان" نُبْدِيُ ونُعِيدُ في بيان أَحْكَامِ الأَضَاحِيْ يَومَ العِيد".

وبين فضيلة الشيخ فؤاد أبو سعيد رئيس مجلس إدارة جمعية المجلس العلمي، خلال المحاضرة العديد من المحاور من أهمها: الأضحية، وتعريفها، وحكمها مشروعةُ بكتابِ الله عزَّ وجلّ، وسنةِ نبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وإجماع الأمة، لقوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}.

وأوضح وقتها، وجنسها، مؤكداً أن الجنسُ الذي يُضحَّى به هو بهيمةُ الأنعام فقط، لقوله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}.

وقال الشيح أبو سعيد:" إن بهيمة الأنعام؛ هي الإبل والبقر، والغنم؛ من ضأنٍ ومعْزٍ، مشدداً على شروطها، مؤكداً أن الأضحية عبادة وقربةٌ إلى الله عزو وجلّ، فلا تصحُّ إلا بشرطين كبقية العبادات: أحدهما: الإخلاص لله تعالى، فلا رياء فيها، ولا سمعة، ولا عَرَضاً من أعراض الدنيا، والثاني: المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم".

وأضاف:" إن الأضحيّة لها أربعة شروط عن بقية العبادات:الأول: أن تكون مِلكاً للمضحي، فلا يجوز التضحية بالمسروق والمغصوب، والثاني: أن تكون من الجنس الذي عينه الشرع وهو البقر والإبل والغنم، والثالث: بلوع السن المعتبرة شرعاً، بأن يكون ثنيّاً من الإبل، -وهو ما بلغ خمس سنين ودخل في السادسة-، ومن البقر، -ما بلغ سنتين ودخل في الثالثة-، ومن المعـز، ما بلغ سنة ودخل في الثانية، أما الضَّأن فيجزئ الجذع منه، وهو ما بلغ ستة أشهر بحيث إذا وضع بين الكبار لم يعرف، والرابع: السلامة من العيوب المانعة من الإجزاء".

وأوضح الشيخ أبو سعيد خلال المحاضرة ما يكره في الأضحية، وما يؤكل منها وما يوزع، كما شدد على الآداب المرعية في الذكاة الشرعية، وشروط وآداب الذكاة، ومكروهات الذكاة.

كما عرج أبو سعيد، على آداب وسنن العيدين، مؤكداً أن العيد: مأخوذ من العود وهو الرجوع والمعاودة لأنه يتكرر، والحكمة في اتخاذ الأعياد عدم مشابهة المشركين، والترويح عن النفس، ففي الحديث الشريف؛ عن عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ: "لِتَعْلَمَ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً، إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ"، الحديث رواه أحمد.

وأشار إلى لُبْسُ أَحْسَنِ الثِّيَابِ يَوْمَ الْعِيد، والذَّهَابُ مَشْيًا إِلَى صَلَاةِ الْعِيد، واَلذَّهَابُ مِنْ طَرِيقٍ وَالْعَوْدَةُ مِنْ طَرِيق أُخْرَى، وحُضُورُ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ صَلَاةَ الْعِيد، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم يَأمُرُ بَنَاتِهُ وَنِسَاءَهُ؛ أَنْ يَخْرُجْنَ فِي الْعِيدَيْنِ)، رواه أحمد وبن ماجه وغيرهما.

وبين َقْتُ صَلَاةِ الْعِيدَيْن، وهو من بعد شروق الشمس وبعد وقت الكراهة ضُحىً إلى ما قبل الزوال، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ الرَّحَبِيُّ قَالَ: (خَرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم مَعَ النَّاسِ فِي يَوْمِ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحَى، فَأَنْكَرَ إِبْطَاءَ الْإِمَامِ) فَقَالَ: (إِنَّا كُنَّا قَدْ فَرَغْنَا سَاعَتَنَا هَذِهِ)، -وَذَلِكَ حِينَ التَّسْبِيحِ-. رواه أبو داود وابن ماجه والحاكم والبيهقي.

ولفت الشيخ أبو سعيد إلى التَّهْنِئَة بِالْعِيدِ، فعن جُبَير بن نفير قال: (كان أصحاب النبي صلى اللهُ عليه وسلَّم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبَّل الله منا ومنك)، مضيفاً:" ولا ننسى في هذه الأيام الفاضلة أهل العوز والحاجة من اليتامى والفقراء والمساكين، ونتمنى للجميع عيدا مباركا وأوقاتا سعيدة، لشعبنا خاصة وأمتنا عامة".

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة