الولايات المتحدة تدعو للتحقيق في استشهاد الطفل ريان سليمان

الطفل الشهيد ريان ياسر علي سليمان.jpg

 دعت الولايات المتحدة الأميركية، إلى إجراء تحقيق في استشهاد الطفل ريان ياسر سليمان (7 أعوام) في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم.

وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل إن الولايات المتحدة دعت إلى إجراء تحقيق شامل وفوري في مقتل طفل فلسطيني يبلغ من العمر سبعة أعوام يوم الخميس".

واستشهد سليمان أثناء مطاردته من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة "خربة الدير" في تقوع، أثناء عودته للمنزل بعد انتهاء الدوام المدرسي، ما أدى إلى توقف قلبه، حيث نقل إلى قسم الطوارئ في مستشفى بيت جالا الحكومي، ولم تنجح جميع محاولات الأطباء لإنعاشه.

وقال باتيل في إيجاز صحفي ردا على سؤال حول موقف الولايات المتحدة الأميركية من استشهاد الطفل سليمان، "إن بلاده حزينة بعد تلقيها نبأ وفاة طفل فلسطيني بريء".

وأضاف "اننا نؤيد إجراء تحقيق شامل وفوري في الملابسات المحيطة بوفاة الطفل، الى جانب تحقيق عسكري إسرائيلي".

وتابع: "تجدد واشنطن دعوتها إلى الهدوء في الضفة الغربية".

ونعت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية الطفل الشهيد ريان ياسر علي سليمان، الطالب في الصف الثاني الابتدائي في مدرسة الخنساء بمديرية بيت لحم، مطالبة المؤسسات الدولية ودول العالم بمحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق حياة أسرة التعليم من كوادر تربوية وطلبة وعاملين، مشيرة إلى أنها "جريمة بحق الحياة".

يذكر أن 35 طفلا استشهدوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي، منذ بداية العام الجاري، 19 منهم في الضفة، و16 في قطاع غزة، بحسب وزارة الصحة.

ونقل جثمان الطفل ريان سليمان إلى معهد الطب العدلي بجامعة القدس في بلدة أبوديس لتشريح جثمانه، قبل أن يتم اعادته إلى تقوع.


يذكر أن والد الطفل الشهيد ريان ياسر سليمان البالغ من العمر (7 أعوام)، قال للصحفيين " ان أربعة جنود من جيش الاحتلال المدججين بالأسلحة اقتحموا محيط منزله الكائن في حي خربة الدير التابع لبلدة تقوع والمتاخم لمحيط مجمع المدارس الواقع بمحاذاة الشارع الالتفافي وهم يلاحقون عددًا من الأطفال الطلبة العائدين من مدرستهم ومن بينهم نجله".


وأشار إلى أن نجله تمكن من الوصول إلى المنزل نظرًا لقربه من المكان، وحاول الجنود اقتحام المنزل من عدة جهات، مشيرًا إلى أنه نجح (أي الوالد) من منع الجنود من الدخول إلى المنزل من احدى الجهات، ولكن جندي آخر دخل من مدخل آخر ما أدى إلى سقوط نجله عن علو من شرفة المنزل، ما أدى لإصابته بجروح بالغة الخطورة، ونقله بمركبته إلى المستشفى الذي يبعد عن مكان سكنه أكثر من 10 كيلو مترات.

وقالت صحيفة "هآرتس"، نقلا عن عم الطفل سليمان، إن ريان أصيب بنوبة قلبية عندما حاولت قوات الاحتلال اقتحام منزله لاعتقال إخوته الأطفال من منزلهم في بلدة تقوع في الضفة الغربية.

وبحسب عم الطفل سليمان فإن والد الطفل ريان "فتح الباب ثم دخل الجنود وحدثت اضطرابات في المنزل وتعالت أصوات الصراخ"، وأضاف "يبدو أن الطفل ريان خاف من أن يتم القبض عليه وبدأ بالصراخ. ومن شدة الخوف، انهار وسقط في المنزل وأصيب بنوبة قلبية".

وأكد عم الطفل أن ريان لم يكن يعاني من مشاكل طبية أو أي مشاكل في القلب وقال: "لقد كان طفلاً يتمتع بصحة جيدة وحياة سعيدة وفجأة في غضون دقائق فقدناه".

بدورها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية "الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الطفل الشهيد ريان ياسر سليمان"، معتبرة أنها "جزء لا يتجزأ من مسلسل القتل اليومي بحق أبناء شعبنا بغطاء وموافقة المستوى السياسي الإسرائيلي".

وأضافت الوزارة في بيان ، أن "تلك الجريمة تمثل تعبيرا عن مستوى الانحطاط الأخلاقي لدى جيش الاحتلال"، محملة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة.

وطالبت الوزارة المجتمع الدولي "بتوفير الحماية الدولية لشعبنا، والمحكمة الجنائية الدولية بالبدء الفوري بتحقيقاتها في جرائم الاحتلال ومستوطنيه".

من جانبه، تنصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان مقتضب صدر عنه، من مسؤوليته عن استشهاد الطفل سليمان، وقال إن فحصا أوليا داخليا خلص إلى أنه "لا توجد علاقة" بين استشهاد الطفل و"نشاطات" قواته في قرية تقوع.

وزعم جيش الاحتلال أن قواته طاردت "عددا من المشتبه بهم بإلقاء الحجارة على الطريق العام بالقرب من قرية تقوع". وادعى أنه خلال عمليات التمشيط بحثا عن الأطفال الذين "لاذوا بالفرار"، "لم تقع أية مواجهات أو استخدام للأسلحة أو وسائل لتفريق المظاهرات".


ويأتي استشهاد الطفل سليمان، بعد يوم من استشهاد 4 شبان، خلال اشتباكات مسلحة، اندلعت بعد اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي أطراف مخيم جنين شمالي الضفة الغربية ، ومحاصرتها منزلا كان يتواجد فيه عبد خازم شقيق الشهيد رعد منفذ عملية شارع "ديزنغوف" في تل أبيب قبل نحو ستة أشهر.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - واشنطن