النكبة إرهاب إسرائيل المسكوت عنه

بقلم: محمد مصطفي شاهين

محمد مصطفى شاهين.png
  • بقلم محمد مصطفى شاهين

كي لا ننسى 74 عاماً مرت على ذكرى النكبة 15 مايو 1948 ذلك اليوم الذي هجر فيه الشعب الفلسطيني من أرضه بفعل الجرائم التي ارتكبتها العصابات الصهيونية من البالماخ و الهاجاناه و الأرجون و هاشومير والمجازر الدموية التي ارتكبتها ولا تزال محفورة في التاريخ الفلسطيني مذبحة دير ياسين و مذبحة قرية أبو شوشة والشيخ والطنطورة وغيرها من المجازر التي استشهد فيها ما يزيد عن ١٥ ألف فلسطيني و هجر نحو 800ألف آخرون إلى داخل وخارج فلسطين التاريخية.

وهنا لا بد من بيان أن ما حدث من عمليات إرهابية صهيونية ضد المدن والقرى الفلسطينية هو جرائم حرب حسب القانون الدولي والقانون الإنساني وفي ظل تلك المؤشرات مرت 74 عام ولا تزال دولة الاحتلال خارج المحاسبة والملاحقة على ما ارتكبه من فظائع بحق الأرض والإنسان والمقدسات الفلسطينية في الوقت الذي نلاحظ سياسة ازدواجية المعايير الغربية في أوكرانيا وهرولة المجتمع الأوروبي والغربي للتباكي على ما حدث هناك مع أن ما تعرضت له المدن والقرى الفلسطينية بأطفالها وشيوخها ونسائها عام 1948 لا يوجد وجه للمقارنة بينه وبين الأحداث هناك التي ما هي إلا مؤامرة غربية ملتوية و متدحرجة للعبث بالأمن الدولي  ، ورغم ذلك لم نجد التعاطف العالمي ولا الالتفاف الغربي تجاه مظلومية شعبنا  الفلسطيني ولا يزال النفاق الغربي يدعم دولة الاحتلال بالمال والسلاح والميزانيات  لتستمر هذه الدولة المارقة في ارهابها والتطهير العرقي الذي  تمارسه ضد الشعب العربي الفلسطيني أمام أعين العالم ،انه إرهاب ( إسرائيل )المسكوت عنه .

وما شاهدناه من اغتيال الصحفية الوطنية شيرين. أبو عاقلة أبرز و أوضح من ضرب كل القيم و تجاوز الخطوط الحمراء للديمقراطية والعدالة كل ذلك وسط الصمت الغربي وامتداد للصمت على الجرائم الصهيونية الممتدة منذ  النكبة عام ١٩٤٨.

وفي المقابل لا يزال الفلسطينيون متشبثين بحق العودة ويلتفون خلف خيار المقاومة وأصدق دليل على ذلك هو استمرار عجلة النضال في مدن وقرى فلسطين و تصاعد الروح الثورية في كل جغرافيا الوطن في غزة وجنين والضفة والنقب والداخل المحتل والقدس شعبنا كله موحد ضد الاحتلال وجرائمه، ومن زاوية أخرى هناك مئات القرارات الدولية و الأممية والحقوقية التي جرمت ما يقوم به الاحتلال وجنوده ومستوطنيه ضد المدنيين الفلسطينيين بشكل مخالف للأعراف والقوانين الدولية إلا أن إرهاب إسرائيل يبقى مسكوتا عنه دولياً وخارج إطار المحاسبة.

وفي ظل تلك المؤشرات التي كشفت سياسة ازدواجية المعايير والصمت الدولي على جرائم الاحتلال استشهد ما يزيد عن مائة ألف فلسطيني منذ عام 1948 دفاعاً عن حقهم في أرضهم و رفضا لجرائم الاحتلال ولا يزال آلاف الأسرى في سجون الاحتلال أمام أعين العالم دون مطالبات حقيقية لإطلاق سراحهم أما الجهة التي لا تزال تعمل من أجل الوطن والأسرى والثوابت الوطنية فهي المقاومة الفلسطينية التي أدركت أن الواقع التاريخي والسياسي يؤكد أن استعادة الأرض والمقدسات يكون من خلال المقاومة التي مثلت السبيل الحقيقي لنيل الشعوب حريتها وسيادتها كما حصل في فيتنام وأفغانستان والجزائر  والعراق حيث نجحت المقاومة  بدماء الشهداء من طرد الاحتلال وأن الشعب الفلسطيني على ثقة بقيادة المقاومة التي تنتهج السبيل الأصوب والأمثل لاستعادة الحقوق الوطنية وتحرير البلاد والعباد من إرهاب المحتل  .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت