نظمت المؤسسات العلمائية في قطاع غزة يوم الخميس 23/12/2021 وقفة للعلماء تضامناً مع الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الاسرائيلي، وذلك أمام مسجد الكتيبة غرب مدينة غزة.
وشارك في الوقفة علماء من رابطة علماء فلسطين والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فرع فلسطين ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية والمجلس الأعلى للقضاء الشرعي وملتقى دعاة فلسطين ومجمع الخلفاء الراشدين الدعوي وجمعية ابن باز الخيرية وكليتا أصول الدين والشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية، وعدد من العلماء والوجهاء ورجال الإصلاح.
وقد ألقى النائب د. مروان أبو راس رئيس فرع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فرع فلسطين البيان الخاص لهذه الوقفة العلمائية هذا نصه:
- أسرانا قرة عيوننا وأسيراتنا شرفنا وكرامتنا
يقول الله تعالى: { وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا } (النساء: 75).
الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وعلى آله وصبحه ومن والاه، وبعد:
من قلب غزة ومن ثرى فلسطين المباركة ننتفض نحن علماء فلسطين مستشعرين الواجب الشرعي الذي يفرضه علينا ديننا تجاه إخواننا واخواتنا وأبنائنا من أسرانا الأبطال الذين يواجهون هذا العدو المجرم بالصدور العارية والأمعاء الخاوية، نستشعر حجم معاناتهم حيث يقوم السجان في هذه الأيام بعزل بعضهم والبطش بالبعض الآخر، يعذب الأسيرات ويمارس بحقهن أبشع صنوف العذاب، نستشعر قسوة السجون النازية الصهيونية الاحتلالية التي تستقوي على الضعفاء بالسلاح الأمريكي، والدعم الأوروبي، والصمت العربي، والتطبيع الخياني، والتنسيق الأمني الإجرامي، إننا نحن علماء فلسطين ومن هنا ومن قلب غزة المحاصرة لنؤكد على ما يلي:
أولاً: إلى أسرانا وأسيراتنا نقول لهم لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم، أنتم تاج رؤوسنا، وعنوان كرامتنا وعزتنا، ورمز شهامتنا ونخوتنا، ودعمكم وإسنادكم وتحريركم فريضة شرعية وضرورة وطنية لن نحيد عنها ما حيينا.
ثانياً: إلى رجال المقاومة الأبطال رفعتم رأس الأمة الإسلامية الأبية، وحررتم بصفقة مشرفة كوكبة من الأبطال، العهد لديكم والأمانة في أعناقكم والأمل معقود عليكم، وكلنا ثقة بأنكم أهل للوفاء في صفقة جديدة من صفقات الأحرار والوفاء.
ثالثاً: إلى شعبنا الأصيل المقدام، لا شك أن الحرية لها ثمن، وتحرير الأرض والمقدسات وطرد المغتصبين له ثمن، وأنك يا شعبنا خير من صبر وضحى وقدم الثمن، وأسرانا جزء من هذا الثمن الثمين الذي يجب أن نسعى دائماً إلى خلاصه من براثن المجرمين.
رابعاً: إلى علمائنا الأجلاء الكرام تحرير الأسرى كما تعلمون واجب على الأمة كما جاء في الحديث الصحيح الذي يأمر فيه نبينا بفك العاني (أي الأسير) وكما صرح بذلك علمائنا الكرام ومنهم ابن تيمية والقرطبي والنووي وابن جزي المالكي، والعز بن عبد السلام وابن العربي، وكلهم نص على وجوب العمل على فكاك أسرى المسلمين من أيدي الكافرين المجرمين، وهذا ما يجب أن نعلمه للأمة كل الأمة رؤساء ومرؤوسين.
خامساً: إلى أمتنا الإسلامية والعربية إن من الشهامة والرجولة والنخوة ألا نقبل على أنفسنا أن تهان حرائرنا بأيد انجاس الأرض من أعدائنا، ونقول يا أمتنا عدوكم اليوم ينتهك كل شيء في فلسطين أرض الأنبياء ومعراج نبيكم إلى السماء، حيث ينتهك الحرمات، ويعذب المسلمات السجينات ويقتل الرجال، ويجهز على المرضى، ويعتقل الأطفال، فأين العروبة والدين وأين النخوة والشهامة؟ نحن منكم وأنتم عمقنا وجذورنا، فلا تتخلوا عنا يا رعاكم الله، فاليوم يوم النصرة ويوم الشهامة والنخوة.
سادساً: إلى عدونا الجبان، الذي يستقوي على المستضعفين من النساء والأطفال والعزل من الرجال، الأيام دول لن يقف الزمان هنا، وأمتنا بخير، وشعبنا صبور لا يستسلم وفلسطين لنا وأنتم عابرون كما عبر غيركم وغير، ووعد الآخرة قريب إن شاء الله.
في الختام نبعث تحية العز والشموخ إلى القابضين على قضبان الزنازين الفرج قريب إن شاء الله رغم السجان الجبان، وحضن فلسطين في شوق إليكم كما شوقكم إليه، والصبر الصبر، فلا نامت أعين الخونة والمطبعين والجبناء.