- د.خالد معالي
نظرة سريعة للضفة الغربية، ولحالها واحوالها، وما ستكون عليها من تغيرات وتطورات خلال العام 2022، نخرج باستنتاجات متباينة هنا وهناك، فكيف يهنأ شعب او يتطور او يتحسن حاله سياسيا او اقتصاديا او امنيا، وهو يرزح تحت اعتى احتلال عرفه التاريخ؟!
ستجري بعد اكثر من شهرين من الان انتخابات البلديات الكبرى، وان كان هناك من يقول انها ستؤجل، ونسبة التاجيل اعلى من نسبة اجرائها، وكل له معطياته، واصلا من الصعب قبول فكرة انتخابات لمن هم تحت احتلال، لماذا: لان الاولوية دوما وعبر التاريخ لمن هم واقعون تحت احتلال ان يتخلصوا من الاحتلال، ولكن هذا هو الحال المزري، وهذه هي المعطيات، وبكل الاحوال ما زالت تشير كل المؤشرات لتراجع حركة فتح الرسمية، فالانجازات السياسية سؤال محرج لها، وما لم تجري احداث غير متوقعه وحتى اجرائها تساهم في رفع رصيدها، وهو بالمنظور صعب جدا.
ستتعمق التناقضات الداخلية الفلسطينية، وستبقى القوى والفصائل تراوح مكانها في عام 2022، فلا يوجد معطيات حسية ومادية لتغير الوضع، الحديث هنا علميا وعن معطيات ملموسة، وليس عن تغييرات امورها بيد الله، لا نعلمها، ولسنا مطالبين بها ولا نحاسب عليها.
سنرى في عام 2022 توسع استيطاني يسبق كل الاعوام التي سبقت منذ عام 1967، فحكومة "نفتالي بينت" حكومة لا تفكر سوى بالاستيطان ومنع تطور أي بلد عربي واسلامي، والوضع الحالي مثالي ل"نفتالي بينت"، وجرافاته تعمل بكل قوة في التجريف ولا تتوقف على مدار الساعة بكافة مناطق الضفة الغربية.
من ناحية غزة، لن يهجم ولن يشن الاحتلال قصف عليها، لانه بكل بساطة تغيرت المعادلة في معركة سيف القدس عام 2021، فقصف تل ابيب من قبل غزة ليس بالامر الهين على الكيان، وان كان هناك بشائر بالخير للعام 2022 ، ستكون من غزة وليس من الضفة، كون غزة مؤهلة لذلك ومستعدة، وقد تفاجأ المحتل الغاصب، وكل المعطيات تشير لتقدم نوعي وكمي قادم من غزة، والثمن والتضحيات عادية جدا حتى وان غلت، كون الحرية لها ثمنها.
اذن هذه هي المعادلة، خاصرة ضعيفة وهي الضفة الغربية، سيعمل جهده "نفتالي بينت " على مواصلة الضرب فيها، وخاصرة قوية بغزة لن يقبل على ضربها، فهي سترد اللكمة لكمات موجعة، وقد تتقدم عبر جدار غزة المحصن والوهمي، وهو ما اشار اليه كتاب ومفكرين من داخل دولة الاحتلال.
في كل الاحوال من اراد التغيير، عليه ان يعد الخطط والبرامج، وليس الامنيات والعواطف والغيبيات، ونبوءة بسام جرار لمن يصدقها، تحفز على الاعداد والتجهيز وليس التواكل، فان حصلت، فخير، وان لم تحصل عادي جدا، ومطلوب اصلا ودوما، تواصل الاعداد حتى كنس الاحتلال، واصلا النصر هو من عند الله، وليس من البشر، وقوة العتاد، وان كان مطلب اجباري للنصر، لا بد منه في كل الحالات والاحوال.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت