أفاد تقرير لصحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مصادر في المقاومة الفلسطينية بأن " حكومة بنيامين نتنياهو تستمرّ في تعطيل مفاوضات تبادل الأسرى، وهي لم تفعل شيئاً لإحيائها، متجاهلةً جهود الوسيط المصري الذي قطع شوطاً جيّداً خلال العام الماضي على طريق إبرام الصفقة."
وأكدت المصادر للصحيفة أن "هذا الملفّ لا يزال يشكّل أولوية لدى قيادة المقاومة، فيما حكومة الاحتلال تواصل المناورة، ممتنعةً عن تعيين مسؤول جديد عن الملفّ"، مضيفةً أن "المصريين حاولوا، خلال الأشهر الماضية، إنعاش المفاوضات، إلّا أن حكومة نتنياهو لم تُبدِ أيّ تجاوب يذكَر".
وأشارت إلى أن "المقاومة أعطت على لسان قائد حركة "حماس" في قطاع غزة، يحيى السنوار، سلطات الاحتلال مهلة محدَّدة لإتمام صفقة التبادل، تحت طائلة إغلاق الملفّ إلى الأبد والبحث عن طريقة أخرى لتحرير الأسرى"، جازمةً أن "موعد ذلك الإجراء قد اقترب، في ظلّ استمرار تعنّت حكومة العدو". وفي الاتّجاه نفسه، خاطب عضو المكتب السياسي لـ"حماس"، روحي مشتهى، الأسرى بالقول: "لن نكلّ أو نملّ من العمل لتحريركم، وإن لم نستطع بالطرق المعروفة فستُدهشون من طريقة الإفراج عنكم".
مع احتفال إسرائيل بذكرى قتلى معاركها، لا تزال قضية الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية عالقة وسط تهرّب متواصل من قِبل القيادة الإسرائيلية الحالية من تفعيل المفاوضات بخصوصها، واتّهامات متتابعة من عائلات الجنود للحكومة بالتملّص من وعودها.
في المقابل، تعهّد نتنياهو، في كلمته بمناسبة "ذكرى قتلى معارك إسرائيل" بإعادة الجنود الأسرى من غزة، قائلاً: "سنقف موحّدين وسنستعيد إخواننا: أورون، هدار، أبارا وهشام، وسنقف كأخوة وسنضمن قوّتنا من جيل إلى جيل".
وجاء ذلك بعدما عادت عائلات الجنود، خلال الأشهر الماضية، إلى توجيه انتقادات للحكومة الإسرائيلية بالتقصير؛ إذ قال شقيق الجندي هدار غولدن: "نشعر أنه تمّ نسيان أخي على مدار السنوات، دولتنا لا تفعل ما يكفي لإعادة الجنود الأسرى"، مضيفاً: "للأسف، لا يزال هدار في غزة منذ أكثر من ثماني سنوات ونصف سنة، وبقدر ما نشعر بالقلق، إلّا أن الحرب في نظرنا لم تنتهِ حتى يعود".
وأشار إلى أن هناك تعهّداً غير مكتوب بين قيادة الكيان وأهالي الجنود الذين تمّ إرسالهم إلى المعركة، بأن الجيش يعيد الجندي حيّاً أو ميتاً، مشدّداً على أن "المسؤولية تقع على عاتق كلّ واحد منا، لقد خرجوا لحمايتنا وعلينا إعادتهم إلى الوطن". واعتبر أن حركة "حماس" هي التي تفرض اليوم معادلتها على إسرائيل، وتطلق الصواريخ متى شاءت، قائلاً: "نحن دولة أسيرة، كان يجب أن نربط كلّ تعامل مع غزة بقضية الأسرى".
وكان الوسيط المصري أبلغ حركة "حماس"، مطلع العام الجاري، في أعقاب تشكُّل الحكومة اليمينية الجديدة في دولة الاحتلال، بأنه بصدد معاودة الاتّصال مع الأخيرة حول ملفّ الأسرى، وأنه ينتظر تعيين مسؤول إسرائيلي جديد عن هذا الملفّ خلَفاً ليارون بلوم، الذي قدّم استقالته من منصبه في 31 تشرين الأول 2022، على خلفية "الفشل في إعادة الجنود الإسرائيليين الأسرى".
وفي ظلّ تعطّل المفاوضات من جديد، كشفت "القناة الـ12" العبرية، الأسبوع الماضي، أن الجناح العسكري لـ"حماس" نفّذ، خلال حرب عام 2014، عملية إنزال خلف الخطوط شمال قطاع غزة بهدف أسر جنود، مبيّنة أن الجيش الإسرائيلي استهدف مقاتلاً فلسطينياً أثناء أسْره أحد الضبّاط، وهو ما أدّى إلى استشهاده ومقتل الضابط الإسرائيلي.
ونشرت القناة مقطع فيديو للعملية التي جرت في "الموقع 16" على يد قوّة من نُخبة "كتائب القسام"، حيث تَظهر الشجاعة الاستثنائية لمقاتل فلسطيني يقترب من آلية عسكرية لجيش الاحتلال، ويفتح بابها، ويسحب أحد الضباط منها، الأمر الذي دفع قيادة الجيش إلى قتل الضابط والمقاتل على السواء، كي لا يقع الأوّل أسيراً للأخير.