نشرت تقارير عبرية مقابلات مع قائد الوحدة الخاصة الإسرائيلية التي نفذت عملية اغتيال 4 مقاومين فلسطينيين في جنين يوم الأربعاء الماضي.
وكشف قائد الوحدة الخاصة المشار إليه بلقب (د) - البالغ من العمر (48 عامًا) تفاصيل جديدة حول العملية التي وصفها بـ "المعقدة"، و "الجحيم الذي استمر لمدة 3 ساعات تحت نيران كثيفة"، مشيرًا إلى أن عشرات الآلاف من الرصاصات أطلقت تجاه الجنود من وحدته والوحدات العسكرية التي شاركت، كما تم للمرة الأولى استخدام عبوة جانبية.
وأشار "د"، إلى أنه الساعة 8:50 صباحًا وصلت القوة إلى المنزل الذي كان بداخله المطلوبين(عبدالرحمن خازم، وأحمد علاونة)، واللذين وصفا بأنهما "قنبلة موقوتة"، لكن تبين أنهما نصبًا "مصيدة موت، وقاموا بتفجير 4 عبوات تزن عشرات الكيلو غرامات الواحدة تلو الأخرى"، مشيرًا إلى أنه لا يتذكر أن رأى منذ سنوات مثل هذه القوة من العبوات.
وأضاف: "كانت عبوات ضخمة اهتزت الأرض من تحتنا، والدخان لوحظ ينبعث من بعيد .. قادتنا رأوه من الجو وكانوا يخشون أن كارثة حلت بنا، وأن المسلحين قتلوا القوة بأكملها".
وأوضح "د"، بأن العملية ضد المطلوبين استغرقت 10 دقائق فقط، ولكنها استمرت 3 ساعات بسبب كثافة النيران من المسلحين الآخرين، مشيرًا إلى أنهم كانوا يتوقعون أن يواجهوا مقاومة لكن ليست بهذا الحجم الكبير جدًا.
ولفت إلى أن شظايا العبوات وصلت إلى مكان تواجد الجنود في "الدوار الثاني" من مكان العملية والذين تمركزوا على بعد نحو 40 مترًا من المنزل، مشيرًا إلى أنه كان يخشى أن تنتهي العملية بسقوط قتلى وجرحى، وأنه كان يتنقل من جندي إلى آخر للاطمئنان عليهم، واصفًا ما كان يجري بأنها "لحظات صعبة".
وأشار إلى أنه تم تصفية المطلوبين الاثنين( على بعد 4 أمتار من أحد الجنود الذي صادفهما وهما يحاولان الهرب من المنزل بعد تفجير العبوات.
وحاول الضابط، التفاخر بالجندي الذي يعمل تحت أمره، وزعم أنه لم يستلقي مثل باقي الجنود الآخرين، وأنه واجه المطلوبين وقتلهما.
يقول "ن" الجندي القاتل، إنه كان مسؤولًا عن الجنود الذين استلموا مهمة العمل في الجناح الخلفي من المنزل والذي كان من المفترض أن يكون طريق هروب المطلوبين، وفي غضون ثوانٍ من الانفجار الكبير، وقف أحد المطلوبين أمامي ولم يتوانى بمحاولة إطلاق النار، وفي جزء من الثانية أطلقت النار عليه، ثم لاحظت المطلوب الثاني يقف خلفه متفاجئًا، وأطلقت عليه النار.
وأشار إلى أنهم واجهوا مقاومة شديدة، قائلًا: "في جنين تعرف دائمًا كيف تدخل إليها، لكن لا تعرف أبدًا كيف تخرج .. عشرات الجنود تحولوا إلى أهداف مركزة، عبوات ناسفة تلقى من كل مكان، وآلاف الرصاصات".
وبالعودة لقائد الوحدة "د"، قال: وصلنا بصعوبة إلى المدرعات ولم نتمكن من الخروج سيرًا على الأقدام .. شعرنا أن حياتنا كلها في خطر لكن كنت متأكدًا أننا سنخرج من هناك لأن هذه وظيفتنا العمل تحت النار، لقد كانت حقًا مثل فيلم حرب في هوليود .. كان الأمر أسوأ من فيلم بلاك هوك داون الذي يعد عملًا وديًا مقارنةً بما مررنا به في جنين".
واستشهد أربعة مقاومين فلسطينيين، صباح الأربعاء، خلال اشتباكات مسلحة بعد اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي أطراف مخيم جنين شمال الضفة الغربية، والشهداء هم: عبد الرحمن فتحي خازم، ومحمد محمود ألونة، وأحمد نظمي علاونة، ومحمد أبو ناعسة.
الشهيد عبد خازم شارك في هجوم شقيقه
في هذه الأثناء، ذكرت قناة "كان" الرسمية العبرية بأن الشهيد عبد خازم أحد الذين تم تصفيتهم أمس في جنين، شارك في هجوم شقيقه رعد الذي عرف بـ"عملية ديزنغوف"، حيث أوصله إلى فتحة الجدار التي ذهب منها إلى تل أبيب، وساعده في شراء البندقية، كما شارك خازم في عمليات أخرى ضد الجيش والمستوطنين.
غانتس يقرر تجديد تصاريح عمال "كفردان" باستثناء عائلة الشهيدين عابد
هذا وقرر وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، تجديد تصاريح العمل لسكان قرية كفردان شمال غرب جنين.
وبحسب القناة العبرية السابعة، فإن القرار اتخذ بعد تقييم أمني أجراه غانتس، حيث قرر السماح للعمال بالدخول مجددًا إلى الخط الأخضر بعد تجميد هذه الخطوة قبل نحو أسبوعين.
ووفقًا للقناة، فإن أفراد وأقارب عائلات منفذي عملية الجلمة (الشهيدين عبدالرحمن وأحمد عابد)، سيتواصل تجميد تصاريحهم، أسوةً بـ 2500 من أقارب منفذي العمليات الذين نفذوا هجمات في الآونة الأخيرة.