اجتماع الرئيس عباس مع وزير الحرب الصهيوني والعودة للمربع الأول

بقلم: علي ابوحبله

علي ابوحبله
  • المحامي علي ابوحبله

 استقبل رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في رام الله، مساء الأحد، وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، في اجتماع هو الأعلى مستوى بين الجانبين منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، في يونيو الماضي. وصرح غانتس في بيان عبر تويتر إنه أبلغ عباس أن إسرائيل "مستعدة لاتخاذ سلسلة من الإجراءات التي من شأنها تعزيز اقتصاد السلطة الفلسطينية".
 وذكر البيان أن الطرفين بحثا أيضا "تشكيل الوضع الأمني والاقتصادي في الضفة الغربية وغزة" و"اتفقنا على استمرار التواصل بشكل أكبر حول القضايا التي أثيرت خلال الاجتماع". وذكر حسين الشيخ، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، في تغريدة، أن اللقاء "بحث العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية من كل جوانبها" وكانت إسرائيل وحركة حماس في غزة توصلتا، في 20 مايو الماضي، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد تصعيد اسرائيلي استهدف غزه خلف 258 شهيداودمار لحق في الابراج والمباني السكنيه والبنى التحتيه وهناك اشتراطات اسرائيليه لاعادة اعمار ما دمرته الحرب على غزه وتنشط الديبلوماسيه المصريه للتوصل الى تهدئه وتثبيت لوقف اطلاق النار طويل الامد ، وكان الرئيس محمود عباس قبل اجتماعه مع غانتس اشترط أن تعترف حركة حماس بقرارات الشرعية الدولية قبل البدء في حوار انهاء الانقسام واتمام الوحدة الوطنية.
كما اشترط الرئيس حسب مصادر مطلعة أن يكون الاعتراف بتوقيع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، مضيفا، "وبدون ذلك لا حوار معهم". جاء رد الرئيس على وثيقة تقدم بها مؤسس هيئة النوايا الحسنة منيب المصري أطلع خلالها الرئيس على اجتماع الهيئة مع قادة حركة حماس من أجل انهاء الانقسام واتمام المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
ويأتي اللقاء في ظل توقف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل نهاية مارس عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود. كما يأتي بعيد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة منذ توليه مهام منصبه في يونيو الماضي ولقائه مع الرئيس جو بايدن وسبق أن تلقى عباس في يوليو الماضي اتصالا هاتفيا من غانتس بهدف تهنئته بحلول عيد الأضحى . وجرى الاتصال في جو إيجابي حيث ناقشا الحاجة إلى تعزيز تدابير بناء الثقة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. ويعتقد مراقبون فلسطينيون وإسرائيليون أن حكومة بينيت تريد انفتاح العلاقة مع السلطة الفلسطينية بخلاف الحكومة الإسرائيلية السابقة التي تزعمها بنيامين نتنياهو والتي اتسمت فيها الاتصالات مع الجانب الفلسطيني بشبه المقطوعة.
 من جهة اخرى مسؤول مقرب من رئيس الحكومة الإسرائيلية معلقا على اجتماع وزير الدفاع الإسرائيلي مع الرئيس الفلسطيني في رام الله ، إنه "لا توجد عملية سياسية مع الفلسطينيين، ولن تكون". وكان المسؤول الإسرائيلي يُعلّق على اجتماع وزير الدفاع بيني غانتس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء أمس في رام الله، بالضفة الغربية. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن مُقرّب من رئيس الوزراء الإسرائيلي، لم تُسمّه قوله "تمت الموافقة مسبقا على الاجتماع من قبل رئيس الوزراء، وقد تناول القضايا الراهنة لجهاز الامن مع السلطة الفلسطينية".
وأضاف "لا توجد عملية سياسية مع الفلسطينيين، ولن تكون ". والسؤال الذي يطرح نفسه عن جدوى هذه الاجتماعات اذا لم يكن الهدف منها تحريك العمليه وتوقف الاستيطان علما ان حكومة بينت بصدد الموافقة على إنشاء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية المحتلة، حسب ما كشفت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية ، ويعتبر المجتمع الدولي بأغلبية ساحقة أن المستوطنات "غير شرعية"، ويستند هذا جزئياً إلى اتفاقية جنيف الرابعة، التي تمنع سلطة الاحتلال من نقل إسرائيليين إلى الأراضي المحتلة.
وعبر مكتب الرئيس عباس عن "رفضه وإدانته الشديدة للتوسع الاستيطاني" ويبقى السؤال الملح هل من جدوى من هذه اللقاءات والتي تصب في خانة مقايضة تحسين الوضع الاقتصادي مقابل التوسع الاستيطاني دون ان يلوح في الافق جدية في عودة مسار المفاوضات وتحقيق رؤيا الدولتين

المصدر: قدس نت -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت