رغم تهديد ووعيد حكومة الاحتلال الذي لا يتوقف، بالرد بقوة وعنف، على كل صاروخ أو "بالون حارق" يُطلق من قطاع غزة نحو أهداف إسرائيلية، لكن على غير العادة، عاش الفلسطينيون في قطاع غزة ليلة هادئة، لم تقصف الطائرات الإسرائيلية أي هدف، رغم زعم جيش الاحتلال، أنّ صاروخين أّطلقا من القطاع، أمس الإثنين، تجاه مستوطنات "الغلاف".

صمت القادة العسكريين لدى الاحتلال غير المتوقع، أثار تساؤلات لدى المتابعين والمراقبين للشأنين الفلسطيني والإسرائيلي، فمنهم يرى أن عدم الرد الإسرائيلي حتى اللحظة على صواريخ غزة يرجع لخشيتها من تدحرج الأوضاع إلى مواجهة عسكرية جديدة، أو انها تُخطط لاغتيال شخصية بارزة في فصائل المقاومة، فيما توقع آخرون أن عدم الرد يعود لانشغالها بإخماد الحرائق التي نشبت في مدينة القدس، وتفشي فيروس كورونا داخل إسرائيل.

الكاتب والمحلل السياسي هاني العقاد، يستبعد أن تكون "إسرائيل قد اتخذت قرارًا نهائيًا بعدم قصف أي أهداف داخل قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذا الصمت المُريب يأتي تحت إطار تأجيل عملية الرد، أو تخطيط لاقتناص "صيد ثمين".

وأشار العقاد في حديث لـ  (APA)، إلى أن الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة، لم يعهدا هذا الصمت الإسرائيلي من قبل، فطائرات الاحتلال لم تتأخر في قصف أهداف ومواقع، عند إطلاق البالونات الحارقة تجاه "مستوطنات الغلاف"، متسائلا: "كيف تمتنع عن الرد على إطلاق الصواريخ؟".

وقال: "إن الجميع توقع أن يشهد قطاع غزة سلسلة غارات عنيفة الليلة الماضية، لكن على غير العادة، كانت ليلة هادئة"، مستدركا: " ولكن ليس معنى ذلك أن تكون إسرائيل قد تكون اتخذت قرارا بعدم الرد نهائيا، فهي قد تُقدم على اغتيال أحد قادة المقاومة البارزين في القطاع".

كما لم يستبعد العقاد، أن تكون مصر قد ضغطت على حكومة نفتالي بينت، بأن لا تقدم على قصف أي اهداف داخل القطاع، لمع الانجرار إلى مواجهة عسكرية جديدة، لكون القاهرة ما تزال تبذل جهدًا مكثفا من أجل تثبيت وقف إطلاق النار، والتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد.

من جهاته، يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفي الصواف، احتمالات عدة، وراء عدم رد جيش الاحتلال على إطلاق صاروخين تجاه من قطاع غزة تجاه الأراضي المحتلة، تتمثل في أنه ارتكب جريمة كبرى عند اغتيال 4 شبان في محافظة جنين، إضافة لانشغالهم بإخماد الحرائق التي التهمت مساحات شاسعة في القدس، وحالة الانتشار الواسعة لجائحة كورونا داخل المجتمع الصهيوني.

وأشار الصواف إلى ضعف حكومة نفتالي بينت، وخشيتها من الانهيار حال تدحرجت الأوضاع الميدانية إلى مواجهة عسكرية كبيرة، لكونهم على يقين أن المقاومة في حالة جهوزية كاملة لردع الاحتلال.

وادعت وسائل عبرية، مساء أمس الاثنين، أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أطلقت صاروخين باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.