- المحامي علي ابوحبله
ألازمه الاوكرانيه تربك الحسابات الاسرائيليه وتضعها أمام خيارات قد تجعلها تخسر قوة الردع في سوريا ، وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد قال ، بلاده ستنحاز إلى جانب الولايات المتحدة حال اندلاع حرب بين روسيا وأوكرانيا. وأضاف "في هذه المرحلة يختلف تقييمنا الاستخباراتي عن تقييم الأمريكيين والبريطانيين، نحن نقدر أن فرص غزو روسيا لأوكرانيا أقل بالنسبة للتقديرات الأمريكية، لكننا بالتأكيد نستعد لذلك". وحول ما إذا كانت إسرائيل ستشارك في العقوبات المفروضة على روسيا، قال لابيد: "رغم الرغبة في الحفاظ على علاقات جيدة مع موسكو والتنسيق الأمني، إلا أنه يتوجب علينا النظر في هذا الأمر" .
وزاد لابيد قائلا "وضعنا يشبه إلى حد ما وضع دول البلطيق، لدينا حدود مع روسيا وحدود مع سوريا لجميع المقاصد والأغراض"، في إشارة إلى أنّ روسيا لديها مصالح في سوريا. لم يتأخر الرد الروسي فقد أكد وزير الخارجية ، سيرغي لافروف، أن بلاده تستنكر بشدة الضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية، محذرا أن مثل هذه الإجراءات قد تؤدي لتصعيد حاد في المنطقة بأسرها. وأكد لافروف أن الطرف الروسي يستنكر بشدة "العقوبات غير القانونية أحادية الجانب على سوريا، التي تم فرضها من قبل الغرب وتؤدي إلى مزيد من المعاناة بالنسبة للشعب السوري". وشدد وزير الخارجية الروسي: "هذه الإجراءات التقييدية، وخاصة في زمن جائحة عدوى فيروس كورونا، غير طبيعية". وشدد لافروف: "بالطبع من بالغ الأهمية، لكي تكون لدى الدولة السورية إمكانيات أكبر لصد الهجوم الإرهابي، المساعدة في تعزيز قدرات الجهات المعنية في الجمهورية العربية السورية وإنما كذلك وقف الضربات المستمرة من قبل إسرائيل على أهداف في الأراضي السورية، الأمر الذي نتابعه بشكل دوري".
وأكد وزير الخارجية الروسي: "إننا نستنكر بشدة مثل هذه الإجراءات، لأنها تنتهك قرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة بل قد تسبب تصعيدا حادا للأوضاع في نطاق المنطقة برمتها". في المقابل المقداد: لن يتم التسامح مع الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا ونحن قادرون على أن نرد الصاع صاعين واعتبر وزير الخارجية السوري أن الاعتداءات الإسرائيلية على أراضي بلاده تأتي في إطار مساعي إسرائيل للدفاع "عن حلفائها الإرهابيين في سوريا". وشدد المقداد: "لن يتم التسامح مع الاعتداءات الإسرائيلية وسيعرفون أنه سيتم الرد عاجلا أم آجلا ونحن قادرون على أن نرد الصاع صاعين". زيارة المقداد لروسيا ضمن إعادة موازين الردع في المنطقة والتلميح بتغير المعادلات ، وقد أفاد تحليل نشره موقع "بريكنغ ديفنس" أن الأزمة الأوكرانية قد تؤثر على استراتيجة إسرائيل تجاه سوريا وإيران، خاصة وأن إسرائيل تعتمد على علاقات جيدة مع روسيا التي تسمح لها بالقيام بعملياتها في سوريا. وأوضح التحليل أنه في حال حصول الغزو الروسي لأوكرانيا، والتوترات المتوقعة مع الغرب، قد تتعقد العلاقات الإسرائيلية – الروسية، خاصة وأن إسرائيل تنحاز في سياستها إلى الولايات المتحدة وهو ما صرح به وزير الخارجية الإسرائيلي وأشار التحليل إلى أن "إسرائيل قد تجد نفسها في موقف حرج" فهي ترتبط بعلاقات قوية مع واشنطن، ولكنها في الوقت ذاته تحتاج إلى الحفاظ على علاقتها مع موسكو التي تسيطر إلى حد كبير على المجال الجوي في سوريا، حيث تجري إسرائيل ضربات عسكرية ضد المصالح الإيرانية.
ولفت التقرير إلى أنه في حال فرض عقوبات واسعة على روسيا، سيتعين على إسرائيل أن توازن خطواتها، إذ إن أي إجراءات ضد روسيا قد تؤدي إلى عرقلة العمليات الإسرائيلية في سوريا، وهو ما تعتبره إسرائيل أمرا "حيويا لأمنها القومي". رئيس شعبة الاستخبارات سابقاً، اللواء احتياط عاموس يادلين، يضيف أن الأزمة في أوكرانيا تضع أمام "إسرائيل" عقبات ترتبط بالساحة السورية، بحيث من الممكن أن يتغير الواقع نحو الأسوأ بالنسبة إلى "إسرائيل"، إنْ أراد الروس أن يبعثوا برسائل إلى الولايات المتحدة على حساب "إسرائيل"، بطريقة من شأنها أن "تهدِّد حرية عمل الجيش الإسرائيلي".
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت