أنظمة الخنوع تسرع عجلة التدمير الذاتي

بقلم: الأسير أنور عليان

أنور عليان
  •  بقلم الأسير المجاهد/ أنور عليان
  • سجن النقب الصحراوي

أنظمة الخنوع تسرع عجلة التدمير الذاتي

الجزء الأول

من غرائب هذا الكون وعجائب هذا الزمان أن يصبح الاستعمار ولصوص الأرض مطلبًا لدى أنظمة الخنوع العربي، يتودّدون إليهم ويشرعون لهم أبواب بلادهم ويستقبلونهم بحفاوة بالرقص والقهوة على عزف النشيد الصهيوني (هاتيكفا)، ويقيمون معهم علاقات غرام سياسية من أجل نيل العفو والرضا من سفاحي القرنين العشرين والواحد والعشرين في واشنطن الذين زرعوا الموت والدمار والإرهاب الأسود في بلاد العرب والمسلمين، بينما من يعادي الاحتلال ويغرد خارج سرب التبعية العمياء وينهض بذاته ويستقل بقراره توصد في وجهه الأبواب والسبل ويوسم بالمارق والإرهاب وعدو السلام، كما صرح أحد أولياء الكيان الصهيوني من النخبة العربية الحاكمة في تاريخ 19/04/2019م بأنه يجب التعاون مع الكيان الصهيوني أمنيًا واقتصاديًا وسياسيًا وإن إسرائيل دولة محبة للسلام والعدو الحقيقي في المنطقة هي إيران، وتصريح لآخر في مؤتمر دافوس في تاريخ 06/04/2019م بأن على العرب تبديد مخاوف إسرائيل، فما كان محظورًا ومحرَّمًا ومن الخطوط الحمراء بات اليوم طبيعيًا وواضحًا وعقلانيًا وتنورًا وما كان مضمرًا في الغرف السوداء المعلقة.

ما كان محرمًا قبل عقود من الزمن أصبح اليوم مبررًا يجاهر به علنًا من قبل البعض، وهذا دليل أن أنظمة الإذعان العربية بلغت مرحلة الانهيار الأخلاقي والسقوط السياسي والاستسلام الطوعي المهين بلا شروط، وهو ترجمة حيَّة لما عبر عنه نتنياهو رئيس الوزراء الصهيوني السابق وأحد قادةَ الحركة الصهيونية والحائز على لقب أخطر رجل في منطقة الشرق الأوسط، حيث قال في كتابه (مكان تحت الشمس) بأن مفهوم السلام قائم على قوة الردع، يشترط فيه أن تعترف الدول العربية، وتسلم بوجود إسرائيل بصورة مباشرة، ومن دون شروط، كما يتضمن ترتيبات أمنية مع الدول العربية تحمي إسرائيل من أيّ هجوم وتطبيع العلاقات بينها بكافة المجالات، وإلغاء المقاطعة الاقتصادية على إسرائيل، ووقف التحريض ضدها في المدارس، متناسيًا أن مدارسهم الدينية والحكومية هي من تنمي مشاعر الكراهية للعرب، وإنكار الشعب الفلسطيني وتضع هذه الأفكار المسمومة في منبت رؤوس أطفالهم لتكبر معهم مع مرور الزمن ويترجموها في ممارساتهم اليومية بحق الشعب الفلسطيني، وقد انصاعت بعض النخب العربية الحاكمة للإملاءات الصهيوأمريكية وتوطدت بينهما علاقات تفوح منها رائحة كريهة.

هذا التهافت غير المسبوق والانقياد بسلاسة للأعداء يعيد إلى الأذهان ما جرى في عهد الدولة الفاطمية عندما استعان بعض القادة المسلمين بالصليبيين ضد إخوتهم في العقيدة والعروبة، فأصبح للصليبين موطئ قدم في بلادهم واستباحوا ديارهم ومقدساتهم وسفكوا دماءهم ومزقوهم كل ممزق، وشاع الفساد وعم الخراب في بلدانهم وضعفت شوكتهم في مواجهة الأخطار الخارجية.

وهذا ذات السيناريو في هذه الأيام، فقد نجح الكيان الصهيوني باختراق العالمين العربي والإسلامي والقارتين الأسيوية والأفريقية وحتى مؤسسات الأمم المتحَدة بدعم ومساندة من العديد من الدول العربية كما حدث حين تولى مرشح الكيان الصهيوني داني دانون رئاسة لجنة مكافحة الإرهاب، في انقلاب واضح على القيم والمبادئ الإنسانية بالتشريع لدولة غارقة في ممارسة الإرهاب المنظم من رأسها إلى أخمص قدميها برئاسة لجنة دولية مهمة.

وكل يوم يمرّ ترتفع وتيرة التطبيع المتسارعة والاندفاع الغريب نحو الكيان الصهيوني وانفتاح الأخير على بعض الدول العربية منطلقًا في استراتيجيته بإتباع سياسة التوغل الناعم من خلال رعاية المشاريع التنموية والتبادل التجاري وتبادل السفراء في موازاة للغزو الفكري والتسلل إلى حياة الشعوب العامة وهو مقدمة لعلاقات ذات أبعاد عسكرية تؤدي إلى التفكيك التدريجي لتلك الدول.

وقد ظهرت أماراتها من حرارة العلاقات المتنامية بين سياسيين ورجال أعمال وإعلاميين والمسابقات الرياضية وفتح المطاعم والكنس اليهودية وتطوير شبكة علاقات ناجعة مع شخصيات رفيعة والتعاون في مجالات النفط وإنتاج المياه وجذب الاستثمارات المتبادلة كمشروع (نيوم) السعودي العملاق الذي يجرى الترويج له من خلال أطراف دولية كغطاء اقتصادي لإعادة تشكيل تحالفات إقليمية في المنطقة يتم دمج الكيان الصهيوني فيها على جميع الأصعدة وفي كافة المجالات وقد كان لافتًا حضور المستثمرين الصهاينة الكبار في مؤتمر تدشين المشروع.

وكذلك استثمار الإمارات بحقل الغاز الصهيوني (تمار) عبر شركة مبادلة للبترول باتفاقية وقعت في مايو (أيار) 2021م لشراء حصة شركة (ديليك) الصهيونية ثم ضخها 10 مليارات دولار في صندوق الاستثمار الصهيوني ليصبّ في صالح اقتصاد المحتلون للأراضي العربية، وإقامة صندوق إسرائيلي إماراتي لتعزيز الاستثمار بالهايتك في شهر كانون الثاني من عام 2022م وتخصيص جناح أبيض أزرق الذي يرمز للعلم الصهيوني في معرض (إكسبو 2020) بدبي ومجالات عديدة يصعب حصرها في مقال.

وتوسعت شبكة العلاقات لتشمل دول إسلامية مثل كازخستان وأذربيحان المتاخمتين لحدود إيران، وكذلك كوسوفو التي أعلنت في عام 2020م عزمها فتح سفارة لها في القدس انصياعًا للقرارات الترامبية.

وما يحز في النفس أكثر ويشكل ضربة في الصميم لفلسطين والأمة جمعاء هو مشاركة وفود علماء الدين الإندونيسيين برئاسة يحيى ستاكوف بمؤتمر العلاقات اليهودية الأمريكية في القدس منتصف ليلة 14 (حزيران) 2018م خاصة أن إندونيسيا تعد أكبر بلد إسلامي في العالم واحتضنت المؤتمر الدولي العام حول القدس عام 2015م في العام الذي يليه القمة الاستثنائية الخامسة لمنظمة التعاون الإسلامي حول فلسطين والقدس.

أما القارة الأفريقية فتسعى إسرائيل جاهدة للانضمام كعضو مراقب في الاتحاد الأفريقي عبر شق ثغرة فيه، بعد تعليق عضويتها التي حازت عليها بقرار من رئيس مفوضية الاتحاد موسى فقي في تموز 2021م، لكن تشكيل جبهة رفض من بعض الدول الأفريقية وخاصة الجزائر ومصر وجنوب أفريقيا ومثقفون وأدباء أحرار يصعب عليها مهمة العودة للاتحاد، وهو انتصار معنوي للقضية الفلسطينية ويتوجب على عاتق الدول المناهضة للمشروع الصهيوني والغنية بإعطاء الدول الأفريقية الفقيرة جل اهتمامها ليتعذر على العدو فتح ثغرة للتسلل منها من أجل حماية أمن تلك الدول ومصالحها الحيوية أيضًا.

17/03/2022م

 

--

أنظمة الخنوع تسرع عجلة التدمير الذاتي

الجزء الثاني

(أبعاد عسكرية)

 

لم تكتف أنظمة الخنوع العربي ومن دار بفلكها بتأسيس علاقات سياسية واقتصادية مع الكيان الصهيوني على حساب أمن ورفاهية شعوبها بل بدأت العلاقات تأخذ منحنيًا أمنيًا وعسكريًا لتعميق دور الكيان الصهيوني المتنامي في الترتيبات الأمنية والعسكرية بالمنطقة، وهناك محاولات حثيثة ومستمرة من قبل العدو للحيلولة دون تحول البحر الأحمر إلى بحيرة عربية وإسلامية وتطويق إيران جغرافيًا، وهذا ما أكد عليه رئيس الموساد الصهيوني يوسي كوهين.

وفي هذا السياق أعلن الكيان الغاصب في تاريخ 07/08/2019م انضمامه استخباراتيًا إلى الحلف البحري في الخليج العربي، تلاه استضافة البحرين لاجتماع مجموعة عمل وارسو لحماية أمن الملاحة في الخليج في تاريخ 21/10/2019م بحضور لافت للكيان الصهيوني، وفي تاريخ 15/02/2022م تمّ الإعلان عن تعيين ملحق عسكري صهيوني في مقر الأسطول الخامس في البحرين، وبعدها بيومين مشاركتهم في مناورات بحرية في المياه الإقليمية للبحرين سبقها زيارات مكوكية لوزير حرب العدو بني غانتس ورئيس وزرائه نفتالي بينت والتي تحدثت الأخبار أنها ذات طابع أمني.

هذا عدا عن إنشاء شبكات إستخباراتية صهيونية في جزيرة سوقطرة اليمنية وتوريد صفقات أسلحة دفاعية من طائرات بدون طيار ومنظومات القبة الحديدية لدول التطبيع حسب قناة (13) العبرية في تاريخ 13/09/2018م وصحيفة هآرتس الصهيونية وبعض وسائل الإعلام من بينها RT الروسية، على الرغم من ثبوت عدم فاعلية القبة الحديدية، وأنها شهدت إخفاقات كبيرة في التصدي لقذائف المقاومة الفلسطينية، وهذا ما أكد عليه الجنرال يوسي لانغوتسكي قائد الوحدة 81 للتكنولوجيا في مقال نشره على صحيفة معاريف الصهيونية في نيسان عام 2021م.

ثم تمادي بعض النخب العربية الحاكمة بشراء تقنيات صهيونية متطورة للتجسس تابعة لشركة NSO، واستعانتهم بضباط استخبارات صهيونية متقاعدون أو متفرغون متخصصون بالتكنولوجيا وعمليات التجسُّس وهو ما أشار إليه الخبير الصهيوني ألون بن دافن مما سيجعل أسرار تلك الدول الخاصة والعامة أمام عيون العدو وتهدد الأمن والسلم المجتمعي ويقوض الاستقرار الداخلي ويهدد أمن دول الجوار المناوئة للكيان الصهيوني، كما سيؤدي إلى تأجيج الأزمات والصراعات وإشاعة الفوضى وإثارة النزعات العرقية بهدف الدفع لتشكيل كيانات مذهبية وسياسية واجتماعية ضعيفة ومتخلخلة من الداخل، وتوريط أنظمة عربية مع جيرانها خاصة أن الكيان الصهيوني يعد في مقدمة الدول التي ستشحن السلاح وتقنيات التجسس عالية الدقة للدول التي تعاني من نزاعات بين دول الجوار كالدول النامية وأفريقيا والهند عدو باكستان اللدود، حيث شحن الكيان الصهيوني إليها أسلحة متقدمة وكاسرة للتوازن بالغة الدقة والفتك، غير تقليدية تؤدي إلى قلب موازين القوى لصالح الهند.

وكسب منها مواقف سياسية تصب في مصلحة العدو الصهيوني وأيضًا دورهم الرئيسي في انفصال جنوب السودان عن وطنه الأم تحت ذريعة حماية المسيحيين، ودعم أثيوبيا في موضوع سد النهضة على حساب حقوق مصر والسودان المائية وإثاره الخلافات بينهم.

وهذه الأمور تأتي من صميم فكرة الشر التي تقوم عليها الأيديولوجيا الصهيونية للحفاظ على بقائهم من الزوال وتفوقهم النوعي على بقية الشعوب حتى لو فنت البشرية جمعاء.

فخلال العقدين الماضيين أنفقت الولايات المتحدة 6 تريليون عدا عن الخسائر البشرية والتسبب في تفتيت الأمم أثناء خوضها حروب عقيمة ضد العرب والمسلمين دفعها إليها الكيان الصهيوني واللوبي اليهودي في واشنطن، وما زالت محاولاتهم جارية لجر الولايات المتحدة وبعض الأعراب إلى الدخول في حرب مفتوحة وغير مضمونة النتائج مع إيران.

19/03/2022م

--

أنظمة الخنوع تسرع عجلة التدمير الذاتي

الجزء الثالث

الهدف الصهيوني من إختراق المنطقة العربية

 

تتزاحم الأفكار في تحليل الهدف النهائي الذي يتطلع إليه الكيان الصهيوني، لكن هناك هدفان مركزيان يسعى العدو لتحقيقهما وهما:

أولًا: رسم خريطة سياسية جديدة في منطقة الشرق الأوسط وبريشة الكيان الصهيوني بما يخدم مشروعه الإستعماري التوسعي.

ثانيًا: إحياء فكرة إقامة "إسرائيل الكبرى" من النيل إلى الفرات، ويعتقد بأن الفرصة مواتية لتنفيذ هذا المشروع تدريجيًا ضمن خطة ممنهجة على غرار خطة مؤتمر بازل الاستراتيجية عام 1897م لإقامة دولة لهم خلال 50 عامًا، وهو ما حدث بالفعل ولترجمة الهدف الأسمى الذي يسعى إليه الكيان الصهيوني يُسارع الزمن لتحقيق جملة من الأمور أهمها:

ضرب وتجريم حركات المقاومة وداعميها الرئيسين وقطع الإمداد اللوجستي عنها وعزلها عن عمقها العربي والإسلامي لتعيق الخلل الإستراتيجي الذي سينشأ لصالح الكيان الصهيوني في المنطقة في ظل القضاء على محور المقاومة، وبالتالي حمل الشعب الفلسطيني إلى الإستسلام والرضوخ إلى الأمر الواقع وإحداث شرخ بينه وبين الشعوب العربية والإسلامية، وهذا لن يحدث مطلقًا نتيجة وعي تلك الشعوب بما يُحاك ضدها من مؤامرات، ومحاولات صهر الوعي وتذويب المجتمعات العربية وسلخها عن هويتها الإسلامية، وتماشيًا مع ذلك فقد نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت الصهيونية يوم الإثنين الموافق 21/02/2022م مقالًا للكاتبة سميدار فري بعنوان "ثورة في السعودية" يقودها ولي العهد محمد بن سلمان حيث إتخذ سلسلة إجراءات تقربه من الرئيس الأمريكي والغرب واليهود وإرضاءً لهم ومن أبرزها إلغاء الحجاب وتقليل رواتب رجال الدين والدعاة للحد الأدنى وتخفيض صوت الأذان في المساجد وإزالة مضمون أو محتوى ما يسمى بمعاداة السامية والغرب من المناهج التعليمية وإعطاء حرية إختيار اللباس للمرأة، وحرية مرافقة الوالد أو الأخ للعروس أو الإعتراض على أي منهما إن لم يكن كلاهما، هذا بالإضافة إلى تغيير علم المملكة وإستبداله بالألوان الخضراء والحمراء، وإجراء تعديل على تاريخ عيد الاستقلال السعودي.

ومهما يكن الخبر صحيحًا أم لا أو فيه جزء من الصحة، فهناك مؤشرات واضحة ومحاولات حثيثة لإظهار محمد بن سلمان الرجل الشاب الإصلاحي المتنور الذي يسعى لإحداث ثورة في الحداثة والتحضر والتقارب بين الديانات السماوية الثلاث الإسلامية والمسيحية واليهودية، بما يتواءم مع متطلبات العصر، وكان لافتًا ذلك من تصريحاته ومقابلاته مع المراسل اليهودي الأمريكي محرّر مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية الشهير جيفري غولد برغ ونشرته صحيفة القدس في عددها الصادر يوم الجمعة الموافق 06/04/2018م نقلًا عن صحيفة معاريف الصهيونية، والأمر الأهم الذي خرج من المقابلة هو أن الأمير معني جدًا بالتعاون مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة في كل ما يتعلق بالحرب على المقاومة وداعميها، ولترجمة ذلك فتح أجواء المملكة أمام الطائرات الصهيونية وجذب عدد من المستثمرين الصهاينة في مشروع (نيوم) العملاق، واعتقال عدد من ممثلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السعودية.

كما أن توجيه الإعلام الرسمي لدول الخنوع العربي نحو شيطنة إيران والمقاومة على إعتبار أنها العدو الأول للعرب والمسلمين واقتصار ردود الفعل الشعبية في كل معركة تحدث في فلسطين وعدم قيام تلك الحكومات بخطوات عملية وملموسة أو إجراء عقابي للجم العدو عن ممارساته العدوانية بحق الشعب الفلسطيني يصب في نفس السياق، بل الأنكى من ذلك قيام تلك الحكومات بإجهاض أي إنتصار تسجله المقاومة كما حدث في حروب غزة الأخيرة في الأعوام 2014م و2021م.

لكن يبدو أن حكومات الخنوع مصابة بالإغماء والعمى وماضية بالإنقياد للعدو بسلاسة دون أن تدرك بأنها لن تبقى إلى الأبد على سدة الحكم.. وسيصيبها ما أصاب أسلافها الخالعين عندما يعيد الكيان الصهيوني تصميم وهندسة الأنظمة الحاكمة من جديد بما يتماشي مع مصالحة، وسيلفظهم إلى هامش التاريخ كالخرقة البالية.

الخلاصة

إنَّ فاتورة التطبيع ستكون مرتفعة جدًا نتيجة ما تفعله بعض النخب العربية والإسلامية الحاكمة بالإستقواء بالعدو الصهيوني وتشكيل كتلة إقليمية جديدة يكون الكيان الصهيوني جزء أساسي منها، وإبرام إتفاقيات الإذعان بمختلف جوانبها كمكافأة له على إحتلاله الأراضي العربية وإرتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني والسوري.

وسنُطلق العنان ليد العدو الصهيوني في الإقدام على خطوات غير مسبوقة ضد الشعب الفلسطيني وأسراه البواسل مستغلًا إنشغال العالم بالحرب الروسية الغربية على أرض أوكرانيا.

كما سيعرض تلك الدول المطبعة لزلازل سياسية داخلية وخارجية وإفساد المصالح الجيوسياسية لدول المنطقة العربية وتمزيق الجسم العربي بسبب تدخلاتهّ العسكرية والأمنية تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.

وربما شن عمليات تخريبية في بعض المناطق الحيوية فيها وتضليلها بهدف الإرتباط بالكيان الصهيوني أكثر وتوريطها مع جيرانها خاصة مع الدول المناهضة للمشروع الصهيوني التوسعي ثم صب الزيت على النار بتوريد شحنات أسلحة فتاكة لهم لإطالة أمد المعركة وتركهم يتناحرون فيما بينهم، وتقوية الإقتصاد الصهيوني على حساب دماء العرب والمسلمين ومقدراتهم، وهذا ليس غريبًا عليهم فهم فنانون في حرب العقول والغدر والخداع وإشعال الحرائق والفتن بين المجتمعات والدول، مما سيجعل هذه الدول مهوى الطامعين وأرضًا خصبة للجرائم السياسية والاجتماعية، وهذا يذكرنا بعملية التضليل من خلال الخلية الصهيونية عام 1950م في العراق التي فجُّرت المعابد والتجمعات اليهودية بهدف إثارة الرعب في نفوسهم لدفعهم للهجرة إلى فلسطين بإدّعاء أنهم يتعرّضون لهجمات إرهابية من قبل العرب وإنساق بعض قصيري النظر لتلك الرواية الملفقة.

كما سيعمل العدو على تجنيد شخصيات سياسية مرموقة لضمان موطئ قدَّم له في حال انهارت تلك الأنظمة، حتى يسهل عليه هندسة وتصميم نظم جديدة على شاكلته.

وستجني تلك النخبة الحاكمة على نفسها وشعوبها إن مكنت العدو من توجيه ضربة لدولة أخرى إنطلاقًا من أراضيها عندئذ لن تحتمل تلك الممالك النفطية أي ضربة جوابية لآن إقتصادها ريعي يعتمد على بيع النفط الخام ومشتقاته والسياحة وإستثمار شركات عالمية كبرى فيها، وهذا سيجعل اقتصادها يتهاوى كمن تهوي به الريح في مكان سحيق.

فمتى ستدرك تلك الأنظمة الاستبدادية فظاعة الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني وشعوبهم؟؟

21/03/2022م

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت