87 عاما على استشهاد الشيخ الأزهري

عز الدين القسام.jpg

 تصادف اليوم، العشرين من تشرين الثاني، الذكرى الـ87 لاستشهاد الشيخ عز الدين القسام (1883-1935)، الذي ارتقى في مواجهة مع الجيش الإنجليزي في خربة "الشيخ زيد" بين جنين ويعبد في 20-11-1935 مع اثنين من رفاقه: الشيخ يوسف الزيباوي، والشيخ عطفة حنفي المصري وقد دفنوا ثلاثتهم في مقبرة بلد الشيخ في حيفا.

استقرت في الذاكرة الفلسطينية أسطورة الشيخ الأزهري القسام الذي جاءت شهادته ايذانا ببدء الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 والمعروفة باسمه أيضا.

وكان عز الدين القسام قد غادر مسقط رأسه في بلدة جبلة السورية، قضاء اللاذقية، برفقة شقيقه فخر الدين وابن عمه عبد المالك في مطلع العشرينات من القرن الماضي فاراً من ملاحقة الاحتلال الفرنسي لبلاده فسكن حيفا وعمل فيها مدرسا في مدرسة البرج ومأذونا وإماما لمسجد الاستقلال وسرعان ما نال ثقة ومودة الأهالي.

وفي شهادة حفيده أحمد محمد عز الدين القسام على لسان والده أن قصة جده مع الجهاد بدأت فور تخرجه من جامعة الازهر، فبعد عودته لسوريا من القاهرة شرع بجمع التبرعات والمتطوعين لمساندة الثورة الليبية حيث أعرب الكثير من السوريين عن استعدادهم للجهاد وخرجوا في مظاهرات وكانوا يهتفون" يا رحيم يا رحمان غرق أسطول الطليان".

وأضاف أحمد على لسان جدته زوجة القسام أمينة النعنوع قبل وفاتها أن جده انتقل للعمل المسلح في اللاذقية فور إقرار الانتداب الفرنسي على سوريا عملا باتفاقية سان ريمو، وأن الفرنسيين لم يتورعوا عن استخدام وسائل العقاب الجماعي الوحشي فكانوا يقصفون كل قرية سمعوا أن القسام يزورها.

ويتابع: "بعد أن ضيق الفرنسيون الخناق عليه انتقل جدي الى حيفا وبعد مدة لحقت به جدتي وابنتها ميمنة وهناك رزقا بخديجة وعائشة ومحمد".

لم يكتف القسام بما ادخره هو وشقيقه من مال لشراء السلاح بل أوفد الأخير الى جبلة حيث باع منزلهما لافتا إلى أن جدته كانت تشير دائما الى سوارين ذهبيين في يدها قائلة:" هذا ما تبقى لي من المصاغات التي ملأت يدي.. لقد باعها المرحوم جدك لشراء البنادق استعدادا للثورة".

وبعد ارتفاع أعداد الهجرة اليهودية الى فلسطين واتساع دائرة المشروع الاستعماري الصهيوني في مطلع الثلاثينيات شرع عز الدين القسام إلى تكثيف نشاطه في حيفا وقضاها يدعو الجمهور إلى مقاومة الاستعمار والصهيونية مستغلا منبر مسجد الاستقلال.

ويجمع الباحثون في التاريخ الفلسطيني الحديث أن استشهاد القسام شكّل أحد عوامل انفجار الثورة الكبرى وشرارتها بنفس الوقت.

في كتابه "دراسات عسكرية الثورة الفلسطينية الكبرى" يقول المؤرخ يوسف رجب الربيعي على لسان المجاهد أحمد الباير الذي شارك بالمعركة: "بعد أن حشد الانجليز الآليات والدبابات حول أحراش يعبد كانت مكبرات الصوت تنطلق: سلم يا قسام سلم فكان يرد بصوته وتردده التلال ورددته بعده المئات من الثوار" لن نستسلم لن نستسلم".

ولفت المؤرخ إلى أن القسام نشأ في بيت من بيوت العلم والأدب وكان جده الشيخ مصطفى قد قدم من العراق وهو من أتباع المدرسة النقشبندية الصوفية.

ويقول المؤرخ عبد الوهاب زيتون إنه من الخطأ النظر إلى الحركة القسامية من خلال الفترة الزمنية القصيرة جدا التي قضاها في التلال وإهمال الجذور العميقة التي غرسها القسام بنفسه في حيفا والشمال.

شيع الشهيد القسام يوم الجمعة 20-11-1935 مع رفيقيه الشهيدين في جنازة مهيبة انطلقت من حيفا إلى قرية بلد الشيخ المجاورة.

مقبرة القسام في بلد الشيخ.jpg


 

حماس: طريق المقاومة هو السبيل لدحر الاحتلال

أكدت حركة " حماس " في الذكرى السَّابعة والثمانين لاستشهاد الشيخ عزّ الدين القسّام أن "طريق المقاومة هو السبيل لدحر الاحتلال، وأن الأمة ومكوّناتها شريكة في مشروع تحرير الأرض الفلسطينية."

وقالت الحركة في بيان صحفي "إنّنا وفي الذكرى السَّابعة والثمانين لاستشهاد البطل المجاهد الشيخ عزّ الدين القسّام، لنترحّم على روحه الطاهرة وأرواح رفاق دربه وقوافل شهداء شعبنا وأمتنا، الذين روّوا بدمائهم الزكيّة أرض فلسطين، لمواصلة درب المقاومة والنضال حتى انتزاع الحقوق وإنجاز التحرير والعودة."

وأكدت أن" استشهاد ابن مدينة جبلة السورية الشيخ الجليل عزّ الدين القسّام على أرض فلسطين، دفاعاً عنها وعن المقدسات، ليؤكّد أنَّ طريق المقاومة هو السبيل لدحر الاحتلال، وأنَّ قضية فلسطين هي قضية الأمَّة قاطبة، وأنَّها بكل مكوّناتها شريكة في مشروع تحرير الأرض الفلسطينية وتطهيرها من دنس الاحتلال."

ولفتت الحركة إلى أن "سبعة وثمانين عاماً مرّت على استشهاد المجاهد البطل الشيخ عزّ الدين القسّام، ابن بلدة جبلة السورية، الذي ارتقى في مواجهة الجيش الإنجليزي في أحراش يعبد، دفاعاً عن أرض فلسطين المباركة، فكان استشهاده إيذاناً باندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م، وكانت سيرته ومسيرته، وعبارته (وإنّه لجهاد نصرٌ أو استشهاد) ملهمة لكل الأجيال في فلسطين وخارجها للذّود عن حياض فلسطين والدفاع عنها، أرضاً وشعباً ومقدساتٍ وهُوية."

وعبّرت حركة حماس عن "فخرها واعتزازها بأن تحمل كتائبنا المظفّرة ومقاومتنا الباسلة اسمَ الشهيد البطل عزّ الدين القسّام، عنواناً جامعاً لمواجهة الاحتلال، لتكمل مسيرته بكل قوّة وإيمان ويقين حتى تحرير الأرض والأسرى والمسرى."

وبعثت بالتحيّة لكل" السَّائرين على خطى الشهيد القسّام، المحافظين على عهد الشهداء، الحاملين لواء المقاومة، خياراً استراتيجياً لانتزاع حقوقنا وتحرير أرضنا ومقدساتنا."

ودعت الحركة "جماهير شعبنا إلى مواصلة ملاحم البطولة والفداء في مواجهة الاحتلال وإفشال مخططاته في العدوان والحصار والتهويد والاستيطان، كما دعت أمتنا العربية والإسلامية، قادة وشعوباً وأحرار العالم، إلى دعم صمود شعبنا ونضاله المشروع في تحرير أرضه وتحقيق العودة إليها."

وترحمت الحركة على الشيخ عزّ الدين القسّام، "مردفة وإنّا على عهد الوفاء لنضاله وتضحياته لسائرون، وإنَّه لجهادٌ، نصرٌ أو استشهاد."

الشيخ عزام: الشيخ القسام لم يزل ملهماً لنا ولأجيال الأمة

قال الشيخ نافذ عزام، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إن" الشيخ الشهيد عز الدين القسام، وبعد 87 عاماً على رحيله، لم يزل ملهماً للشعب الفلسطيني وكثير من أجيال الأمة ولازال يمثل النموذج البهي للعالم ورجل الدين الذي ينفعل بقضايا الناس ويقودهم للدفاع عنها."

وأضاف الشيخ عزام في تصريح صحفي : "مع مرور الأعوام تزداد صورة الشيخ القسام وضوحاً وحيوية ولا زال اسمه يتردد فخراً وعزاً وجهاداً ومقاومة".

وتابع بالقول: "خرج الشيخ القسام من دائرة الجدل العقيم حول دور رجل الدين ورسالته وأعاد الحيوية للأزهر الشريف الذي كان طوال الوقت ضميراً للأمة وصوتاً صادقاً لها...كان الشيخ القسام عبقرياً عندما اكتشف في وقت مبكر التحالف بين الغرب والعصابات اليهودية هذا التحالف الذي سيفرز لاحقاً هذا الكيان".

وأردف الشيخ عزام بالقول: "في الوقت الذي كان هناك من ينظر للصداقة مع بريطانيا العظمى ويطلب من الناس تصديق وعودها كان الشيخ القسام يؤكد أن الانتداب البريطاني والعصابات اليهودية وجهان للهجمة على ديننا ووطننا، وكان يؤسس للجهاد ضدهما معاً وأعطانا بذلك الوعي نموذجاً للبناء عليه".

وقال:" لقد كان الشيخ القسام ملهماً لنا جميعا، لكل حركات الجهاد والمقاومة في هذا الوطن المبارك وبعد سبعة وثمانين عاماً على استشهاده الدامي لازال الشعب الفلسطيني ثابتاً على نهجه محتفظاً بوصيته لرفاقه في أحراش يعبد...هذا جهاد نصر أو استشهاد، وهذا المنطق هو الذي يحكم مسيرة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة".

وبعث الشيخ عزام "بالتحية لروح الشيخ القسام القادم من جبلة الشام ليكون واحداً من أهم رموز فلسطين، والذي جعل العمامة مبعث فخر وعنصر إلهام، والتحية لكل خطوة خطاها من جبلة حتى حط رحاله في يعبد"، مؤكدا أن "ثورة القسام مستمرة بإذن الله."

الديمقراطية: باستشهاده جسد الشيخ القسام الخيار الوطني لشعبنا الفلسطيني

وأصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بياناً في ذكرى استشهاد الشيخ المناضل عز الدين القسام، في أحراج يعبد في جنين، في 20/11/1935،  وقالت فيه: "إن الشيخ الشهيد جسّد باكراً باستشهاده الخيار الوطني لشعبنا الفلسطيني، باعتباره الخيار العملي والفعال، لتحرير الأرض من الاستعمار والصهيونية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس."

وأضافت الجبهة: "ما أدركه القسام، من عبث الرهان على بريطانيا، لإنقاذ المشروع الوطني، يدرك شعبنا اليوم، في مقاومته الشعبية، عبث الرهان على الوعود الأميركية وعلى وعود الرباعية الدولية التي نفقت تحت وطأة التحولات الدولية الجارية، والتي أهالت عليها التراب نضالات شعبنا، وتمسكه بحقوقه الوطنية المشروعة، غير القابلة للتصرف، بعيداً عن كل أشكال التسويات الهابطة والفاسدة، التي تجعل من الاحتلال الإسرائيلي شريكاً في تقاسم أرضنا المحتلة."

وقالت الجبهة:" لقد حفظ شعبنا للشيخ الكبير عز الدين القسام، ابن مدينة جبلة السورية، مكانته التاريخية، وبات علماً من أعلام القيادات الوطنية التي أدركت بفطرتها الوطنية، أن الأوطان لا تبنى إلا بالتضحيات الغالية، وعلى طريق القسام، يقدم شعبنا التضحيات الغالية، دون تردد، في ظل انفصال القيادة الرسمية، في مسارها السياسي، عن المسار النضالي لشعبنا، وإصرارها على الرهان على الحلول الموعودة، تؤكد الوقائع أنها مجرد أحلام سوداء، لن تعود على شعبنا إلا بالخراب والضرر الشديدين."

ودعت الجبهة في ختام بيانها، إلى" إعلاء ذكرى الشيخ القسام، وسيرته النضالية، عبر استلهام العبر والدروس منها، ما يتطلب من القيادة الرسمية حسم أمرها لصالح التحرر من الوعود الأميركية، وقيود أوسلو والتزاماته، وتبني بالمقابل، خيار شعبنا، في المقاومة الشاملة، وبكل أشكالها، والتمسك بكامل الحقوق الوطنية المشروعة، في تقرير المصير، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على حدود 4 حزيران (يونيو) 67، وحل قضية اللاجئين بموجب القرار 194 الذي يكفل لهم حق العودة إلى الديار والممتلكات التي هجروا منها منذ العام 1948  ".

عز الدين القسام.jpg
 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله