وقّع لبنان يوم الثلاثاء اتفاقاً لاستيراد الغاز من مصر عبر سوريا في إطار جهوده الرامية لتحسين ساعات التغذية بالتيار الكهربائي، وفق ما أعلن وزير الطاقة وليد فياض.
وبحضور فياض، وقّعت المديرة العامة لمنشآت النفط في لبنان أورور فغالي ورئيس مجلس إدارة شركة "إيجاس" المصرية مجدي جلال ومدير عام المؤسسة العامة للنفط السورية نبيه خرستين في بيروت العقد الذي يفترض أن يموله البنك الدولي.
وقال فياض خلال مؤتمر صحافي مشترك إثر ذلك "تنطلق أهمية هذا العقد على المستوى الوطني من كونه سيؤمن عند تنفيذه تغذية كهربائية تصل إلى أربع ساعات إضافية في لبنان (...) وذلك بأفضل كلفة على الإطلاق"، مشيراً إلى أن "توقيع هذا العقد اليوم يأتي استكمالا للاتفاقية التي تمت منذ أشهر مع الأردن وسوريا".
ووسط انهيار اقتصادي يعصف بلبنان منذ صيف 2019، تشهد البلاد أزمة كهرباء اتسمت بتخطي ساعات التقنين 22 ساعة، فيما السلطات عاجزة عن استيراد ما يكفي من الفيول لتشغيل معامل الإنتاج.
ووقّع لبنان في كانون الثاني/يناير عقداً مع الأردن لاستجرار الطاقة منه عبر سوريا، في وقت كان يجري مباحثات مع مصر لاستيراد الغاز عبر ما يُعرف بالخط العربي الذي يمر في الأردن وسوريا فلبنان. وسيموّل البنك الدولي أيضا الاتفاق مع الأردن.
ومن المفترض، وفق العقد الموقع مع الأردن والذي لم يبدأ تنفيذه بعد، أن يحصل لبنان على طاقة تترجم أيضاً بساعتي تغذية إضافيتين يومياً.
ويستورد لبنان منذ أشهر الفيول أويل من العراق لتشغيل معامل إنتاج الكهرباء.
وعبر استجرار الطاقة من الأردن واستيراد الفيول العراقي والغاز المصري، تطمح السلطات، وفق فياض، الى توفير ما بين ثماني إلى عشر ساعات تغذية يومياً.
وينتظر تنفيذ العقدين المصري والأردني تمويل البنك الدولي وضمانات أميركية بأن الدول المعنية بالاتفاقين لن تتـأثر ب"قانون قيصر" الأميركي الذي يفرض عقوبات على كل من يتعامل مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال فياض "بتوقيع هذه الاتفاقيات، يكون لبنان ومصر والأردن وسوريا أنجزوا كافة المتطلبات القانونية والتعاقدية والفنية والتجارية من أجل السير قدماً نحو تأمين الكهرباء للشعب اللبناني".
وأضاف "نأمل اليوم أن تكون كل العقوبات ذللت من أجل تأمين التمويل من البنك الدولي، كما نتطلع للحصول على الضمانات النهائية من الولايات المتحدة خصوصاً في ما يتصل بالعقوبات".
وسيدفع لبنان لسوريا، وفق ما قال فياض لوكالة فرانس برس في كانون الثاني/يناير، بشكل عيني لا مادي، أي بالغاز والكهرباء. وتعاني سوريا بدورها من انقطاعات طويلة في التيار الكهربائي بسبب تداعيات الحرب فيها المستمرة منذ 2011.
وتبلغ كلفة استجرار الكهرباء من الأردن قرابة مئتي مليون دولار سنوياً، وكذلك الأمر بالنسبة الى استيراد الغاز من مصر، بحسب ما قال فياض وقتها.
ويعاني لبنان منذ عقود من مشكلة متفاقمة في قطاع الكهرباء الذي يعد الأسوأ بين مرافق البنى التحتية المهترئة أساساً. ويشكل إصلاح هذا القطاع أحد أبرز مطالب المجتمع الدولي لدعم لبنان مالياً.