يوم التراث الفلسطيني

أصدرت وزارة الثقافة الفلسطينية بيانا صحفيا بمناسبة  يوم التراث الفلسطيني (7 تشرين الأول، 2022) بعنوان : "أَجيالُنا حُرَّاسُ التُّراثْ".

وهذا نص البيان:

في يوم التراث الفلسطيني السابع من تشرين الأول من كل عام، سيظل تراثنا عنوان هويتنا ومصدراً أساسياً لحكاية وجودنا على هذه الأرض وحافظ الرواية الوطنية، والحكاية الجمعية، والسردية الفلسطينية الخالصة، وهو بحمولته تلك يشكل سيرة ومسيرة ومساراً، يحافظ على الهوية الوطنية في سيرته، ويعمل في مسيرته على تجذير وتكريس الوعي الجمعي في إطار الثقافة الوطنية الجامعة، ويشكل مساراً حول فلسطين كواحدة من أهم حواضر الكون في الوعي والثقافة والتاريخ والمعرفة، والتي تساهم فعلاً في الحضارة الكونية، بصفتها محطة إنسانية أولى، كانت ولا زالت حاضنة التاريخ والتراث الإنساني الكوني.

 

التراث هو النص الأساس لخطاب الثقافة الوطنية، الذي يبرهن على حق الفلسطيني، وحقيقته الدامغة، في المكان والزمان، ويؤكد فاعلية وقدرة الثقافة الفلسطينية في تكريس وتمتين الوعي الوطني، وبناء الجسر المتين الذي يحمل الماضي بعراقته وأصالته إلى الحاضر بجسارته في ديمومة المسير إلى المستقبل المشتهى.

 

يوم التراث الفلسطيني، يؤصل منهجية لاستدامة الوعي والمعرفة، كروافع قيمية ذات مضمون وطني يتماهى بشكل طبيعي مع نضال الشعب العربي الفلسطيني، وإسهامه في الدفاع عن القيم الإنسانية، ويقدم فلسطين كحاضرة كونية ملهمة، محمولة على قوة الحق التاريخي في مواجهة حق القوة الغاشمة، من أجل حاضر سليم ومستقبل حر، نستمد فيه قدرتنا على الفعل والتأثير من حكايةٍ تحفر عميقاً في الأرضِ والذاكرة بعمق ِجذرنا الرئيس في تاريخ كنعان على هذه الأرض.

 

كما يأتي يوم التراث الفلسطيني، حاملاً بفخر الشراكة التامة والبناءة في الفعل الوطني الفلسطيني مكرساً في التفاعل بين المؤسسات الرسمية والوطنية والتربوية وأهمية دورها في تعزيز الحفاظ على الموروث الثقافي، وتكريس فعله من أجل تأطير العمل الخاص به سواء كان على مستوى الأفراد والجماعات أو المؤسسات، حيث تقف وزارة الثقافة داعمةً لهذا الفعل من خلال توفير عوامل ومقومات نجاح الدورِ المنوط بها على الصعيدَيْن المادي والمعنوي، الذي يتمثل في فتح الآفاق أمام كافة العاملات والعاملين والمنشغلين بالتراث لتحقيق حضورهم على مختلف الأصعدة المحلية والعربية والدولية، كونَ التراث الفلسطيني يمثل المخزون التاريخي لشعبنا الفلسطيني، ويمثل العُمق الحضاري الذي يزخر به نتيجةً لتعاقب الحضارات الإنسانية التي تأثَّرت وأثَّرت به.

 

 

هذا وتطلق وزارة الثقافة فعاليات يوم التراث الفلسطيني هذا العام من نبع تل السلطان في أقدم مدينة في التاريخ، مدينة القمر أريحا، التي تؤرخ للبشرية في حضارتها كأول تجمع مدني حضاري سكاني في التاريخ، والذي يحمل ذكريات الأجداد الفلسطيين الأوائل، وتعكس هذه الفعاليات رؤية وزارة الثقافة في تكريس حرصها وحرص كافة المؤسسات الوطنية على جعل الثقافة عاملًا أساسيًّا من عوامل التحرر من الاستعمار، وهذا ما يمثله دور المبدعات والمبدعين الفلسطينيين، والمتمثل بكفاحهم البطولي في الحفاظ على الرواية الفلسطينية وتمكينها وتمتينها وصقلها من أجل مواجهة حرب الإلغاء والمحو والسلب والنهب، التي يمارسها الاحتلال من خلال سطوه على الأرض والتاريخ والشواهد والأسماء التي ورثناها تمامًا كما ترث الأرضُ ترابَها، هذه المواجهة التي تخوضها أجيالنا  ف "أجيالنا حرّاس التراث"، وتخصص الوزارة هذا العام جهداً نوعياً في موضوعة الدبكة الفلسطينية كعنصر تسعى الوزارة لتسجيله في القائمة التمثيلية لعناصر التراث الثقافي غير المادي للبشرية لدى اليونسكو.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله