دعا الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، يوم الأربعاء، نظيره التركي، رجب طيب إردوغان، إلى زيارة إسرائيل، وذلك لدى استقباله سفير أنقرة الجديد وقبول أوراق اعتماده رسميا، في مؤشر جديد على الاتجاه التصاعدي لتحسن العلاقات بين الجانبين.
وتسلم هرتسوغ أوراق اعتماد السفير التركي الجديد لدى تل أبيب، شاكر أوزكان تورونلار، في ديوان الرئيس الإسرائيلي في القدس، في مراسم شملت ترديد النشيد الوطني التركي، وقال هرتسوغ: "أنا متأكد من أننا سنعمل جميعا على تعزيز العلاقات بين البلدين".
وأضاف هرتسوغ أن "دولة إسرائيل وأنا شخصيا نعلق أهمية كبيرة على علاقتنا التاريخية مع تركيا"، وكرر دعوته لإردوغان لزيارة إسرائيل، معتبرا أن زيارة إردوغان المتوقعة "ستسهم في تعميق العلاقات والتعاون بين تل أبيب وأنقرة".
وكان هرتسوغ، ومنصبه شرفي إلى حد كبير، قد زار تركيا في العام الماضي، في أول زيارة لمسؤول إسرائيلي رفيع إلى تركيا منذ 2008، وذلك بعد أن بدأ البلدان في استعادة العلاقات وإنهاء خلاف دبلوماسي دام أكثر من عقد.
واتفقا على أن يعين كل من البلدين سفيرا لدى الآخر في آب/ أغسطس الماضي، كما اتفق هرتسوغ وإردوغان على مواصلة تحسين العلاقات بعد فوز رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في الانتخابات الأخيرة التي أجريت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وكان إردوغان قد تحدث هاتفيا مع نتنياهو، في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وذلك لأول مرة منذ العام 2013، في أعقاب فوز الأخير في الانتخابات، وبعد تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة.
وبحسب بيان صادر عن مكتب نتنياهو آنذاك، فإنه وإردوغان "اتفقا على التعاون من أجل تأسيس عهد جديد للعلاقات" بين الدولتين".
وكان إردوغان قد هنأ نتنياهو، عبر رسالة رسمية إثر فوزه في الانتخابات، قال فيها إنه يؤمن بأن الحكومة التي سيشكلها الأخير "ستواصل التعاون بين الدولتين في جميع المجالات، وبشكل يجلب السلام والاستقرار لمنطقتنا".
وقال إردوغان في رسالته لنتنياهو إن العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين "ينتصر فيها جميع الأطراف، طالما أنهم يحترمون القيم المشتركة".
وشهدت العلاقات بين تركيا وإسرائيل توترا تصاعد إلى درجة خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية وسحب السفراء من تل أبيب وأنقرة، وذلك منذ العدوان الإسرائيلي على غزة في العام 2008.
وكانت السياسة الإسرائيلية العدوانية تجاه الفلسطينيين نقطة توتر مع تركيا.
وجرى تعيين سفيرين للدولتين في الأسابيع الأخيرة، وتوقيع اتفاق طيران يسمح بتسيير رحلات جوية بطائرات إسرائيلية، فيما الطيران التركي استمر بتسيير رحلات جوية دون توقف طوال هذه الفترة.
أذربيجان تُعيّن مختار محمدوف سفيرا لها في إسرائيل
وأصدر الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، اليوم ، قرارا بتعيين مختار محمدوف، في منصب أول سفير أذربيجاني لدى إسرائيل منذ انطلاق العلاقات بين الجانبين عام 1992، بحسب ما أفادت وكالة أنباء أذربيجان الرسمية (أذرتاج).
ووقع الرئيس علييف مرسوما رئاسيا بتعيين مختار محمدوف، وهو مسؤول مخضرم شغل مناصب في وزارتي الخارجية والتعليم، كأول سفير لباكو لدى إسرائيل بعد 30 عاما من العلاقات الثنائية.
ولإسرائيل سفارة في باكو منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، وكانت داعما عسكريا مهما لأذربيجان في السنوات الأخيرة، بما في ذلك تأييدها الدبلوماسي لباكو في نزاعها مع أرمينيا حول منطقة ناغورني قرة باغ.
وذكرت الوكالة الأذربيجانية أن "الرئيس الأذربيجاني، علييف، أصدر قرارا جمهوريا بشأن تعيين سفير في إسرائيل لأول مرة"، وتابعت أن القرار ينص على توظيف مختار محمد أوغلو محمدوف، في منصب سفير أذربيجان فوق العادة والمفوض لدى دولة إسرائيل".
والسفير فوق العادة هي أعلى مرتبة دبلوماسية في مراتب السفراء، وتمنح عادة لشخص مكلف بمهام خاصة لبلده لدى بلدان أخرى أو منظمات دولية، وتمكّنه غالبا من صلاحيات استثنائية لأداء مهمته.
وكانت التقارير العبرية قد أفادت بأن محمدوف الذي كان يشغل حتى وقت قريب منصب نائب وزير التعليم في أذربيجان، وكان مسؤولاً عن المشاريع المتعلقة بالتعاون الأذربيجاني - الإسرائيلي في مجال الابتكار والعلوم والتعليم.
ووسط توتر متصاعد بين أذربيجان وإيران بسبب علاقات باكو المقربة مع إسرائيل، سن برلمان أذربيجان في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قانونا يمهد الطريق للدولة لفتح أول سفارة لها في إسرائيل.
وأشاد كل من علييف ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بقوة العلاقات بين الجانبين، علما بأن أذربيجان تقدم نحو 40% من واردات النفط إلى إسرائيل.
وفي نهاية الشهر الماضي، وصل نائب وزير الخارجية الأذربيجاني، فاريز رضاييف، في زيارة علنية إلى إسرائيل، في إطار التحركات الرامية إلى فتح سفارة لأذربيجان في تل أبيب.
وذكرت الخارجية الإسرائيلية أن "افتتاح السفارة الأذربيجانية في إسرائيل يعبر عن ارتفاع مستوى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ويؤكد على علنية هذه العلاقات".
واعتبرت أن "افتتاح السفارة سيساهم في تعميق الخطاب السياسي بين الجانبين وفتح قنوات جديدة للتعاون في المجالات الاقتصادية والسياحة والثقافة والأكاديمية وغيرها".
وكان رضاييف قد اجتمع بمدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، ألون أوشبيز، ورئيسة شعبة السياسية الإستراتيجية في وزارة الخارجية، عليزا بن نون، بحسب بيان وزارة الخارجية.
وأكدت السفارة أن المباحثات شملت القضايا "المتعلقة بإنشاء السفارة في إسرائيل، بالإضافة إلى محاور سياسية وإستراتيجية، بما في ذلك ‘التهديد الإيراني‘".
وقالت الخارجية الإسرائيلية إن "أذربيجان شريك إستراتيجي مهم بالنسبة لإسرائيل"، خصوصا في ظل أهميتها الجيوسياسية "من حيث الأمن الإقليمي، والتجارة الخارجية، والطاقة".
وتربط بين باكو وتل أبيب علاقات أمنية عميقة، طورتها إسرائيل على خلفية الحدود الطويلة المشتركة مع إيران. وذكرت تقارير إسرائيلية أن أرشيف البرنامج النووي الإيراني الذي سرقه عملاء الموساد، نُقل إلى إسرائيل عن طريق الأراضي الأذربيجانية.
وفي العام الماضي، اتهم وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إسرائيل، بإقامة وجود عسكري لها وتحالف سري مع أذربيجان.
ورفضت باكو تلك التهم، في حين نظمت إيران تدريبات عسكرية واسعة النطاق على طول حدودها مع أذربيجان، ورد علييف على ذلك بالتقاط صور له مع طائرات مُسيرة انتحارية إسرائيلية تُصنّع في أذربيجان.