- علي ابو حبلة
أكد الرئيس الأميركي جو بايدن خلال استقباله الملك عبد الله الثاني الاثنين في البيت الأبيض، دعمه القوي لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، كما تعهد بتعزيز التعاون الثنائي بين عمان وواشنطن. بدوره، قال بيان الديوان الملكي إن الملك عبدالله الثاني أكد خلال لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن الاثنين، على ضرورة العمل على إعادة بعث مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لتحقيق السلام الشامل على أساس حل الدولتين. هذه المحادثات وما تمخض عنها من نتائج تقتضي ترتيب الأولويات الفلسطينية ليتسنى الانتقال إلى الدولة وهذا يتطلب توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام والشروع بحوار معمق بين الاردن وفلسطين للخروج برؤيا تقود للتكامل الاقتصادي بين البلدين ويمهد للانفكاك عن التبعيه الاقتصادية مع حكومة الاحتلال.
مفصلية المرحلة وفق التغيرات التي تشهدها المنطقة، في ظل تعقيدات الأوضاع الداخلية الفلسطينية، والمتغيرات المتسارعة وهذا كله له انعكاس على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، مجمل التغيرات تلك تتطلب من كافة مكونات الشعب الفلسطيني الوعي والحذر واليقظة والترفع عن الخلافات والابتعاد عن مواءمة الظروف وفق مصالح حزبية فصائلية ضيقه والنظر إلى تلك المتغيرات بإيجابية وموضوعية برؤى مستقبلية لأهمية انعكاس التغيرات على مسار القضية الفلسطينية مما يتطلب إعادة ترتيب البيت الفلسطيني ومواءمتها مع التغيرات التي تشهدها المنطقة وهذا يتطلب من جميع القوى والفصائل الفلسطينية بمختلف توجهاتها الابتعاد عن الخطاب الفصائلي والحشد الفصائلي الذي لا يخدم وحدة الشعب الفلسطيني ويزيد في تعميق الانقسام الفلسطيني ويباعد بين الداعمين للقضية الفلسطينية بفعل حالة الانقسام والتضاد في المواقف.
المرحلة الراهنه تتطلب اكثر من اي وقت مضى وحدة الموقف وتوحيد الخطاب السياسي والإعلامي، وبتنا أحوج ما نكون في هذه المرحلة لترتيب البيت الفلسطيني، المرحلة تتطلب من الجميع الترفع عن الخلافات وبناء موقف استراتيجي فلسطيني ضمن استراتيجيه جامعة تجمع وحدة كافة القوى تنهي الانقسام وتعيد الوحدة الوطنية والجغرافية الفلسطينية والشروع الفوري لتشكيل حكومة وحدة وطنيه جامعة تكون من ضمن اولوياتها توحيد مؤسسات السلطه الوطنيه الفلسطينيه وتوحيد الجسم الوظيفي الفلسطيني والتنسيق مع الأشقاء في مقدمتهم الاردن من خلال تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية ووضع خطة تقود للتكامل الاقتصادي وبذل الجهود للتغلب على المعيقات التي حالت دون إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية فيما يتعلق في القدس وتحديد موعد لاجراء الانتخابات البلدية.
أن مهمة حكومة الوحدة الوطنية العمل على ترتيب البيت الفلسطيني وفق مفهوم يستند على تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني والنهوض بالاقتصاد الوطني الفلسطيني وإعادة إعمار غزه، وضرورة التخلص والتغلب على كل المعيقات التي حالت لغاية الان من تحقيق الوحدة الوطنية، وبات المفروض الشروع فورا لتنفيذ اتفاق القاهرة وكافة الاتفاقات والملاحق التي تتعلق بتوسيع إطار منظمة التحرير والمجلس الوطني لبدء مرحلة تقودنا للبناء المستقبلي وفق مفهوم يقود للتحرر من الاحتلال الاسرائيلي والتخلص من تبعات اتفاق اوسلو والتحرر من اتفاقية باريس الاقتصادية ضمن خطة وطنيه تقود للتكامل الاقتصادي مع الاردن. ان على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته وإجبار حكومة الاحتلال على تنفيذ قرارات مجلس الامن والامم المتحدة لانهاء احتلالها لكافة الأراضي الفلسطينيه المحتلة، أن أي تلكؤ في السعي نحو انهاء الانقسام والإبقاء على الوضع الحالي خطر يتهدد الارض الفلسطينيه والقضيه الفلسطينيه وتهدد الأمن والسلم الإقليمي والعالمي، وهذا ما يجعل الجميع أمام مسؤولياتهم الوطنيه والتاريخية، كفانا شعارات ومماحكات سياسية واصبحنا امام حالة تتطلب إنقاذ الوضع الفلسطيني وإنقاذ السفينة الفلسطينيه من حالة الغرق المحدق الذي ينذر بمخاطر جسيمة ما لم يبادر الجميع لانهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنيه الفلسطينيه والشروع بتشكيل حكومة الوحدة الوطنيه الفلسطينيه.
اعادة ترتيب البيت الفلسطيني بات أمرا ملحا وضروريا وفق مقتضيات المرحلة الراهنه، إذ لا يمكن التسليم بالأمر الواقع الراهن ولا يمكن الارتهان لأفكار وتصريحات لا تخدم الهدف الوطني الفلسطيني، ولا يمكن القبول لتمرير اجندات مكشوفة الأهداف والمصالح الآنية والشخصية، فنحن اليوم أحوج ما نكون الى استراتيجية وطنيه جامعة تهدف إلى تجميع القوى الوطنيه حول برنامج وطني فلسطيني يقودنا لبرنامج سياسي يحقق أهداف الشعب الفلسطيني للتحرر من الاحتلال. وهذا يتطلب وقف التحريض الإعلامي والتصريحات المسيئة غير الملتزمة بهدف وطني ضمن مسعى البعض لتكريس الانقسام ووضع العصي في دواليب إتمام المصالحة وانهاء الانقسام، كما ان تعصب البعض وانقياده الاعمى وراء أوهام وأفكار بعيدة كل البعد عن تحقيق الهدف الوطني امر مرفوض ولا يخدم المصلحه الوطنيه الفلسطينيه. وأصبح من الضروري الشروع في إعادة بناء وترتيب البيت الفلسطيني ليتسنى تقوية صمود الجبهة الداخلية الفلسطينيه والحيلولة دون تمكين البعض من اختراق الجبهة الداخلية الفلسطينيه لتحقيق أهدافه الشخصية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت