- حسن العاصي
- باحث وكاتب فلسطيني مقيم في الدنمرك
أصبحت الهجرة جزءًا من حقيقة الحياة اليومية للأوروبيين في دول الاتحاد الأوروبي. يوجد اليوم ما يقرب من 37 مليون شخص في أوروبا ولدوا خارج الاتحاد الأوروبي ويشكلون حوالي 8٪ من مجموع السكان. سواءً داخل دول الاتحاد الأوروبي، أو بين الاتحاد الأوروبي وبقية العالم، ازداد عدد السكان المهجرون، سواءً كانت الهجرة بسبب العمل، أو الأسرة، أو بسبب الفرار من الاضطهاد والحروب، ستظل سمة رئيسية للمجتمعات الأوروبية خلال العقود القادمة.
تُعتبر سياسات الاندماج والتكامل أمر بالغ الأهمية في الدول التي يتواجد فيها المهاجرون. حيث أصبحت الهجرة قضية شائكة سياسياً، ويعتبر ما نسبته 25٪ من مواطني الاتحاد الأوروبي أنها من بين أهم ثلاث قضايا تواجههم، بزيادة 5% عن الدراسة السابقة التي أُجريت عام 2017.
لمواجهة تحديات الهجرة والاندماج والتخفيف من مخاوف مواطني الاتحاد الأوروبي بشأن قدرة البلدان إدارة هذه التحديات، اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوات لدعم الدول الأعضاء في سياسات التكامل الخاصة بها. في حين قد تختلف احتياجات المهاجرين حسب أسباب قدومهم، فإن الدول الأوروبية تتلقى الدعم التشغيلي والمالي من الاتحاد الأوروبي.
من أجل فهم أفضل لكيفية عمل مؤسسات الاتحاد الأوروبي مع الدول الأعضاء والجهات الفاعلة الأخرى لمواجهة تحديات التكامل، من الضروري أن يكون لديهم فهم أوضح للرأي العام حول هذه القضية. بالإضافة إلى ذلك، من المهم فهم كيف تختلف وجهات النظر بين الدول الأعضاء، وكذلك بين المواطنين الأوروبيين عبر المجموعات الاجتماعية والديموغرافية، واعتماداً على التفاعلات والروابط القائمة مع المهاجرين.
لمعرفة التصورات العامة للمهاجرين في الاتحاد الأوروبي، ولقياس مواقف الأوروبيين تجاه الهجرة واندماج المهاجرين من خارج الاتحاد الأوروبي، أجرت شركة Kantar للدراسات وتحليل البيانات ومقرها لندن، دراسة شملت 27 ألف مواطن أوروبي من دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرون بين شهري نوفمبر/تشرين الثاني عام 2021، وديسمبر/ كانون الأول عام 2022. الدراسة أُنجزت بتكليف من المفوضية الأوروبية ـ المديرية العامة للهجرة والشؤون الداخلية (DG HOME)، في إطار العمل على "البوصلة الرقمية: الطريقة الأوروبية للعقد الرقمي.
تم إجراء مقابلات مع المجموعات الاجتماعية والديموغرافية التي شملتها الدراسة في بلدنهم الأصلية، وباللغة الأم. تم استخدام المنهجية الخاصة بمسوحات Eurobarometer ونفذت لصالح المديرية العامة للاتصالات في المفوضية (وحدة مراقبة وتحليل وسائل الإعلام).
فيما يلي أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة:
ما يقرب من أربعة من كل عشرة من الأوروبيين (38٪) يقولون إنهم على علم بالهجرة والاندماج، وهو الحال في معظم البلدان الأوروبية بين عامي 2017 و2022، كانت نتائج إجابات هذا السؤال بالكاد تغير. من المرجح أن يقول المستجيبون ذلك بشكل طفيف على دراية جيدة (38٪ ، +1 نقطة مئوية) وأقل احتمالاً للإشارة إلى أنهم لا يعرفون (0٪، -2).
غالبية الأوروبيين، حوالي )56٪( يحصلون على معلوماتهم حول الهجرة والمسائل المتعلقة بالاندماج من خلال وسائل الإعلام التقليدية مثل الصحف والتلفزيون والمذياع. يقول أكثر من واحد من كل عشرة (15٪) إنهم يحصلون على هذه المعلومات من شبكات وسائل التواصل الاجتماعي.
ثم يلي ذلك الملاحظات على ما يجري في منطقتي المحلية، والمناقشات مع العائلة والأصدقاء الموثوق بهم يشكلون (كلاهما 10٪).
أكثر من ثلث الأوروبيين (36٪) يعتقدون أن عدد المهاجرين الذين يقيمون بشكل قانوني أكثر من المقيمين بصورة غير شرعية.
أكثر من ثلاثة من كل عشرة (36٪) من المستجيبين يعتقدون أن هناك المزيد من المهاجرين الذين يقيمون بشكل قانوني، مقارنة بدراسة سابقة أجريت عام 2017 بمقدار 3%.
يعتقد (57٪) من المستجيبين أن هناك الكثير من المهاجرين المقيمين بشكل غير قانوني، هذه النسبة تشكل زيادة كبيرة (+10) عن دراسة عام 2017.
يعتقد واحد من كل ثلاثة مشاركين (33٪) أن عدد المواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي الذين يقيمون بشكل غير قانوني هم أكثر من المقيمين بشكل قانوني في الاتحاد الأوروبي، وهي زيادة طفيفة (+4) عن دراسة عام 2017.
إن (68٪) من الأوروبيين يميلون إلى المبالغة في تقدير عدد المهاجرين من خارج الاتحاد الأوروبي بالنسبة إلى سكان بلادهم. وحوالي سبعة من كل عشرة (68٪ ، +18) من الأوروبيين
يميلون إلى المبالغة في تقدير نسبة المهاجرين في بلدان الاتحاد الأوروبي. وما يقرب من الخُمس (19٪ ، -2) يقدرون أعداد المهاجرين بشكل صحيح، حيث تتراوح نسبة المهاجرين بين 0٪ و6% (مقارنة بمتوسط الاتحاد الأوروبي البالغ 5،1٪). وحوالي 13٪ يقولون إنهم لا يعرفون(-16).
توصلت الدراسة إلى أن المستجيبون الحاصلون على مستويات تعليمية عليا ويشكلون نسبة (23٪) من المشاركين في الدراسة، وأولئك الذين أجابوا بأنهم لا يواجهون مشاكل في دفع فواتيرهم الشهرية، ويشكلون نسبة (21٪) يميلون إلى إعطاء تقدير أكثر دقة لنسبة المهاجرين في بلدهم، أكثر من هؤلاء الذين لديهم مستويات أقل من التعليم وأولئك الذين في كثير من الأحيان لديهم مشاكل في دفع فواتيرهم.
يشعر غالبية الأوروبيين (64٪) بالراحة مع جميع الفئات الاجتماعية للمهاجرين، مما يمثل زيادة بنسبة 7% نقطة عن عام 2017.
ثلاثة من كل عشرة (30٪، -4) يقولون إنهم يشعرون بعدم الارتياح مع فئة واحدة من المهاجرين على الأقل.
في ستة بلدان أوروبية يشعر أكثر من ثمانية من كل عشرة مشاركين بالراحة في إقامة علاقات اجتماعية مع المهاجرين من أي بلد من البلدان التي تمت فيها هذه الدراسة، وعلى الأخص في الدول التالية: البرتغال وأيرلندا (كلاهما 89٪)، إسبانيا (88٪)، وهولندا (85٪).
وبالمقابل نجد أن نسبة الذين يرحبون بعلاقات اجتماعية مع المهاجرين هي الأقل في دول أوروبا الشرقية سابقاً. في المجر (24٪)، وبلغاريا (29٪) ورومانيا (35٪).
يتفاعل أربعة من كل عشرة مشاركين على مستوى الاتحاد الأوروبي مع المهاجرين مرة واحدة أسبوعياً على الأقل، على الرغم من أن هذه النسبة تختلف حسب البلد. الأصغر سناً (53٪) وذوي المستويات الأعلى من التعليم (45٪) هم الأكثر اتصالاً مع المهاجرين على أساس أسبوعي. غالبية الأوروبيين (51٪) لديهم علاقات شخصية مع مهاجرين.
أكثر من نصف الأوروبيين (51٪) لديهم إما أصدقاء أو أحد أفراد الأسرة من المهاجرين، وهذا يشكل زيادة حادة بلغت 20% عن عام 2017.
الغالبية العظمى (أكثر من تسعة من كل عشرة) من الذين شملهم الاستطلاع كانوا من مواليد الدولة التي أجريت فيها الدراسة. مع ما يقرب من (92٪) يقولون إن والديهم قد ولدوا أيضاً هناك.
في أكثر من نصف الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي كانت النسبة من المستجيبين الذين قالوا إن جميع أجدادهم كانوا كذلك ولدوا في البلاد قد انخفض في نطاق من 1 إلى %13 بين عامي 2017 و2021.
ما يقرب من واحد من كل ثلاثة أوروبيين (31٪) يعتقدون أن الهجرة مشكلة أكثر من كونها فرصة، وذلك يمثل انخفاضاً بحوالي 7% مقارنة بعام 2017. ويعتقد (22٪ ، +2) أن الهجرة من خارج الاتحاد الأوروبي تمثل فرصة، و(38٪ ، +7) يرون أن الهجرة تمثل مشكلة وفرصة.
يرى بعض المواطنون الأوروبيون أن الهجرة أكثر من فرصة في الدول التالية:
في أيرلندا بنسبة (41٪)، لوكسمبورغ بنسبة (39٪) ، والسويد بنسبة (31٪).
لا يعتقد المواطنين أن الهجرة فرصة في: اليونان بنسبة (3٪)، ولاتفيا بنسبة (7٪)، وكذلك في سلوفاكيا، وبلغاريا، وليتوانيا بنسبة (9٪ من الجميع).
في خمس دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي يعتقد أكثر من نصف المشاركين في الدراسة أن الهجرة هي مشكلة كبيرة، ولا سيما في قبرص بنسبة (61٪)، وليتوانيا واليونان بنسبة (60٪)،
ولاتفيا بنسبة (56٪)، ومالطا بنسبة (51٪).
يزداد الميل إلى اعتبار أن الهجرة مشكلة مع التقدم في العمر. يرى أقل من واحد من كل خمسة، أي نسبة (18٪) ممن أعمارهم بين 15 إلى 24 عاماً أن الهجرة مشكلة. وما يقرب من أربعة من كل عشرة أي بنسبة (38٪) ممن تبلغ أعمارهم 55 عاماً أو أكثر يتبنون هذا الرأي.
بالمقابل يرى ما يقرب من ثلث أصغر المشاركين بنسبة (32٪) أن الهجرة فرصة. وما يقرب من ستة من كل عشرة بنسبة (58٪) من عموم الأوروبيين يوافقون أن اندماج المهاجرين ناجحاً في بلادهم المنطقة المحلية أو المدينة أو البلد، ولكن هذا الرقم يختلف على نطاق واسع بين دول الاتحاد.
المواطنون الأوروبيون الذين يوافقون على نجاح اندماج المهاجرين بلغت نسبتهم في أيرلندا (86٪)، وفي لوكسمبورغ، وإسبانيا نسبة (76٪)، وفي الدنمارك نسبة (75٪). والأقل موافقة على نجاح اندماج المهاجرين كان في المجر، وبلغاريا بنسبة (كلاهما 40٪)، ولاتفيا بنسبة (42٪).
بشكل عام، تعتقد أقلية فقط من الأوروبيين أن تحسنا قد حدث في أوضاع المهاجرين. على سبيل المثال، تعتقد أقلية فقط من الأوروبيين بنسبة (39٪) أن نتائج التعليم لأطفال المهاجرين تحسن. يمكن قول الشيء نفسه عن مستويات تعليم المهاجرون البالغون الذين لديهم إقامة طويلة الأمد التي تحسنت.
لا يعتقد ما نسبته (26٪) من الأوربيين أن معدل الفقر تحسن بين المهاجرين. يعتبر الأوروبيون أن تعلم لغة البلد الذي يتنقل المهاجرون إليه مهماً لنجاح الاندماج بنسبة (85٪). وينظر نسبة (69٪) إلى التمييز على أنه يعوق الاندماج. وترى نسبة (67٪) أن تعزيز التكامل هو استثمار ضروري في المستقبل. ويرى ما نسبته (كلاهما 78٪) أهمية مساهمة المهاجرون في نظام الرعاية الاجتماعية عن طريق دفع الضرائب، ويلتزمون بقيم ومعايير المجتمع.
أكثر من ثلثي المشاركين في الدراسة بنسبة (69٪) يعتقدون أن صعوبة العثور على عمل قد يعوق اندماج المهاجرين. ويعتبر (67٪) أن المهاجرون أنفسهم مسؤولون عن جهود الاندماج والتمييز.
يقدم (53٪) من الأوروبيين وجهات نظر مختلفة حول ما إذا كان الحكومات الأوروبية تبذل ما يكفي لتعزيز بنشاط اندماج المهاجرين.
غالبية الأوروبيين بنسبة (69٪) يقولون إن الترويج لنشاط اندماج المهاجرين هو استثمار ضروري على المدى الطويل لبلدهم. مقارنة بعام 2017 فإن نسبة المشاركين الذين يتفقون مع هذا الرأي بقي مستقراً مع انخفاض طفيف في "بالكامل موافق "(27٪ ، -2).
أكثر من نصف الأوروبيين بنسبة (53٪) يوافقون على أن الحكومات الأوروبية تفعل ما يكفي لتعزيز نشاط اندماج المهاجرين في المجتمع. هذا يشكل زيادة طفيفة بنسبة (+2) عن عام 2017.
غالبية الأوروبيين بنسبة (58٪) يعتقدون أن الاندماج حالياً يمثل أولوية ملحة، ولكن ليس أولوية قصوى بالنسبة لهم، بل للحكومات.
أكثر من ثلث المشاركين بنسبة (35٪) يعتقدون أنه يجب وضع الاندماج في مرتبة أعلى على جدول أعمال السياسيين.
ثلاثة أرباع الأوروبيين بنسبة (75٪) يقولون إن التدابير التي اتخذت لمكافحة آثار جائحة COVID-19 كانت مهمة، وأخذت في الاعتبار احتياجات تكامل المهاجرين.
غالبية الأوروبيين بنسبة (70٪) ينظرون إلى الاندماج على أنه عملية ثنائية الاتجاه، مع مسؤولية متساوية للمهاجرين والمجتمع المضيف كليهما. بالكاد تغير هذا الرقم (+1) منذ عام 2017.
تعتبر أقلية بنسبة (10٪) إن المجتمع المضيف مسؤول إلى حد كبير عن اندماج المهاجرين (+2).
توافق غالبية كبيرة من الأوروبيين بنسبة (83٪) على أن العوامل المختلفة تلعب دوراً حيوياً في نجاح تكامل المهاجرين ببلدهم المضيف.
أولاً وقبل كل شيء المهاجرون أنفسهم بنسبة (79٪)، ومؤسسات التعليم الوطنية الحكومية بنسبة (76٪)، والمحلية بنسبة (75٪).
مصادر
http://appsso.eurostat.ec.europa.eu/nui/show.do?dataset=migr_pop3ctb&lang=en
https://europa.eu/eurobarometer/surveys/detail/2169
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت