- فاضل المناصفة
مر أسبوع منذ اطلاق حماس تهديدهات للاحتلال بالتصعيد اذا لم تتجواب حكومة بينيت مع مطالبها في ملف اعادة الاعمار وفك الخناق على غزة، ولكن هذه الأخيرة تجاهلت الرد على التهديدات الأخيرة في حين اكتفت الصحافة العبرية بتحليل تتابع التهديدات من الجهاد الاسلامي وحماس بامكانية التصعيد ومدى إمكانيتها .
ولكن ما الذي حصل بعد بعد قيام هذه التهديدات وما الذي يمكن أن يحصل على أرض الواقع ...؟
لاشك في أن فشل المفاوضات في تحقيق تقدم في المسائل العالقة بين الاحتلال وحماس يصب في مصلحة حكومة بينيت ويشكل ضغطا متزايدا على حماس التي لم تستطع الوفاء بوعودها بعد الخروج من العملية العسكرية الأخيرة واستطاعت اسرائيل لن تحقق مكتسبات أخرى على حساب حماس بتعطيلها لتحويل الاموال القطرية وزيادة الضغط الاقتصادي داخل القطاع الذي سيؤدي الى تفجير غضب شعبي عارم ضد جماس التي دخلت حربا غير محسومة العواقب وزادت من معاناة أبناء شعبنا في غزة .
ولهذا تجاهلت حكومة بينيت الرد رسميا على تهديدات حماس والجهاد واعتبارتها مجرد تصريحات للاستهلاك المحلي لأن تدرك تماما أن حماس تعرف أم مسألة الخوض في عملية عسكرية جديدة ستكلف قطاع غزة فاتورة جديدة باهضة هي ليست قادرة بتحملها خصوصا وأن ماحصل من فشل في المفاوضات قد سجله الشارع في غزة اخفاقا للنصر الذي سوقته حماس بعد نهاية الحرب .
وبالرغم من أن الحرب الأخير نجحت في تحقيق نصر معنوي، الا أنها لم تنجح في تحقيق أي تقدم على أرض الواقع زادت من فاتورة معاناة شعب غزة ولم تنجح في ردع المستوطنين من ممارسة انتهاكات اخرى على شيخ الجراح، تماما مثل ما يحدث في صحراء النقب من عمليات مشابهة اذ ان الاحتلال يستمر في سياساته من دون أن يهتم لرد حماس لأنه يعرف أنها لن تباد ر بالحرب في ظل وضع اجتماعي ناقم من مآلات الحرب الاخيرة على الصعيد الاقتصادي.
لقد تأكد للاحتلال التهديدات الأخيرة ليست بالمستوى الذي يرفع درجة التأهب ولقد جست النبض مؤخرا عند استهدافها لنقاط في خانيونس لم يتم الرد عليها من قبل حماس أو الفصائل الفلسطينية ، وفهمت ان حماس هي من تريد التهدئة عكس خطابها الذي يحمل نبرة التصعيد بين الحين والآخر، لأن حماس قد أعادت تقدير الموقف و وجدت نفسها في خانة اليك : الحصار يشتد و خيوط اللعبة في يد الاحتلال و اي تحرك الى التصعيد سيفجر غضبا شعبيا قد يفقدها ما تبقى من شعبيتها في داخل القطاع وقد يضطر مصر الى توقيف عمليات التهيئة للاعمار لأنها لن ترضى ان ترى ما حققته وساطتها أن يذهب سدى، لذى فإن الحديث عن تصعيد محتمل لا يمكن أن يكون الا نوعا من أنواع المناورة الاعلامية الاي تهدف الى اجبار الاحتلال الى العودة الى المفاوضات، ولكن الاحتلال حقق المبتغى ولم يعد يأبه للمفاوضات ولكنه يمارس بذكاء ايهام حماس بأنه متخوف من عملية عسكرية جديدة، ولكن الحقيقة ان الاحتلال ينتظر أن تأتي ردة الفعل من حماس لكي يستطيع بينيت أن يبرر لشعبه أن دخوله في حرب جاءا دفاعا على امن اسرائيل وليس دخولا في متاهة قد تؤدي الى خسائر في الأرواح وخسارة في الشعبية لحكومته الفتية .
يفترض من حماس أن تتصرف بعقلانية في مثل هذه الظروف وان تستمع لمنطق مصر الرامي لايجاد هدنة دائمة من دون تقديم تنازلات تخدم طرفا على حساب الآخر.
ينبغي الآن التفكير في فك الخناق على شعب غزة، حتى وان اقتضى الأمر اظهار نوع من الليونة في التفاوض لأن المزيد من مضي الوقت سيدفع الى انفجار شعبي وغضب عارم داخل غزة التي وصل فيها الوضع الاقتصادي الى مرحلة حرجة تنذر بسحب البساط من حماس لسوء ادارتها للأوضاع ولتملصها من مسؤولياتها ونسبها للاحتلال
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت