- بقلم المحامي علي ابوحبله
احتلال العراق من قبل القوات الامريكيه في 2003 كان بمساعدة وتسهيلات النظام العربي المستظل بالحماية الامريكيه الصهيونيه ، وكان ضمن استراتجيه اسرائيليه وضعت في ثمانينات القرن الماضي ، في عام 1982 حيث نشرت مجلة كيفونيم التي تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية وثيقة بعنوان استراتجيه إسرائيليه للثمانينات ولقد نشرت الوثيقه باللغه العبريه ، حيث جاء فيها ان العراق لا تختلف كثيرا عن جارتها ولكن الاغلبيه فيها من ألشيعه والاقليه من السنه ، ان 65 % من السكان العراقيين بحسب الوثيقة ليس لهم أي تاثير على ألدوله التي تشكل الفئة الحاكمة فيها 20 % الى جانب الاقليه الكرديه الكبيره في الشمال ، وبحسب تحليل الوثيقه التي رات في القوة العسكرية للنظام الحاكم وأموال البترول ، لما كان بالامكان ان يختلف مستقبل العراق عن ماضى لبنان وحاضر سوريا . واستندت الوثيقه في تحليلها ورؤياها لبشائر الفرقه والحرب الاهليه.
بعد تولى الخمينى الحكم في نهاية سبعينات القرن الماضي ، والذى يعتبر فى نظر الشيعة العراقيين زعيمهم الحقيقى وليس الرئيس الشهيد صدام حسين، ان العراق الغنية بالبترول والتى تكثر فيها الفرقة والعداء الداخلى هى مستهدفه لتحقيق أهداف اسرائيل . ان تفتيت العراق هو أهم بكثير من تفتيت سوريا وذلك لأن العراق أقوى من سوريا برؤيا الوثيقه ،ان فى قوة العراق خطورة على اسرائيل فى المدى القريب أكبر من الخطورة النابعة من قوة أية دولة أخرى وهي الحصن المنيع للجبهة الشرقيه وقوتها تحول التمدد الصهيوني والهروله نحو التطبيع . تقسيم العراق الى مقاطعات اقليمية طائفية يتعدى النظام الفدرالي الذي خطه برايمر حاكم العراق بعد غزو العراق واحتلاله
ورؤية الصهيونيه تجاه سوريا تقسيمها كما حدث فى سوريا فى العصر العثمانى
التقسيم الفدرالي للعراق تم وفق الوثيقه الصهيونيه في ثمانيات القرن ، دولة فى البصرة ، ودولة فى بغداد ، ودولة فى الموصل ، بينما تنفصل المناطق الشيعية فى الجنوب عن الشمال السنى الكردى فى معظمه . استنادا للمعطيات التي تتضمنتها الوثيقه الصهيونيه فان العراق هو من ضمن اهم الاهداف المستهدفه ضمن المخطط الامريكي الصهيوني لاغراق المنطقه برمتها بالحرب التي تشهدها كل من العراق وسوريا والمنطقه العربيه ، وذلك ضمن هدف ترسيخ الكيان الاسرائيلي وتثبيت وجوده وهيمنته في المنطقه بما يحقق امن الكيان الاسرائيلي ويجعله المهيمن على المنطقه العربية ،وهذا ما اعلنه الرئيس الامريكي بايدن في زيارة القدس وتعهده بامن اسرائيل وتفوقها العسكري وتوقيع اتفاقية القدس للتنسيق العسكري
برسم تقرير امريكي يستند للوثيقة الصهيونيه العالميه يرسم تقرير امريكي حديث خريطة ثلاثة اقاليم عراقيه وذلك على ضوء ما يحصل في العراق من اشعال للتصادم الطائفي وفشل الحكومة العراقيه بالتغلب على النزعة الطائفيه في العراق ، يبدوا ان امريكا وعبر عملائها وحلفائها شرعت بتنفيذ مخطط التقسيم المستند للوثيقة الصهيونيه العالميه لتقسيم الوطن العربي حيث عاد الحديث بشان العراق عن مشروع جو بإيدن نائب الرئيس الامريكي سابقا رئيس الولايات المتحده الامريكيه اليوم بشان مستقبل العراق ، منذ عهد بريمر الحاكم العسكري بعد الاحتلال وقراره بحل الجيش العراقي والقوى الاستعمارية تسعى لترسيخ عملية الانقسام في الشعب العراقي عن طريق اذكاء الفتنه المذهبيه الطائفيه الاثنيه في العراق ، في الرؤيا الامريكيه للمنطقة هو ان المشاكل التي تعصف بالعراق لا يمكن حلها وتجاوزها دون عزل طائفي يكون فيه لكل من السنه والشيعة والأكراد وضع سياسي وجغرافي ومعنوي في ثلاثة اقاليم مستقلة تجعل هذه الطوائف برأي معدي التصور للعراق ليكون اكثر انسجاما عراق فدرالي يوسع دائرة الخيارات لكل طائفة كما دعا الى ذلك جون بإيدن ، ان العراقيين بمختلف فئاتهم وطوائفهم يرفضون مشروع التقسيم وأنهم متمسكون بوحدة العراق الجغرافيه والسكانية وهم حقيقة منذ احتلال العراق ولغاية هذا الصراع المحتدم في العراق قاوموا كل مخططات امريكا لتدمير كل مكونات العراق
ان تفكك سوريا والعراق هدف استراتيجي صهيوني امريكي وتحويل هذين البلدين الى اقاليم ذات طابع قومي وديني مستقل كما هو الحال في لبنان الذي يعاني من وضع اقتصادي وانهيار للدوله اللبنانيه ، هو هدف اسرائيل الاسمى لتفكيك الجبهة الشرقيه على المدى القصير ،وان مخطط التامر على سوريا تفتيت سوريا تبعا لتركيبها العرقي والطائفي الى دويلات عده كما هو الحال الان في لبنان ، وان مخطط تقسيم سوريا اقامة دويله علويه على الشاطئ وفي منطقة حلب دوله سنيه وفي منطقة دمشق دويله سنيه اخرى معاديه لتلك في الشمال ودويله للدروز اما منطقة حوران وشمال الاردن منطقه عازله ضمانا للامن والسلام لاسرائيل ، واذا ما اخذنا تعليقات المحللين وتعليقات العديد من الصحف نجدها تسلط الضوء على حقيقة ما يحصل في العراق الذي يعد امتداد لما يحصل في سوريا وان خطره سيمتد لمنطقة الاقليم برمتها ،. وعلقت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» قائلة في فترة تمدد داعش إن سقوط الموصل يظلل تزايد قوة التمردات الطائفية والمتطرفة في العراق وتلقي ظلالا من الشك حول قدرات الجيش العراقي الذي يلقى تدريبا من الولايات المتحدة. ونقلت عن تشارلس ليسترـ الباحث في معهد بروكينغز إن ما حدث يطرح أسئلة حول ما إذا كان على الولايات المتحدة الإستمرار بإرسال المعدات العسكرية للقوات العراقية. وقال في حينه إن المالكي يحث واشنطن على تزويده بالأسلحة المتقدمة لكن مقاتلي داعش شوهدوا وهم يقودون عربات همفي، «ومعظم الأسلحة التي أخذوها من قواعد أمريكية». وأضاف أن الولايات المتحدة ستدرس كيفية التقدم في مجال دعم الجيش العراقي في حربه ضد الإرهاب».ومن هنا يعتبر خروج الموصل عن سيطرة الحكومة علامة قوية على فشلها ومن المؤكد أنها ستؤدي لتعزيز عمليات التجنيد لداعش، وما بدا وكأنه محاولة فاشلة في نظر الكثير من السنة أصبح قضية مليئة بالأمل. وتقول الصحيفة انذاك إن أمريكا أنفقت 14 مليار دولار لتدريب وتجهيز قوات الأمن العراقية.ولكن لماذا انهارت القوات العراقية بهذه الطريقة؟انه المخطط الذي يستهدف التقسيم للعراق وسوريا والوطن العربي ، ودولة داعش بحسب التصور من حلب مروراً بالرقة ودير الزور في سوريا، إلى نينوى مرورًا بالأنبار وصلاح الدين في العراق، دولة هلالية الشكل كان يسعى تنظيم داعش إلى إقامتها تحت شعار «الدولة الإسلامية في العراق والشام».دولة المحافظات الست التي كان يحلم بها داعش ويطلق عليها مسمى ولايات، وكان قد بدء العمل عليها ميدانياً مطلع عام 2013 عندما فرض التنظيم الوافد من العراق سيطرته التامة على محافظتي دير الزور والرقة السوريتين.وطوال عام 2013 كان تنظيم داعش يعمل على تثبيت قدمه في ريفي حلب الشمالي والشرقي، طلباً لنافذة حدودية مع تركيا، ووصلاً بمحافظة الرقة شرقاً. وعلى الضفة العراقية، استمر التمدد في محافظة الأنبار، وعرفت مدينة الفلوجة أحد أكثر فصول العنف، وتمكنت عناصر داعش من فرض سيطرتهم على مساحات واسعة ونائية في صحراء الأنبار. الهلال السوري وما إن حل عام 2014، وفي أول أسبوع منه، واجه «داعش» أقوى تحد، وخسر سريعاً رأس هلاله السوري. إذ شنت قوى إسلامية مدعومة بالجيش السوري الحر هجوماً كاسحاً على مراكز داعش في ريف حلب، وقضت على معظم تواجده، ففر من استطاع على الفرار إلى تركيا أو الرقة،.غير أن الحملة المكثفة على داعش في حلب، دفعته إلى تعزيز تواجده في الرقة ودير الزور، وراى مراقبون انذاك ان «داعش» اوشك على استكمال الهلال السوري العراقي للدوله الاسلاميه و ،اختار «داعش» محافظات تشكل حاضنات ملائمة له ولها قيمه اقتصاديه ، إذ في أغلبها سنية ، وفي الشق الآخر، فهناك مجرى نهر الفرات، الذي يربط الرقة ودير الزور بمدن الأنبار، كالقائم وراوة وحديثة وهيت والرمادي، وصولاً إلى الفلوجة. ويوازيه مجرى نهر دجلة، الذي يجري في مدن الموصل والشرقاط وبيجي وتكريت والدور وسامراء والضلوعية، وكلها كانت خارج سيطرة الدولة اليوم.وقبل ذلك كله، فهناك النفط في دير الزور، الذي استفاد منه داعش كثيراً الفترة الماضية، ويطمح إلى مثله في نينوى وصلاح الدين، مخطط التقسيم قد تلوح في الافق بعد عودة بايدن الذي يسعى لاستكمال مشروعه لتقسيم العراق وسوريا
ولكن فشل المخطط بفعل صمود الدوله السوريه وقوة مقاومة العراق في هزيمة داعش
ان زيارة بايدن تحمل هدفين دعم اسرائيل واشراكها في المنظومه الامنيه الشرق اوسطيه وفشل في تمرير مخططه ان المنطقه برمتها مقدمه على تسارع الاحداث فيها وان مخطط ما يستهدف المنطقه ما زال قائما وخاصة لجهة الاستحواذ على الغاز في منطقه هي تابعه للسياده اللبنانيه امام هذه المخاطر التي تتهدد امننا القومي العربي في ظل هرولة العديد من الد ول العربيه للتطبيع مع الكيان الصهيوني وما لم تبادر القوى الوطنيه من استنهاض نفسها ومواجهة مخطط ما يستهدف الوطن العربي من مخططات تدميريه وفق رؤية بايدن للمنطقه وان خطر التقسيم ما زال قائما ضمن ألاستراتجيه الصهيونيه الامريكيه المرسومه للمنطقه من ثمانينات القرن الماضي ، ان هذا المخطط قد يكون متبوعا بمخطط اسرائيلي لشن حروب جديده في المنطقه قد تستهدف لبنان وسوريا وقطاع غزه واعادة فرض السيطرة على الضفة الغربيه وضمها للكيان الصهيوني ضمن مخطط يستهدف تفتيت الوطن العربي وضرب اقطاره استنادا لما تضمنته الوثيقة ألاستراتجيه للصهيونية العالميه لتقسيم الوطن العربي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت