فايننشال تايمز: رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي تلتقي رئيس تايوان الأربعاء

رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي خلال مؤتمر صحفي أسبوعي في مبنى الكابيتول في واشنطن العاصمة. 29/07/2022. (أ ف ب)

كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، يوم الثلاثاء، أن رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي تخطط للقاء رئيس تايوان تساي إنغ ون، يوم الأربعاء.

ونقلت الصحيفة عن ثلاثة أشخاص مطلعين قولهم إن بيلوسي "ستلتقي تساي في عاصمة تايوان تايبيه في إطار جولتها الآسيوية التي بدأت بسنغافورة، الأحد".

وتأتي هذه التصريحات بينما لم تعلن بيلوسي رسميا عن إدراج تايوان ضمن جولتها التي تشمل بجانب سنغافورة، كل من ليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا.

وفي وقت سابق من اليوم، ذكرت وسائل إعلام أمريكية وتايوانية أن طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية يعتقد أنها تقل نانسي بيلوسي من ماليزيا "تتجه إلى مكان مجهول، ربما تايوان"، دون أي تأكيد رسمي في هذا الشأن.

وأمس، أشارت الإذاعة التايوانية (تي في بي إس) إلى أن نانسي بيلوسي ستصل العاصمة تايبيه، مساء الثلاثاء.

وترفض بكين أي زيارة محتملة لبيلوسي إلى تايوان، بينما تؤكد الإدارة الأمريكية أن رئيسة مجلس النواب لديها الحرية فيما يتعلق بإجراء الزيارة أو إلغائها.

ومنذ أيام، تصدر الصين تحذيرات إلى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتهدد "بعواقب وخيمة "إذا مضت بيلوسي في زيارة تايوان.

وفي السياق، هدد الجيش الصيني "بالتحرك" إذا مضت بيلوسي في خطتها.

وتعتبر بكين أي زيارة ولو قصيرة لرئيسة مجلس النواب الأمريكي لتايوان "استفزازاً".

وخلال مسيرتها في الكونغرس التي تمتد أكثر من 35 عاما، كانت نانسي بيلوسي "ناقدة قوية" للصين.

وزيارة بيلوسي لتايوان إذا تمت، ستكون الأولى التي يجريها رئيس مجلس نواب أمريكي منذ 25 عاما، بعد رحلة الجمهوري نيوت غينغريتش عام 1997 للقاء الرئيس التايواني آنذاك لي تنغ هوي.

وتصنف الصين تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي مقاطعة صينية منشقة يجب أن تصبح جزءا من البلاد.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية هوا تشونيينغ خلال إحاطة إعلامية دورية إن "الجانب الأمريكي سيتحمّل المسؤولية وسيدفع الثمن في حال المساس بمصالح الصين الأمنية السيادية".

وحطّت نانسي بيلوسي صباح الثلاثاء في القاعدة الجوية الماليزية قبل أن تجتمع برئيس الوزراء ورئيس الغرفة الدنيا في البرلمان، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الوطنية "برناما".

ورأى مراسلو وكالة فرانس برس بيلوسي تخرج من فندق في العاصمة الماليزية وتركب سيارة رباعية الدفع قبل أن تنطلق في موكب يخضع لحماية مشدّدة.

وبعد سنغافورة وماليزيا، ستتوقّف بيلوسي في كوريا الجنوبية واليابان، وما زال الغموض يكتنف إمكانية زيارتها تايوان.

وجاء في بيان صادر عن بيلوسي "خضنا جملة واسعة من المناقشات حول سبل تحقيق أهدافنا المشتركة وضمان الأمن في منطقة المحيطين الهندي والأطلسي".

تداولت عدّة وسائل إعلام تايوانية تعليقات تساي تشي-تشانغ نائب رئيس البرلمان في الجزيرة التي جاء فيها أنه "من المحتمل جدّا" أن تقوم بيلوسي بزيارة في الأيام المقبلة.

وأشارت عدّة مقالات في الصحف الدولية إلى أن الزيارة خُطّط لها بالفعل وتطرّقت "فاينانشل تايمز" إلى لقاء بين بيلوسي ورئيسة تايوان الأربعاء.

ونقلت صحيفة "ليبرتي تايمز" التايوانية عن مصادر لم تكشف عن هويتها أن بيلوسي ستحطّ في الجزيرة مساء الثلاثاء وتلتقي بالرئيسة تساي إنغ-وين في اليوم التالي قبل أن تغادر في فترة بعد الظهر.

ويبدو البيت الأبيض منزعجا بعض الشيء من الزيارة، غير أن الناطق باسمه جون كيربي قال الاثنين إن لبيلوسي "الحقّ في زيارة تايوان".

وهو صرّح "ما من سبب لتقوم بكين بتأزيم هذه الزيارة التي لا تخلّ بالعقيدة الأميركية العائدة إلى زمن طويل".

ويعتبر أغلبية المحلّلين خطر نشوب نزاع مسلّح ضئيلا، غير أن مسؤولين أمريكيين كشفوا أنهم يتأهّبون لاستعراض قوّة محتمل من الجيش الصيني يقوم مثلا على إطلاق صواريخ في مضيق تايوان أو خروقات جوية واسعة النطاق في محيط الجزيرة.

وأعلنت وزارة الدفاع التايوانية في بيان الثلاثاء أنها "مصممة" على حماية الجزيرة من تهديدات الصين.

وصحيح أن واشنطن تستبعد تعرّض بيلوسي لاستهداف مباشر، غير أن خطر وقوع "خطأ في التقدير" يبقى قائما.

تعتمد واشنطن إزاء تايوان دبلوماسية تُعرف بـ "الغموض الاستراتيجي" تقوم بالاعتراف بحكومة صينية واحدة هي تلك الموجودة في بكين، مع الاستمرار في توفير دعم حاسم لتايبيه والعزوف في الوقت عينه عن تأكيد إذا ما كانت ستدافع عسكريا أم لا عن الجزيرة في حال اجتياحها.

وشدّد جون كيربي على أن هذا النهج السياسي يبقى قائما.

وامتنعت الحكومة التايوانية من جانبها عن الإدلاء بأيّ تعليق في ما يخصّ زيارة نانسي بيلوسي.

 

ولم يؤكّد رئيس الوزراء التايواني سو تسنغ-تشنغ الثلاثاء أن الزيارة ستجرى عندما سأله الصحافيون عنها، لكنه شكر نانسي بيلوسي على دعمها.

يعيش سكان تايوان البالغ عددهم 23 مليون نسمة في ظلّ تهديد دائم من تعرّض الجزيرة لاجتياح صيني.

وقد اشتدّت هذه المخاوف مع وصول شي جينبينغ إلى الرئاسة إذ إن الأخير جعل توحيد الأراضي الصينية في قلب أولوياته.

وخلال مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي مع الرئيس الأمريكي، تمنّى شي على الولايات المتحدة "ألا تلعب بالنار".

وقال لاحقا السفير الصيني لدى الأمم المتحدة جانغ جون خلال مؤتمر صحافي "وفق تصوّرنا، تبدو زيارة من هذا القبيل خطرة جدّا ومستفزّة بدرجة شديدة".

وأردف "إذا ما جرت هذه الزيارة، فإنها ستضعف أيضا العلاقة بين الصين والولايات المتحدة وأنا أكيد من الولايات المتحدة تدرك ذلك خير إدراك".

مساء الاثنين، نشر الجيش الصيني مقطع فيديو على الانترنت يُظهر جنودًا يهتفون أنهم جاهزون للقتال ومظليين يقفزون من طائرة، بالإضافة إلى صواريخ كثيرة تُدمّر عدة أهداف.

وقد تسبّبت التكهّنات المتزايدة بشأن زيارة بيلوسي بتراجع الأسهم في البورصات الآسيوية الثلاثاء، في ظلّ تزايد المخاوف من خطر التصعيد.

واتهمت روسيا من جانبها الولايات المتحدة بـ"زعزعة العالم" من خلال إحداث توترات بشأن تايوان.

وكتبت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عبر تلغرام "واشنطن تزعزع العالم. لم يحل أي نزاع في العقود الأخيرة بل تم التسبب بنزاعات كثيرة".

وتبدو هذه التصريحات بمثابة رد موسكو على اتهامات الغرب بقيادة الولايات المتحدة لها بزعزعة الاستقرار من خلال هجومها العسكري على أوكرانيا.

وفي حال أقدمت بيلوسي على هذه الخطوة، فإنها ستكون أعلى مسؤولة أميركية تزور تايوان منذ زيارة سلفها نيوت غينغريتش عام 1997.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - الأناضول - أ ف ب