مصر تنفي إعدادها منطقة لإيواء فلسطينيين وتؤكد رفض التهجير

آليات عسكرية مصرية قرب معبر رفح في نوفمبر الماضي

 

نفت القاهرة، أنباء متداولة بشأن إعدادها منطقة لإيواء الفلسطينيين، مشددة على رفضها وعدم مشاركتها في "جريمة التهجير".

جاء ذلك وفق بيان صادر عن ضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات المصرية (رسمية)، ردا على ما تم تداوله في وسائل إعلام دولية في هذا الصدد.

وقال رشوان، في البيان، إن بلاده "تنفي بشكل قاطع ما تداولته بعض وسائل الإعلام الدولية بشأن قيامها بالإعداد لتشييد وحدات لإيواء الأشقاء الفلسطينيين في المنطقة المحاذية للحدود المصرية مع قطاع غزة، وذلك في حالة تهجيرهم قسريا بفعل العدوان الإسرائيلي الدامي عليهم في القطاع".

وأشار إلى "تداول بعض وسائل الإعلام الدولية لما يوصف ببدء مصر إنشاء جدار عازل على حدودها مع قطاع غزة".

وأوضح رشوان، أن "لدى مصر بالفعل، ومنذ فترة طويلة قبل اندلاع الأزمة الحالية، منطقة عازلة وأسوار في هذه المنطقة".

ولفت إلى أن ذلك "إجراءات وتدابير تتخذها أية دولة في العالم للحفاظ على أمن حدودها وسيادتها على أراضيها".

وأشار المسؤول المصري إلى موقف بلاده الرافض لتهجير الفلسطينيين في قطاع غزة "منذ بدء العدوان"، وهو ما أكده "الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكل جهات الدولة عشرات المرات".

وأكد أن هذا الموقف "يقضي بالرفض التام والذي لا رجعة فيه لأي تهجير قسري أو طوعي للأشقاء الفلسطينيين من قطاع غزة إلى خارجه، وخصوصا للأراضي المصرية".

ووصف رشوان، مساعي تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة بأنه "تصفية مؤكدة للقضية الفلسطينية، وتهديد مباشر للسيادة والأمن القومي المصريين".

وشدد على أن "كل التصريحات والبيانات المصرية أوضحت أن (ذلك) خط أحمر، وأن لدى القاهرة من الوسائل ما يمكنها من التعامل معه بصورة فورية وفعالة".

وأضاف المسؤول المصري، أن "القاهرة بموقفها المعلن والصريح هذا، لا يمكن أن تتخذ على أراضيها أية إجراءات او تحركات تتعارض معه، وتعطي انطباعًا يروج له البعض تزويرا بأنها تشارك في جريمة التهجير التي تدعو إليها بعض الأطراف الإسرائيلية".

وقال إن "التهجير جريمة حرب فادحة يدينها القانون الدولي الإنساني، ولا يمكن لمصر أن تكون طرفا فيها، بل على العكس تماما، حيث ستتخذ كل ما يجب عمله من أجل وقفها ومنع من يسعون إلى ارتكابها من تنفيذها".

الجمعة، نقلت رويترز، عن مصادر أمنية لم تسمها، أن "مصر بدأت تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين حال أدى هجوم إسرائيلي على مدينة رفح بجنوب القطاع إلى نزوح جماعي عبر الحدود".

فيما قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الخميس، نقلا عن ما قالت إنهم "مسؤولون مصريون" دون تسميتهم، أن القاهرة تبني منطقة عازلة على مساحة 20 كيلومترا مربعا، قرب حدودها مع قطاع غزة يمكنها استيعاب أكثر من 100 ألف شخص، ومحاطة بجدران خرسانية.

وأجبرت إسرائيل، التي قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين في حربها المدمرة على قطاع غزة، معظم الفلسطينيين في شمال القطاع ووسطه على النزوح إلى مدينة رفح المحاذية لمصر.

وتعلن إسرائيل حاليا نيتها اجتياح المنطقة الجنوبية للقطاع المكتظة بالنازحين، بعد أن أخرجت سكان الشمال بالقوة ووجهتهم إلى الجنوب بزعم أنه "منطقة آمنة".

وتفيد تقديرات أن نحو مليون و400 ألف مدني محاصرون في رفح، فيما يحذر المجتمع الدولي من أن الهجوم على المدينة سيؤدي لمأساة جديدة وكبيرة.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023 تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - الأناضول