ما أن يقترب شهر فبراير من الانتصاف، يتوافد المزارعين شمال قطاع غزة إلى أراضيهم الزراعية لحصاد محصول الفراولة، استعداداً لتصدير إلى الضفة الغربية.
كخلية النحل يبدأ الرجال والأطفال بقطف الفراولة من الأشجار ومن ثم يليه دور تحضير الثمار للتصدير بداخل علبه مخصصة.
وبعد الانتهاء من قطف الفراولة وتجميعها، تليها الخطوة الأخيرة بوضع الثمار داخل صناديق وثم وضعها في شاحنة لتصديرها إلى الضفة الغربية عبر معبر كرم أبو سالم.
يقول المزارع أكرم أبو خوصة، إن زراعة الفراولة من المهن الأساسية التي يعتمد عليها المزارعون في منطقة بيت لاهيا، لجدوتها الاقتصادية.
وأضاف أبو خوصة في حديث مع وكالة (APA) أن زراعة الفراولة تحتاج إلى تكاليف مادية مرتفعة، وعناية فائقة أكثر من أي محصول زراعي آخر.
ويعتبر المزارعين بدء موسم حصاد الفراولة بمثابة العيد لهم، لجني التعب الذي استمر لعدة أشهر، والاستعداد لعملية التصدير إلى الضفة الغربية، وفقاً لأبو خوصة.
وأوضح أن تصدير الفراولة إلى الضفة الغربية يعد أمراً هاماً، لتعود زراعتها بالجدوى الاقتصادية على المزارعين في قطاع غزة، في ظل ارتفاع تكاليف زراعتها.
وبين أبو خوصة أن المزارعون لا يستطيعون تسويق محصول الفراولة بأسعار مرتفعة بالأسواق المحلية في قطاع غزة، نظراً للأوضاع الاقتصادية الصعبة، فلا يتجاوز سعر الكيلو منها 5 شيكل، بينما يتراوح سعر الكيلو بأسواق الضفة من 25 إلى 30 شيكل.
وأشار إلى أن الحصار الإسرائيلي سبباً أساسياً في تراجع القدرة الشرائية بالأسواق المحلية بقطاع غزة، لذلك تحقق الفراولة الاكتفاء الذاتي وتزيد بكميات كبيرة.
ولفت أبو خوصة إلى أن المزارعين يزرعون الفراولة شمال قطاع غزة بمواصفات عالية جداً، لتحقيق الفائض عن الأسواق المحلية بجودة مرتفعة.
وتبدأ زراعة الفراولة من شهر سبتمبر، ويكون الحصاد في منتصف نوفمبر، ويستمر حتى نهاية شهر فبراير القادم، فتكون مصدراً مستمراً لدخل المزارعين طيلة هذه الفترة.