واصل عناصر الإطفاء، بدعم من الجيش في اليونان، اليوم الجمعة، عملية إجلاء مئات السكان من قرى عدة حاصرتها الفيضانات في ثيساليا وسط البلاد، حيث ارتفع عدد القتلى إلى عشرة، بحسب حصيلة جديدة أصدرتها السلطات.
وقال وزير الدفاع المدني اليوناني فاسيليس كيكيلياس: "للأسف، أسفرت الفيضانات عن مصرع عشرة أشخاص ولا يزال أربعة في عداد المفقودين".
وجميع الضحايا سقطوا بسبب الأمطار الغزيرة التي تساقطت من الثلاثاء إلى الخميس على سهل ثيساليا الكبير في وسط البلاد على بعد 330 كيلومترا شمال أثينا.
وأوضح عناصر الإطفاء أنّ مروحيات وقوارب نجاة تستخدم في إطار "عملية ضخمة" للوصول إلى القرى المحاصرة بسبب فيضان الأنهار.
واجتاحت السيول الشوارع، وغمرت المياه منازل في أماكن مثل قرية بالاماس، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.
وأكد عناصر الدفاع المدني أن أربعة أشخاص على الأقل ما زالوا في عداد المفقودين، خصوصا في مقاطعة مغنيسيا وبالقرب من مدينة كارديتسا.
وضربت العاصفة التي أطلق عليها اسم "دانيال" ووصفها الخبراء بأنها "ظاهرة نادرة من حيث كمية المتساقطات خلال 24 ساعة"، مقاطعة مغنيسيا على بعد 300 كيلومتر شمال أثينا، ولا سيما عاصمتها مدينة فولوس الساحلية وقرى جبل بيليون قبل أن تصل الأربعاء إلى مناطق في محيط كارديتسا وتريكالا في ثيساليا.
وأعلن عناصر الإطفاء الخميس إجلاء نحو 200 سائح في جبل بيليون على متن قوارب في الأيام الأخيرة.
وفي فاركادونا على بعد 330 كيلومترا شمال غرب العاصمة اليونانية، وصل منسوب المياه إلى أكثر من متر وغمرت المياه منازل كثيرة، وما زالت عمليات الإجلاء مستمرة على متن قوارب، بحسب صحفي في وكالة فرانس برس.
وتحوّل سهل ثيساليا، وهو الأكبر في اليونان وتعبره أنهر طويلة، إلى "بحيرة ضخمة" بحسب خدمات الإغاثة التي أعربت عن قلقها بسبب ارتفاع منسوب نهر بينيوس، وهو الأكبر في المنطقة.
وشكّل رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس وحدة تنسيق لعمليات الإغاثة، وزار كارديتسا الجمعة.
وفي ملعب المدينة، هبطت مروحيات تحمل أشخاصا بينهم مسنّون تم إجلاؤهم من قرى مجاورة.
وأعلن ميتسوتاكيس أن "أولويتنا هي إنقاذ الناس وإعادة بناء ما تضرر"، مكرراً أنها "كارثة طبيعية غير مسبوقة".
وتأتي هذه الأحوال الجوية السيئة في أعقاب حرائق مدمرة هذا الصيف في اليونان خلفت 26 قتيلاً على الأقل.
وأعلنت المفوضية الأوروبية التي فعّلت آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي لمساعدة اليونان في تموز/يوليو وآب/أغسطس أنه "إذا كانت هناك حاجة إلى مساعدة إضافية... فسنبذل كل ما في وسعنا".
وأعلنت وزارة الخارجية السويسرية أنّ المروحيات الثلاث التي أُرسلت لمكافحة الحرائق ستبقى في اليونان للمساعدة في جهود الإغاثة في مناطق الفيضانات.
مع ارتفاع حرارة الأرض، تزداد كمية البخار في الغلاف الجوي (حوالى 7 بالمئة لكل درجة إضافية) ما يرفع مخاطر هطول الأمطار الغزيرة التي تؤدي إلى جانب عوامل أخرى مثل التوسّع الحضري إلى فيضانات.
وفي تركيا وبلغاريا المتاخمتين لليونان، تسببت الأمطار الغزيرة في الأيام الأخيرة بمصرع 12 شخصًا