مسيرة الأعلام في القدس جسدت عنصرية دولة الاحتلال في أبشع صورها وتحرير القدس من براثن الاحتلال قادم لا محاله

بقلم: علي ابوحبله

مسيرة الأعلام في القدس .. تصوير (الفرنسية) 1.jpg
  • المحامي علي ابوحبله

ان ما تسمى "مسيرة الأعلام" في القدس المحتلة جسدت وعكست صورة وجوهر الاحتلال والعنصرية البغيضة في أبشع صورهما، من حيث تحويل القدس إلى ثكنة عسكرية وارتكاب أبشع أشكال القمع والتنكيل من اعتقالات وإبعادات واعتداءات جسدية ولفظية بحق المواطنين المقدسيين والفلسطينيين عموما .

لم ولن تنجح سلطات الاحتلال الصهيوني طيلة سنوات  الاحتلال من تغيير معالم القدس  وطمس  هوية المدينة  الحضارية والسياسية وصبغتها الاسلاميه ، ولن ولم تنجح محاولة فرض "الأسرلة" بالقوة عليها، عبر رفع مئات الأعلام الإسرائيلية ،  "إن دولة الاحتلال تسمح لعلمها أن يرفع في باب العامود بحراسة اكثر من ثلاثة الاف   شرطي ورجل أمن إسرائيلي، بينما يجن جنونها إذا رفع العلم الفلسطيني وبالذات من قبل مواطنيها المقدسيين

على رغم أن «مسيرة الأعلام»، التي شهدتها أحياء مدينة القدس المحتلة، يوم التاسع عشر ، من الشهر الحالي   هي واحد من أكبر الأحداث التي يسجّلها التاريخ التهويدي المعاصر للمدينة منذ عام 1967،فقد  مضى نهار يوم ألخميس  ثقيلاً، بسبب السلوك الإسرائيلي وعنصريته وبغض المشاركين في المسيره وحقدهم على الفلسطينيين ،  ووفقاً للعديد من المواقع  العبريه ، فقد شارك عشرات الالاف من  المستوطنين  في «مسيرة الأعلام»، في أكبر استفزاز عايشه المقدسيون خلال العشرين عاماً الماضية على الأقلّ. منذ الساعة السابعة صباحاً.

وقد شارك وزراء في الحكومة الإسرائيلية في ما تسمى "مسيرة الأعلام" في القدس المحتلة، ووفق توثيق وسائل الاعلام  إن مستوطنين وشرطة الاحتلال اعتدوا  على الفلسطينيين داخل البلدة القديمة، وقال رئيس وزراء حكومة الائتلاف اليمينية المتطرفه  بنيامين نتنياهو إنه أصدر تعليماته بتنظيم المسيرة "وفقا لترتيباتها ومسارها رغم التهديدات".

وكان أبرز المشاركين في "مسيرة الأعلام" وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، ووزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، ووزير الطاقة يسرائيل كاتس، ورئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان) يوئيل إدلشتاين، إضافة إلى أعضاء من الكنيست عن الليكود وأحزاب الصهيونية الدينية.

وأوردت وسائل الاعلام  في القدس أن مستوطنين رفعوا خلال المسيرة علم حركة "كاهانا" المحظورة إسرائيليا ودوليا باعتبارها منظمة إرهابية.

وشارك آلاف المستوطنين والمتطرفين الإسرائيليين في "مسيرة الأعلام" عصر اليوم الخميس من القدس الغربية، ثم وصلت إلى منطقة باب العامود (أحد أبواب البلدة القديمة)، وجابت محيط البلدة القديمة وأزقة الحي الإسلامي، قبل أن تصل إلى حائط البراق، الذي يسميه اليهود "حائط المبكى".

وتقام المسيرة منذ عام ١٩٦٧  من أجل الاحتفال باحتلال إسرائيل الشطر الشرقي للقدس، وتنظم المسيرة جماعات يمينية متطرفة ومستوطنون بموافقة وحماية الحكومات الإسرائيلية المتتالية.

وأوردت كافة وكالات الانباء ووكالات الاعلام ووثقت  اعتداءات  الشرطة الإسرائيلية التي اعتدت بالضرب على عدد من الفلسطينيين في باب العامود والبلدة القديمة، وأجبرتهم على مغادرة المنطقة. كما فرقت قوات الاحتلال عشرات منهم بالقوة بعد رفعهم الأعلام الفلسطينية وسط القدس.

وأظهرت صور وقوع ملاسنات بين شبان فلسطينيين ومستوطنين، سرعان ما تحولت إلى عراك تدخل فيه جنود الاحتلال إلى جانب المستوطنين واعتدوا على الشباب الفلسطينيين.

وبثت منصات إسرائيلية وفلسطينية مشاهد من اعتداء قوات الاحتلال والمستوطنين على المنازل والأهالي في القدس المحتلة تزامنا مع مسيرة الأعلام، ووثقت مقاطع أخرى ترديد المستوطنين هتافات عنصرية تدعو للقتل والانتقام وسحق الفلسطيني واسمه من الوجود خلال هذه المسيرة، إضافة إلى التباهي بالشعب الإسرائيلي.

وفرضت سلطات الاحتلال إجراءات أمنية مشددة في أرجاء مدينة القدس لتأمين المسيرة، التي ينظمها المستوطنون في الذكرى السنوية الـ56 لاحتلال الشطر الشرقي من القدس وضمه وفق التقويم العبري.

وقد نشرت الشرطة نحو 3300 من عناصرها، ونصبت حواجز عسكرية، وأغلقت منطقة باب العامود بالكامل أمام حركة الفلسطينيين، وأصدرت شرطة الاحتلال بيانا قالت فيه إن مسار المسيرة لن يشمل اقتحام المسجد الأقصى.

وفي مدينة اللد داخل الخط الأخضر، انطلقت مسيرة أخرى يشارك فيها بضعة آلاف من المستوطنين ويرفعون الأعلام الإسرائيلية لإحياء ذكرى استكمال احتلال القدس وتوحيدها وإعلانها عاصمة لإسرائيل.

وكان أكثر من 1200 مستوطن قد اقتحموا صباح يوم  الخميس باحات المسجد الأقصى قبل ساعات من بدء مسيرة الأعلام، التي ينظمها المستوطنون وأتباع التيارات الدينية المتطرفة.

 هذه الاقتحامات لحرمة المسجد الاقصى حضرها وزير في الحكومة الإسرائيلية و3 أعضاء في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي).

وبث صحفي إسرائيلي، عبر حسابه على تويتر، مقطع فيديو يوثق مشاركة وزير تطوير النقب والجليل يتسحاق فاسرلاف في اقتحام باحات المسجد الأقصى صباح يوم الخميس وقدد ردد المستوطنين خلال اقتحامهم للمسجد الاقصى .

 عبارات نابية في حق نبينا  رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما أدوا صلوات تلمودية في باحات المسجد الأقصى، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية.

صحيح أن حكومة نتنياهو  اليمينية المتطرفة أرادت من صورة حدث الخميس ، نسف كل المعادلات  ومحاولات تغيير واقع القدس والانقضاض على كل التفاهمات وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، نتنياهو ، بدا كأنه كسب معركة الصورة، وخصوصاً بتأكيده أن «القدس لن تقسّم، وأنها عاصمة إسرائيل الأبدية»، إلا أنه في النهاية ثمّة وقائع وحقائق على قادة الكيان الصهيوني المتطرفين وخاصة الفاشيين  منهم إدراكها ،  قضية فلسطين هي قضية الشعوب العربيه و تعني المسلمين جميعا في أنحاء المعموره ، وهي قضية شعب يقاوم استعماراً استيطانيا ، يندرج في إطار إستراتيجية الهيمنة الغربية على المنطقة العربية والإسلامية. وان الشعوب العربيه والاسلاميه ترفض هذا الاستفزاز وتطاول المستوطنين بكلماتهم البذيئه وتفوح منها رائحة العنصرية الكريهة والبغيضه وأن هذه الشعوب ستثور يوما ما لتنتصر للقدس ومكانتها عند المسلمين ويدرك حاخامات بني اسرائيل حقيقة ذلك  فهي اولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وذكرها الله سبحانه في  القران الكريم بقوله "  سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله :

ويدرك حاخامات بني اسرائيل حقيقة قول سيد الخلق اجمعين فيما ذكر عن  سيدنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف

فقد قال عبد الله بن الإمام أحمد: وجدت بخط أبي، ثم روى بسنده إلى أبي أمامة قال: قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك"، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس" وأخرجه أيضا الطبراني . قال الهيثمي في المجمع ورجاله ثقات. والله أعلم.

ان  التضامن ، وحتى التماهي، الواسع النطاق على صعيد عالمي مع شعب فلسطين يعود إلى كون قضيته تختصر وتُكثّف جميع القضايا السياسية الكبرى التي ما زالت مطروحة على نطاق اممي . فإضافة إلى كونها مقاومة لآخر أشكال الاستعمار الاستيطاني الإحلالي، هي تتضمّن كذلك نضالاً ضدّ التمييز والفصل العنصريَين اللذين يمارسهما الكيان الصهيوني، ومجابهةً لسياسات الهيمنة والحرب وعندما نؤكد أن قضية فلسطين هي قضية العرب والمسلمين جميعا  ، ومَن يشكّ في ذلك عليه تفسير تماهي قطاعات معتبرة من الأميركيين والغرب  ومشاركتهم في الفعاليات المؤيدة لها في داخل وخارج الولايات المتحدة.

لكن هذه الحقائق جميعها لا تنفي وجود بعد إسلامي للقضية الفلسطينية، يرتبط بموقع القدس الديني والروحي عند المسلمين، وسعي الصهاينة لضمّها وتهويدها. تهويد أولى القبلتَين هو إعلان حرب على أكثر من مليارَي مسلم - بحسب إحصاءات 2021 - على مستوى المعمورة. وبينما يدافع  الشعب الفلسطيني عنها  بصدورهم العارية في مواجهة الصهاينة المدجّجين بالسلاح، فان أمّة المليارَين تستطيع الكثير ضدّ مَن يرعى ويحمي ويسهّل التهويد،ومواجهة هذه الحرب الدينية الإسرائيلية التي يشعلها المستوطنين اليوم  ضد القدس  وتشكل محور الصراع المتجدد مع الاحتلال

هناك هوس في أوساط الحكومة الإسرائيلية والكنيست والمجتمع المدني فيما يتعلق بتوظيف الأعلام وما ترمز له من تعصب قومي ديني  مما دفع احزاب اليمين المتطرف لسن تشريع بموجبه تتم ملاحقة من يرفع العلم الفلسطيني فوق المؤسسات العامه داخل الكيان وتصل العقوبه لسنتين

ان  العواقب الوخيمة لمثل هذا التوجه والتشدد في  ، مسيرة الأعلام التي  جسدت عنصرية الاحتلال وأفقدته صوابه ، فكلما اقترب العلم الفلسطيني من المسجد الأقصى ومحيطه ومن مداخل البلدة القديمة يشعر الاحتلال بأنه فقد سيادته الوهمية على المدينة. وأن قادة الاحتلال الصهيوني يدكون جيدا أن الانفجار قادم لا محالة وان الحرب الدينيه يفتعلها غلاة المتطرفين فهي باتت على الابواب ونتيجتها محسومه لصالح المسلمين وتحرير القدس من براثن الاحتلال فكما حررت القدس من الصليبيين ستحرر من يد الغاصبين اليهود وهذا وعد الله وهو متحقق لا محاله وعندها سيدرك غلاة المتطرفين اليهود ان مسيرة الاعلام لم ولن تغير من حقيقة وجوهر ومكانة القدس الدينيه عند المسلمين وهي محور الصراع القائم وسياتي اليوم الذي ستتغير فيه كل المعادلات وتتبدداحلام واوهام المتطرفين اليهود لاسرلة القدس وتغيير معالمها ولن تجديهم نفعا محاولات الهيمنه على المسجد الاقصى ومحاولات فرض امر واقع للتقسيم الزماني والمكاني

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت