قال مصدر رسمي لبناني رفيع المستوى، يوم الجمعة، إنه يمكن التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل "خلال فترة قريبة جدا" إذا تم التفاهم على بعض النقاط العالقة بشأن الخط 23 وحقل قانا كاملا الذي تطالب به بيروت.
والجزء الشمالي من حقل "قانا" يقع في البقعة الجغرافية البحرية رقم 9 وضمن الخط 23 الذي يعتبره لبنان حدوده البحرية وفقا للخرائط المودعة لدى الأمم المتحدة، فيما يوجد الجزء الجنوبي ضمن الخط 29.
وأضاف المصدر، لوكالة "الأناضول"، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، أن الوسيط الأمريكي أموس هوكستين "استعرض مع المسؤولين اللبنانيين الاتصالات التي قام بها مع شركة توتال الفرنسية والجانب الفرنسي بعد اللقاءات التي عقدها في باريس منذ فترة".
وتابع المصدر أن لبنان "أبلغ المسؤول الأمريكي أنه ما زال على موقفه الواضح وهو الخط 23 وحقل قانا كاملا".
وأشار إلى أن هوكستين قال في هذا الخصوص إن لبنان "سيكون له ما يريده ولكن هناك بعض النقاط التي يستوضحها لكي تكون الصورة لديه أوضح وأشمل فيما يتعلق بالترسيم بوضع حقل قانا كاملا كما يريده لبنان، وفيما يتعلق بالاتفاق غير المباشر الذي يمكن أن يحصل مع الجانب الإسرائيلي برعاية واشنطن ووساطتها".
ولفت إلى أن المسؤول الأمريكي "كان مرتاحا للاجتماعات التي قام بها مع المسؤولين الفرنسيين وأشار إلى استعداد شركة توتال لمباشرة التنقيب في الحقول اللبنانية فور التوصل إلى اتفاق".
وأبدى هوكستين، بحسب المصدر، "تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق وأشار أن هذا الأمر ضروري وخاصة في هذه المرحلة".
وأردف المصدر، أن الجانب اللبناني "استمع إلى الشروحات والإيضاحات التي قدمها هوكستين، وسندرس الموضوع وسيصدر الموقف اللبناني في أقرب وقت".
وأوضح أن المسؤول الأمريكي "أعطى أجواء ومعطيات إيجابية"، مشددا على أنه "إذا تم التفاهم على بعض النقاط العالقة والتي تحتاج إلى إيضاحات فيما يتعلق بالحدود وفقا للخط 23 وحقل قانا كاملا، وفي حال الانتهاء من هذه المرحلة يمكن أن يوقع الاتفاق خلال فترة قريبة".
وزاد أن هوكستين "عرض خلال الاجتماعات اليوم مع المسؤولين اللبنانيين نتائج الاتصالات التي أجراها مع الجانب الإسرائيلي في ضوء الملاحظات التي استمع لها في آخر زيارة له للبنان أواخر يوليو (تموز) الماضي".
وأجرى المسؤول الأمريكي زيارة إلى لبنان اليوم استمرت بضع ساعات، التقى فيها الرئيس ميشال عون في قصر الرئاسة، ورئيس مجلس النواب نبيه بري في مقره غرب بيروت، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مقر الحكومة وسط العاصمة.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن هوكستين في مؤتمر صحفي، أن هناك "تقدما ملحوظا" في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، معربا عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق "قريبا".
ويتنازع لبنان وإسرائيل على منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومترا مربعا، وتتوسّط الولايات المتحدة في مفاوضات غير مباشرة بينهما لتسوية النزاع وترسيم الحدود.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2020، انطلقت مفاوضات غير مباشرة بين بيروت وتل أبيب برعاية الأمم المتحدة، بهدف ترسيم الحدود، وعُقدت 5 جولات كان آخرها في مايو/ أيار 2021، ثم توقفت نتيجة خلافات جوهرية.
ومطلع يونيو/ حزيران الماضي، استقدمت إسرائيل إلى حقل "كاريش" سفنا تابعة لشركة "إنرجين" اليونانية البريطانية مخصصة لاستخراج الغاز، ما أثار اعتراض الحكومة اللبنانية كون المنطقة متنازعا عليها.
وأمس الخميس، أعلنت الشركة في بيان، تأجيل استخراج الغاز من الحقل النفطي المحاذي للحدود اللبنانية، عدة أسابيع، دون توضيح أسباب ذلك.