- المحامي علي ابوحبله
مجدداً، استهداف مطار بغداد الدولي ب6 صواريخ كاتيوشا الذي يضم مبانٍ حساسة من بينها قاعدة “فكتوريا” العسكرية، التي تشغلها قوات الاحتلال الأميركي في العراق. وبمعزل عن الجهة التي تقف وراء الهجوم ، إلّا أن الواضح منه أن الهجوم كان يهدف لإثارة النعرات والفتن بين القوى العراقية وتحميل قوى عراقيه بعينها لتظهر بمظهر المسئول عن زعزعة الأمن في العراق، وخاصة بعد تسليط الضوء على خسارة القوى والأحزاب السياسية الموالية لإيران في الانتخابات البرلمانية التي جرت، مؤخراً. الواضح من ذلك كله أن الاستهداف وبحسب محللين، يحمل رسالة واحدة واضحة المعالم، فحواها أنه لن يكون ثمّة استقرار أمني في العراق ، ما لم يكن هناك استقرار سياسي، في الوقت الذي تقترب فيه العملية السياسية من مواعيد مفصلية، التالي منها سيكون انتخاب رئيس الجمهورية في السابع من شباط المقبل، في ظلّ خلاف بين الحزب “الديموقراطي الكردستاني” و”الاتحاد الوطني الكردستاني” حول القضية. رئيس الوزراء العراقي “مصطفى ألكاظمي” اعتبر أن الهجوم الصاروخي “محاولة لتقويض سمعة العراق”، متوعداً بردّ “حاسم” على هذا النوع من العمليات التي وصفها بـ “الخطيرة”، مضيفاً: أن “الهجوم محاولة جديدة لتقويض سمعة العراق التي جهدنا في استعادتها إقليمياً ودولياً، وتعريض المطارات العراقية للخطر ونشر أجواء من الشكوك حول الأمن الداخلي؛ كون مطار بغداد الدولي هو إحدى واجهات البلاد”.
محللين وخبراء سياسيين بتحليلاتهم أن «هناك جهات تستغلّ الأوضاع السياسية والأمنية من أجل إعطاء صورة ذهنية سلبية عن ما يجري في العراق»، وبرأي هؤلاء «يقع على عاتق القوى الأمنية الكشف عن مَن يقوم بإطلاق تلك الصواريخ واستهداف المطار بهذه الطريقة».
ويلفت هؤلاء إلى أن «المطار منشأة حيوية مدنية، فيما استهداف القواعد العسكرية الأميركية أمر آخر، ويتمّ الإعلان عنه من خلال فصائل المقاومة ببيانات رسمية موثقة، وإنْ الهجوم تم من قِبَل بعض الجهات والمسمّيات غير المعروفة. أمّا هذه الطريقة البدائية، فتدلّ دلالة واضحة على أن هناك جهات تحاول أن تخلط الأوراق، وتُعطي صورة نمطية عن أن هذا الاستهداف يأتي في إطار حدّة التوتر السياسي والانسداد في البلد».
في المقابل، يرى الخبير الأمني القريب من حكومة مصطفى الكاظمي، فاضل أبو رغيف، أن "المسئول عن تلك الهجمات هي جماعات متطرّفة حاولت أن تلبس لبوساً آخر عبر ما يسمّى بعمليات التصدي والتحدّي التي تدخل ضمن بوابة العنف"، معتبراً ما يجري " نتيجة الانسدادات السياسية التي تعصف بالبلاد".
ويشير إلى أن "الكاتيوشا أقلّ دقّة، ولذلك لا أعتقد أنه كان مقصوداً استهداف الطائرة كونه يؤدي إلى النيل من سمعة العراق إقليمياً ودولياً، وأعتقد أن هذا الاستهداف يندرج ضمن الأعمال الإرهابية الجنائية " بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي العراقي “حسن الموسوي” خلال حديثه لشبكة “شام تايمز” أن الاستهداف الجديد هو بمثابة خلط للأوراق، وإحياء للمشروع الأميركي في إعادة صياغة النفوذ والمصالح في العراق، لمواجهة ما سموه “النفوذ الإيراني في البلاد”، واصفاً الوضع الحالي في العراق بصراع الإرادات ورسائل متبادلة تنتهي بفرض الواقع بتشكيل الكتلة الأكبر بالتالي تمرير مشروع انتخاب الرئيس. وأشار “الموسوي” إلى أنه يمكن اعتبار الاستهداف أيضاً هو بمثابة إعطاء مبررات لاستمرار تواجد القوات الأميركية في العراق وتدويل الأزمات التي تواجهه ، من جهته، اعتبر رئيس نقابة الصحفيين في العراق فرع “الديوانية”، “باسم حبس” في تصريح لشبكة “شام تايمز” أن الاستهداف هو رسالة مزدوجة ضحيتها كالعادة المجتمع العراقي بسبب الخلافات المتصاعدة بين القوى السياسية التي عادة ما تتفاقم مع المباشرة بحسم ملف البرلمان انتخابياً والشروع بعملية تشكيل الحكومة التي ينطلق مسارها في المطابخ السياسية والمطابخ الجاهزة لإنتاج وتدوير شخصيات عليها لغط كبير في المجتمع.
من جهته، اعتبر رئيس نقابة الصحفيين في العراق فرع “الديوانية”، “باسم حبس” أن هناك من يحاول خلط الأوراق سياسياً وحكومياً من خلال بعض الاستهدافات غايتها زعزعة الأمن بينها عملية استهداف “مطار بغداد” الذي يحمل رسائل عدة بينها تدخل الطرف الثالث بقوة لإحداث زعزعة وتفاقم الخلاف بين المكون الشيعي، وأضاف الصحفي العراقي: “على ما يبدو إذا استمر الخلاف سنرى مزيداً من الاستهدافات والزعزعة الأمنية التي قد تخرج من عنق الخلافات داخل المكون الشيعي ليشمل مكونا السنة والكرد”.
لا شك ان العراق يقف امام مفترق طرق تتطلب من كافة مكونات الشعب العراقي اليقظه والحذر وتجاوز الخلافات والازمات التي تعصف في العراق على ضوء تداعيات الانتخابات العراقيه
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت