قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، يوم الثلاثاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بعبارات دموية يعترف علانية وصراحة بارتكابه جرائم ضد الشعب الفلسطيني".
جاء ذلك في بيان للخارجية ، ردا على ما اعتبرته "تصريحات استفزازية لنتنياهو بشأن ما تسمى مسيرة الأعلام وتفاخره بأنها ستتم وفقا لمسارها التقليدي واقتحامها لأحياء ومناطق القدس الشرقية المحتلة".
وأمس الاثنين، قال نتنياهو إن "مسيرة الأعلام الإسرائيلية" المرتقبة الخميس المقبل "ستقام في موعدها وبمسارها وبشروطها" وفق شريط مسجل نشره على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتنظم هذه المسيرة سنويا في ذكرى احتلال القدس الشرقية وفق التقويم العبري، ويحمل خلالها المشاركون العلم الإسرائيلي ويمرون من باب العامود أحد أبواب البلدة القديمة في القدس الشرقية، وعبر البلدة نفسها وصولا إلى حائط البراق الذي يسميه اليهود "الحائط الغربي".
وأدانت الخارجية الفلسطينية "بشدة" أقوال نتنياهو "ودعواته التحريضية والرخصة التي يمنحها لاغتيال الفلسطينيين وبعبارات دموية (مثل) دمه مهدور".
وأضافت أن أقوال نتنياهو وعباراته "أشبه ما تكون بمنهج العصابات التي تتعامل مع الأرض الفلسطينية كميدان للتدريب والرماية، ومع المواطنين الفلسطينيين كأهداف مباحة وسهلة للقتل".
وأوضحت أن تلك التصريحات "اعترافات علنية وصريحة أمام المجتمع الدولي بتورطه والمستوى السياسي لدولة الاحتلال في جميع الجرائم التي ترتكب بحق أبناء شعبنا عبر إعطاء التعليمات وتسهيلها لقتل الفلسطينيين وتوفير الحماية السياسية والقانونية لمرتكبي الجرائم".
قاسم: "مسيرة الأعلام لن تغير من فلسطينية وعروبة القدس"
واعتبر الناطق باسم حركة "حماس" حازم قاسم أن "ما يسمى بمسيرة الأعلام الإسرائيلية، هي إحدى أدوات الحرب الدينية التي يشنها الكيان الصهيوني ضد هوية المسجد الأقصى المبارك، والهوية الفلسطينية العربية لمدينة القدس المحتلة."
وأكد قاسم في تصريح صحفي "أن هذه المسيرة وكل السياسات التهويدية في مدينة القدس لن تغير من حقيقة فلسطينية وعروبة المدينة، وأن المستوطن الصهيوني هو طارئ غريب لا مكان له عليها."
وشدد الناطق باسم حركة حماس على" أن شعبنا الفلسطيني سيواصل نضاله المشروع دفاعاً عن هوية القدس والأقصى، مشيرا إلى أن المعركة على المقدسات الإسلامية والمسيحية مفتوحة على مصراعيها."
والأحد، قال نتنياهو في كلمته خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته بعد ساعات من دخول اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ: "قمنا بتغيير المعادلة في غزة، واغتلنا قيادة الجهاد الإسلامي بكاملها"، مضيفا أن "من يحاول إيذاءنا سيدفع حياته ثمنا".
والسبت، دخل اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية حيز التنفيذ، بعد مواجهات مسلحة استمرت 5 أيام، أسفرت عن مقتل 33 فلسطينيا بينهم 6 أطفال و3 سيدات.
وفي بيانها، قالت الخارجية الفلسطينية إن الحكومة الإسرائيلية "تتعمد تصعيد الأوضاع في ساحة الصراع بطريقة ممنهجة وتغلق صفحة من الجرائم لتفتح صفحة أخرى في حرب مفتوحة على شعبنا".
واستنكرت "صمت المجتمع الدولي والدول التي تدعي الحرص على مبدأ حل الدولتين وحقوق الإنسان تجاه تفاخر أكثر من مسؤول إسرائيلي رسمي بسياسة الاغتيالات والقتل خارج القانون ومسيرة الأعلام الاستفزازية".
وقالت القناة العبرية "13"، إن "4 وزراء أعلنوا مشاركتهم بالمسيرة (المرتقبة) وهم وزراء الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش والمواصلات ميري ريغيف وتطوير النقب إسحاق فاسرلاوف".
وكانت فصائل فلسطينية طالبت في الأسابيع القليلة الماضية بإلغاء المسيرة، التي تسببت في الماضي باشتباكات بين فلسطينيين من جهة ومستوطنين وعناصر الشرطة الإسرائيلية من جهة أخرى.
ويصر الفلسطينيون على أن القدس الشرقية المحتلة عام 1967 عاصمة دولتهم، فيما تقول إسرائيل إن المدينة بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لها.