في الذكرى الرابعة والسبعين لنكبة فلسطين

بقلم: غسان مصطفى الشامي

غسان مصطفى الشامي.png
  • قلم : د. غسان مصطفى الشامي

[email protected]

في كل عام تمر علينا ذكرى نكبة فلسطين، ذكرى سرقة أرضنا واحتلال قرانا ومدننا،  وذكرى تهجير قرابة مليون فلسطيني وقتل وجرح المئات خلال حرب نكبة فلسطين على العصابات الصهيونية.

تمر علينا الذكرى الرابعة والسبعين في ظل ازدياد مجازر وجرائم الاحتلال الصهيوني بحق أرضنا وشعبنا، ووسط استمرار جرائم التهويد،  وتواصل بناء المزيد من الوحدات والكتل الاستيطانية؛ هذه المشاريع الإسرائيلية التي تهدف لمواصلة سرقة الأرض الفلسطينية ومواصلة مخططات إبعاد الفلسطينيين عن أرضهم وتهجييرهم عن منازلهم .

تمر علينا ذكرى النكبة والقدس تواجه نكبات تلو والنكبات وتواجه مخططات التهويد و مخططات الهدم لأحياء الشيخ جراح وسلوان وغيرها من الأحياء المقدسية، فيما تواصل سلطات الاحتلال الاقتحامات اليومية لساحات وباحات المسجد الأقصى المبارك، بهدف فرض السيطرة الكاملة على باحات المسجد الأقصى من أجل منع المصلين واغلاق بواباته بالكامل، وفرض مخططات التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى المبارك، هذا فضلا عن مواصلة سلطات الاحتلال اغلاق المسجد الابراهيمي في الخليل في أيام الاعياد اليهود، ومنع الفلسطينيين من الصلاة فيه خلال وجود الصهاينة والمستوطنين .

تمر علينا الذكرى 74 للنكبة في ظل تواصل الحكومة الصهيونية تنفيذ مخططات الاستيطان في الضفة وتنفيذ مشاريع التهويد للجليل الفلسطيني وهدم القرى في بئر السبع جنوب فلسطين، كما تعمل على تنفيذ مخططات تهويد مسافر يطا وغيرها من المدن الفلسطينية المهددة بالتهويد .

إن ذكرى نكبة فلسطين تحمل إلينا هموما وآلاما كبيرة،ولا ننسى في هذه الذكرى أن نحيي أرواح الشهداء ولا ننسى أن نحيي أسرانا البواسل في سجون الاحتلال، ولن ننسى جراحانا البواسل، والتضحيات الجسام التي قدمها أبناء شعبنا في سبيل الحرية وتحرير أرضنا من دنس المحتلين .

إن ذكرى نكبة فلسطين تمثل الخنجر المسموم في جسد أمتنا العربية، وذكرى زرع الكيان الصهيوني على أرض فلسطين من أجل تقسيم وتفتيت الأمة العربية الإسلامية وإضعاف وحداتها وتواصلها جغرافيا؛ وبل ومنع قيام أي وحدة عربية متواصلة.

إن ذكرى نكبة فلسطين وسقوطها في أيدي الصهاينة يجب أن تشحذ الهمم العربية والعزيمة والإرادة لدى أبناء أمتنا في طرد المحتل الصهيوني وتحرير أرض فلسطين، وإعادة بناء المجد لأمتنا العربية الإسلامية؛ وإعادة رص الصفوف من أجل بناء قوة عربية متماسكة وأمة متواصلة الحدود والجغرافية، ومن أجل إنقاذ المقدسات من دنس المحتلين، لتكون أرض فلسطين قبلة للعالم، ولتكون القدس والمسجد الأقصى مكان آمن ومفتوح أمام المسلمين من شتى أصقاع العالم .

إننا في ذكرى النكبة سنواصل حتى قطرة الدم الأخيرة منا في الدفاع عن أرضنا ومقدساتنا حتى العودة وتحرير كامل أرضنا من دنس الغاصبين؛ وإننا باقون في أرضنا الفلسطينية مزروعون كأشجار الزعتر والزيتون، وحتما سنعود لقرانا ومدننا المهجرة رغم كيد المحتلين .

إلى الملتقى

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت