تقدير موقف: رؤية العالم الخارجي لعمليات المقاومة في ضوء التطورات الدولية

بقلم: معتز خليل

  • معتز خليل

تتصاعد المخاوف الفلسطينية خلال الفترة المقبلة من التصعيد ، وهي المخاوف التي تتشابك أيضا مع الكثير من المخاوف في الأردن ومصر واللتان تشعران بمخاوف لافتة من التصعيد بالضفة الغربية.
اللافت هنا أن الكثير من منصات ومواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية باتت تبلور رأيا مهما ودقيقا ، وهو أن أفضل احتمالات "النصر الفلسطيني" ليست في ساحة المعركة حيث يتمتع الاحتلال بميزة واضحة في ظل الإمكانات التي تتوفر له، ولكن على الساحة الدولية والخارجية التي تتعاطف بها الكثير من القوى مع الفلسطينيين.

ما الذي يجري ؟
جاء تحليل مضمون الكثير من التقارير الفلسطينية ليشير إلى إمكانية فوز الفلسطينيين بالكثير من النقاط على حساب إسرائيل بالعمل الدبلوماسي، خاصة مع :
1-    تعاطف الكثير من دول العالم مع القضية الفلسطينية
2-       حققت السلطة الكثير من المكاسب السياسية ، ومنها مثلا دفع محكمة العدل الدولية في لاهاي لمناقشة شرعية الاحتلال وتأثيره المدمر على الوضع الاقتصادي.
3-    الكثير من دول العالم بدأت تحث الفلسطينيين على التوجه نحو العمل السياسي والدبلوماسي من أجل نيل الحقوق ، وهو نما بات لافتا في الكثير من البيانات الرسمية التي تنشرها وتصدر عن بعض من المؤسسات الدولية المختلفة.

معاناة غزة
في تقرير أخير صدر عن الاتحاد الأوروبي أشار إلى أهمية هذه النقطة ، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني ، خاصة الفلسطينيين في غزة ممن يعانون الأمرين.
وبهذه المناسبة اهتمت الكثير من الدوائر البحثية والسياسية الأوروبية بالفيلم الذي انتجه وقدمه مركز اتصالات السلام في نيويورك، والذي انتج عملا كرتونيا من ثمانية أجزاء ومترجم الى اللغة الإنجليزية والفرنسية والفارسية يسرد فيه بعضا من معاناة الغزيين وينسب فيها التصريحات المنقولة الى أناس يعيشون في غزة، أجريت معهم مقابلات، على مدار عام 2022، حيث تدور الفكرة الأساسية للعمل حول واقع الغزيين في ظل حكم حماس مع تحميلها المسؤولية الكاملة في تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية كتبعات لسياستها التصعيدية التي لم تجلب الا الدمار لغزة في كل مواجهة تخوضها ضد إسرائيل.
الزميل فاضل المناصفة الباحث السياسي والخبير في الشؤون الفلسطينية يقول نصا في إطار تعليقه على هذه السلسلة : قد يشكك البعض في أهداف وغايات السلسلة الكرتونية، لكن لا يمكن لعاقل أن ينكر بأن جزءا كبيرا مما نشر عبر السلسلة يمثل الواقع المعاش فعليا في غزة: الحياة في القطاع عبارة عن روتين مستمر مليء بمنغصات الحياة، من انقطاع للكهرباء الى غلاء في الأسعار الى طوابير أمام مكاتب تصاريح العمل للحصول على تصريح عمل في دولة الاحتلال حتى الأطفال لم يسلموا من ضنك غزة فالمدارس تغلق أبوابها بعد كل منخفض جوي يجعل من شوارع غزة وديان جارية بسبب انهيار البنية التحتية للصرف الصحي وغياب العتاد الذي يسمح بالتعامل مع الطوارئ المناخية، والأنكى من كل هذا ان الجباية التي تعتبر مصدر مهما لتغطية مصاريف الحكومة وتشمل جميع مناحي الحياة لا تراعي الظروف الاقتصادية القاهرة التي يمر بها سكان القطاع ليشكل كل هذا كوكتيلا من القهر يشربه الجميع باستثناء أبناء بعض القيادات وميسوري الحال من التجار.

تقدير استراتيجي
بالطبع فإن غزه تعتبر وتمثل جزءا من العالم ، وهو الجزء الذي يتأثر بالأزمات الاقتصادية المختلفة ، وهي الأزمات التي تتفاعل في العالم الآن رغم الجهود الصادقة والأمينة التي تبذلها حركة حماس من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية بالقطاع .
وقد فتحت حركت حماس كثير من نوافذ الفرص للفلسطينيين في القطاع ، ووافقت على عودة العمال لإسرائيل وتدشين منظومة تعاون اقتصادي بين صغار رجال الاعمال وإسرائيل ، وهو أمر يحمد للحركة وقياداتها السياسية التي مهدت لهذه المطالب الاقتصادية.
عموما فإن العالم والكثير من الدوائر العلمية والسياسية به يحثون السلطة وحرمات المقاومة على التهدئة الآن ، خاصة مع اشتعال الحرائق في الكثير من المواقع بالعالم ، وعلى رأسها أوكرانيا وحربها التي لا تنتهي هناك ، بالإضافة إلى استمرار تداعيات الأزمة الاقتصادية الناجمة عن أزمة كورونا، والتي تؤثر بالفعل على النظرة الدولية للمقاومة الآن .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت