الضفة على أعتاب 2022

بقلم: خالد معالي

خالد معالي
  • د. خالد معالي

ليس صحيحا عدم الذهاب للتنبوء والتوقع لما سيحصل في الضفة الغربية عام 2022، سواء  من الناحية الداخلية الفلسطينية، او من ناحية ممارسات الاحتلال اليومية، وخطره على مستقبل القضية الفلسطينية ، كونه فاعل رئيس بفعل حيازته على القوة الظالمة والغاشمة.

 داخليا، ارهاصات طول عمر "اوسلو" ب 26 عاما، بدت واضحة من خلال عدم قدرته على تحقيق أي امر ايجابي يتعلق بالقضية الفلسطينية، بل زادت الهوة، وتعمقت الخلافات الداخلية، وراح العنف يضرب بالنسيج الاجتماعي والتي كان آخرها مقتل شاب امام الجامعة الامريكية في جنين، عدا عن الثارات العائلية في الخليل وغيرها، وغياب فسحة امل تتيح للفلسطينيين تحقيق أي انجاز سياسي للقضية.

الموضوع هنا ليس تفاؤل بالخير او تشاؤم، بل قراءة سياسية علمية متينة، تقوم على معطيات واقعية وملموسة، فنتاج طول عمر "اوسلو" واضح من خلال اقامة دولة للمستوطنين، بدل اقامة دولة فلسطينية كما وعد مهندسو "اوسلو"، ولاحظ معي حتى ان الاحتلال ذهب بعيدا ، وافرغ الضفة الغربية من طاقات الشباب العاملة لتتوجه للعمل بمصانعه او داخل كيانه.

من يقول ان الخير قادم عام 2022 بالنسبة للضفة الغربية، فاليطرح معطيات واقعية مقعنة وليس مجرد كلام ومنطق غير معقول وغير مقبول من قبيل؛ منفعه او تعصب حزبي عصبوي لا يغني ولا يسمن من جوع.

لكن هل نحن نجلد ذاتنا ونسهب في طرح الامور السلبية، هذا ليس صحيحا، فواجب قراءة الواقع السياسي بشكل علمي صحيح بعيد عن العصبوية والتحزب والمصلحة، والقراءة الصحيحة تقود لعمل خطط وبرامج ناجحة وليس المضي قدما في المجهول وانتظار التحولات الاقليمية التي طال انتظارها  وتوجهت للتطبيع الخطير بدل نصرة القضية.

 من يعول على انهيار كيان الاحتلال عام 2022 من منظور ديني او توقع وتنبؤ، هو مخطئ، لان الاصل العمل مهما كانت الظروف وليس انتظار ما هو بعلم الغيب ولا توجد معطيات سياسية حالية تشير له، فنحن محاسبون امام الله على العمل والقدرة على التغيير، ولسنا محاسبون عما هو في علم الغيب.

اذن قد يسأل القارىء: ما هو المطلوب: المطلوب بسيط وسهل جدا جدا، وهو سرعة ترتيب البيت الفلسطيني، والاتفاق على برنامج موحد مقاوم ولو بالحد الادنى، ولا عزاء لمن لا يجيد قراءة الواقع السياسي، ولا عزاء لمن بقي يعول على التحولات الاقليمية والعالمية وانتظار ان ينصفنا العم سام.

هكذا اذن هي معادلة الضفة عام 2022، تناقضت داخلية تزداد وتستعر، تغول استنيطاني لا نظير له، مرحلة ذهبية لامريكا والاحتلال والغرب كي يواصل استنزاف الوضع الفلسطيني والعربي، والحل لكل هذا هو الغاء "اوسلو" الذي تسبب بكل هذا التراجع، واعادة تصويب البوصلة بروح اخوية، فالدم والهدف والوجع واحد، للكل الفلسطيني، دون ثارات واحقاد، ونزاع مصالح، فهل نحن فاعلون.

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت