طلب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، يوم الأحد، من الجيش ضبط الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي البلاد، في أعقاب اشتباكات مسلحة اندلعت بالمخيم منذ مساء السبت.
وقال ميقاتي في بيان صادر عن رئاسة الحكومة، إن "توقيت الاشتباكات في الظرف الإقليمي والدولي الراهن مشبوه، ويندرج في سياق المحاولات المتكررة لاستخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الخارجية على حساب لبنان واللبنانيين".
وذكر ميقاتي أن "هذه الاشتباكات تتزامن مع الجهود التي تبذلها مصر لوقف الخلافات الفلسطينية، وهي في سياق الرسائل التي تستخدم الساحة اللبنانية منطلقا لها".
وأوضح أن "هذه الاشتباكات مرفوضة لعدة أسباب، أولها أنها تكرس المخيم بؤرة خارجة عن سيطرة الدولة وهذا أمر مرفوض بالمطلق ويتطلب قرارا صارما من القيادات الفلسطينية باحترام السيادة اللبنانية والقوانين ذات الصلة وأصول الضيافة".
ووفق البيان "طالب ميقاتي القيادات الفلسطينية بالتعاون مع الجيش اللبناني لضبط الوضع الأمني وتسليم العابثين بالأمن إلى السلطات اللبنانية".
كما طلب من الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية "ضبط الوضع في المخيم لما فيه مصلحة لبنان واللاجئين الفلسطينيين على حد سواء".
وأفادت وكالة الإعلام اللبنانية الرسمية أن الاشتباكات داخل مخيم عين الحلوة ارتفعت حدتها عصر الأحد بين قوات الأمن الوطني (قريبة من فتح) ومجموعات إسلامية.
ومنذ أمس السبت، قُتل 5 أشخاص وأصيب 14 آخرون في الاشتباكات التي اندلعت بالمخيم في أعقاب إطلاق نار استهدف الناشط الإسلامي محمود أبو قتادة، ما أدى إلى جرحه، وفقا للوكالة ذاتها.
وأدت الاشتباكات إلى مقتل القيادي في "فتح" أبو أشرف العرموشي و3 من مرافقيه إثر تعرضهم لكمين مسلح في حي البساتين داخل المخيم، وفقا للوكالة.
ومن وقت إلى آخر تتكرر اشتباكات مماثلة في عين الحلوة، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان من حيث عدد السكان، إذ يضم حوالي 50 ألف لاجئ مسجل لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
ويبلغ إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان نحو 200 ألف يتوزعون على 12 مخيما تخضع معظمها لنفوذ الفصائل الفلسطينية.