- المحامي علي ابوحبله
شيع عشرات الآلاف من الفلسطينيين، اليوم الجمعة، جثمان الإعلامية الفلسطينية الكبيرة الشهيدة شيرين أبو عاقلة، التي انطلق موكب تشييعها من كنيسة الروم الكاثوليك إلى مقبرة "جبل صهيون" في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، وذلك بعد وقت من قمع قوات الاحتلال الجنازة لدى محاولة الخروج بجثمانها من المستشفى الفرنسي بالمدينة.
ورفع المشاركون في الجنازة العلم الفلسطيني بعد أن خرجوا من الكنيسة، مرروًا بالبلدة القديمة وصولًا إلى باب الخليل، والمقبرة التي وري فيها الثرى جثمان الشهيدة أبو عاقلة ، وشارك سفراء وقناصل دول أوروبية، وشخصيات دينية ومسيحية، وأخرى سياسية فلسطينية ودولية منهم أعضاء كنيست من القائمة العربية المشتركة في جنازة التشييع.
وحاولت قوات الاحتلال عرقلة مسيرة التشييع بزعم محاولتها منع رفع العلم الفلسطيني الذي رفعه المشاركون أكثر من مرة بالرغم من هذه التضييقات. وتم أداء الصلاة قبل ذلك لمدة ساعة داخل الكنيسة على أبو عاقلة، فيما تم قرع الأجراس في جميع الكنائس الفلسطينية تزامنًا مع التشييع.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، هاجمت ظهر اليوم الجمعة، موكب التشييع داخل المستشفى الفرنسي. إلا أن المشاركين في التشييع انتصروا للشهيدة شرين في موتها كما انتصرت شرين في تغطيتها وتعريتها لجرائم الاحتلال الصهيوني
لم يدر في تفكير قادة الاحتلال الصهيوني أن يحدث اغتيال شرين ابوعاقله هذه الردود الدولية التي عبرت جميعها عن غضبها واستنكارهم لجريمة الاغتيال ومطالبتهم بالتحقيق الشفاف وتقديم ألقتله لمحكمة الجنايات الدولية ، هذا الموقف إربك حكومة الاحتلال الصهيوني التي حاولت التنصل من مسؤوليتها عن اغتيال شرين ابوعاقله ولكن الوثائق والحقائق والشهود أجبرت الاحتلال عن الاعتراف بمسؤوليته عن جريمة اغتيال شرين ابوعاقله
ذاكرة الفلسطينيين والعرب والعالم اجمع لم ولم تنسى جرائم الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني فقد تصدر وسم "محمد الدرة" قائمة الترند على موقع تويتر في عدد من دول العربية بعدما تداول مستخدمو هذه المنصة مئات الآلاف من التغريدات تذكر وتقارن بين حادثة مقتل محمد الدرة التي وقعت قبل عشرين عاما و مقتل شيرين أبو عاقلة يوم الأربعاء من قبل الجيش الإسرائيلي.
"ما أشبه الأمس باليوم" هو لسان حال مئات الآلاف من مستخدمي منصة تويتر في الوطن العربي وهم ينعون مقتل شيرين أبو عاقلة بعدما أرجعت صور توثق لحظات سقوطها جثة هامدة على الأرض وإلى جانبها الصحفية الفلسطينية شذا حنايشة إلى أذهانهم مشهدا ليس ببعيد وهو حادثة قتل محمد الدرة عام 2000.
وقام نشطاء تويتر بإعادة نشر مئات الصور للحظات الأخيرة لمحمد الدرة وهو يحتمي وراء والده خلف برميل إسمنتي من رصاصات الجيش الإسرائيلي وهي الحادثة التي هزت الرأي العام العربي والدولي حينها.
وغرد عضو مجلس الأمناء باتحاد علماء المسلمين، ومستشار وزير الأوقاف المصري السابق الدكتور محمد الصغير عبر حسابه بمنشور جاء فيه "صورة واحدة لقاتل واحد يستهدف النساء والأطفال، ولا يرى حرمة للمسنين والصحفيين، إنها رصاصات الاحتلال التي طالت أولئك جميعا".وأرفق منشوره بصورة محمد الدورة رفقة والده وبجانبها صورة شيرين أبو عاقلة وهي ساقطة على الأرض وإلى جانبها الصحفية شذا حنايشية.
إن الصحفية الفلسطينية الشهيدة شيرين أبوعاقلة قُتلت بدم بارد برصاص إسرائيلي، وهي بطلة ضحت بحياتها دفاعًا عن قضيتها وشعبها وكان صوتهًا مسموعا و صوتًا صادقًا ووطنيًا.
ويكتب جدعون ليفي في هارتس مقال تحت عنوان " إلى إسرائيل وإعلامييها: طأطئوا رؤوسكم أمام جثمان أبو عاقلة " أبو عاقلة سقطت كبطلة تقوم بعملها. لقد كانت صحافية شجاعة أكثر من جميع الصحافيين الإسرائيليين معاً. لقد كانت في جنين وفي أي مكان آخر تحت الاحتلال. أما هم، فتقريباً لم يكونوا ولن يكونوا، والآن يجب عليهم حني الرؤوس كإشارة تقدير وعزاء. للأسف، كان عليهم وقف نشر الشك الإعلامي الذي ينشره الجيش والحكومة عن هوية قاتليها. وإلى حين إثبات العكس وبدون أدني شك، فإن الافتراض يجب أن يكون بأن الجيش هو الذي قتل شيرين أبو عاقلة. " هآرتس 12/5/ 2022
ونختم بالقول ما كان للاحتلال الإسرائيلي أن يقتل شيرين أبو عاقلة لو أن العالم أوقفه عند حده يوم أن قتل الطفل محمد الدرة، لكن العالم تجاهل الأولى فكانت الثانية والثالثه وسيكون ما بعدها أكبر لو بقي العالم بهذا الانحياز الأعمى".
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت