اعتبر الجيش الإسرائيلي، بأن خيار اغتيال قائد كتاب القسام الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف، ورئيس الحركة بغزة يحيى السنوار، "لا زال قائمًا ومن بين الأهداف المحتملة لأي عملية عسكرية مقبلة".
جاء ذلك في تقييم شامل للأحداث قدمه الجيش الإسرائيلي في إيجاز عسكري للصحفيين العسكريين، وشمل جميع الساحات والجبهات، على خلفية مناوراته العسكرية الكبرى المسماة "عربات النار" والتي بدأت الثلاثاء الماضي وستستمر لمدة شهر.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن خيار اغتيال الضيف والسنوار رغم أنه خيار غير مستبعد، إلا أنه يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أن ذلك سيؤدي إلى رد.
ويرى الجيش الإسرائيلي أن حماس تخشى أي تصعيد من غزة، ولذلك تحاول الحفاظ على الهدوء هناك، ولكنها تسعى لإثارة الأوضاع في الضفة والقدس، ولذلك تمارس قيادة الحركة ما وصفه بـ "التحريض"، وأن قائد حماس بالضفة لا يتلقى أوامر من غزة أو مكتب "الضفة" الموجود في القطاع، ولكه يتلقى التعليمات بشكل مباشر من صالح العاروري بالخارج.
ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن منفذي عملية "إلعاد" التي قتل فيها 3 إسرائيليين لم يتأثروا بتحريض خطاب السنوار، وحتى لم يعرفا من هو السنوار.
لا تتوفر معلومات حول الحياة الاجتماعية للضيف، الذي تطارده إسرائيل منذ عام 1992، أو عدد أولاده ومكان إقامتهم.
وخلال الأسابيع الأخيرة الماضية، تصاعدت الدعوات من قبل نواب ومسؤولين سابقين وصحفيين إسرائيليين إلى اغتيال السنوار، بدعوى تحريضه على هجوم أسفر عن مقتل 3 إسرائيليين في "إلعاد".
ولاحقا، حذّرت كتائب القسام، إسرائيل من المساس بالسنوار، أو "قادة المقاومة".
ونفذت إسرائيل خلال السنوات الماضية، عشرات عمليات الاغتيال بحق القادة الفلسطينيين من مختلف الفصائل، وراح ضحيتها معظم قادة الصف الأول في حماس" ومؤسسها الشيخ أحمد ياسين عام 2004.
ولأول مرة، يقول الجيش الإسرائيلي إن هناك انخفاضًا واضحًا في الدوافع القومية للعمليات الأخيرة، مقابل زيادة في الدافع الديني الذي أدى لموجة العمليات الأخيرة، وما يربطها هو ما يجري في الأقصى وبعض الدوافع الشخصية، لكن لا تقف أي منظمة فلسطينية خلف تلك الهجمات، وأن حماس لا تمولها أو تقف خلفها، على الرغم من أنها تحاول أن تقوم بذلك، ولكن حتى الآن ليس لها اتصال وتأثير كبير على سلسلة الهجمات.
ويرى الجيش الإسرائيلي أنه تمكن من سلب الكثير من القدرات الخاصة بحماس، وأنه يخطط لرد كبير وعنيف ضد حماس في حال وجد أي صلة للحركة بما يحدث على الأرض.
وأشار التقييم، إلى أن المؤسسة الأمنية تستثمر الكثير من القدرات الاستخباراتية والمعلومات التي تصل من الساحة الفلسطينية، والتركيز على عمليات الاعتقال، حيث تضاعف نشاط الاعتقالات مؤخرًا مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي.
ويعترف الجيش الإسرائيلي أن أي هجوم ينفذه فلسطيني يدخل بشكل غير قانوني إلى إسرائيل، بأنه فشل ذريع، وكان ذلك واضحًا على الأقل في هجومين كان يمكن منعهما ويتحمل المسؤولية عنهما، لكنه نجح في منع هجمات أخرى من خلال الانتشار الواسع على طول خط التماس، والذي سيتواصل باستخدام القوات الحالية التي تصل إلى 9 كتائب تضم آلاف الجنود، ويتزامن ذلك مع أعمال هندسية جديدة على طول السياج بمليارات الشواقل، وأنه يعزز بشكل أكبر أمنه في المنطقة مع جنوب الخليل والتي تعتبر أكثر منطقة يمكن التسلل منها حتى باستخدام المركبات.
وبشأن مزاعم التحريض عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وجد قسم الأبحاث في الجيش الإسرائيلي، أن 25% منه جاء من حماس، و25% من الحركة الإسلامية بالداخل، و40% روبوتات من دول مثل ماليزيا وباكستان.
وتطرق التقييم إلى عمليات الجيش الإسرائيلي المستمر على مختلف الساحات الأخرى، ومنها نشاطات حزب الله وما يجري في سوريا، مؤكدًا أنه سيواصل العمل بشكل مكثف لمنع وصول أي وسائل قتالية لحزب الله أو غيره.
ويرى التقييم، أن الجيش الإسرائيلي قادر على استكمال خطته الهجومية ضد إيران في غضون سنة، وأنه يواصل استعداداته لاستخدام عدة خطط لشن هجوم ضد إيران، وأن قواته العسكرية والاستخباراتية والسبيرانية تواصل العمل بشكل كبير في جميع الساحات بما فيها هذه.
ومن المقرر أن يجري الجيش الإسرائيلي خلال مناوراته "عربات النار" التي بدأها الأسبوع الماضي، تمرينا جويا واسعا يحاكي هجوم مكثف على إيران.