قال مسؤولون ودبلوماسيون إن مسؤولين بارزين من الولايات المتحدة ودول عربية وأوروبية اجتمعوا في ميونيخ يوم أمس الجمعة لبحث التقدم بشأن صياغة خطة لغزة بعد الحرب وربط ذلك بجهود تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان ووزراء خارجية الأردن وقطر وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا من بين الذين اجتمعوا على هامش مؤتمر ميونخ السنوي للأمن.
وقال مسؤولون إن هذا الاجتماع هو الأول من نوعه منذ أن شنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هجوما على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى إن اجتماع يوم الجمعة هدف إلى مشاركة نتائح المناقشات التي أجرتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية والعربية بخصوص غزة بعد الحرب، بالإضافة إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية وزيادة اندماج إسرائيل في المنطقة والضمانات الأمنية والطريق نحو إقامة دولة فلسطينية وسبل إصلاح السلطة الفلسطينية.
ودب خلاف بين الدول الغربية والعربية بخصوص الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ودعا معظم هذه الدول إلى محاولة تخفيف الوضع الإنساني في قطاع غزة.
لكن مع تزايد عدد القتلى في صفوف المدنيين، يقول مسؤولون إن هناك ضرورة ملحة لمناقشة موعد التوصل لوقف طويل لإطلاق النار.
وتقود واشنطن محادثات مع حلفائها من الدول العربية بالتوازي مع المفاوضات الرامية إلى تأمين إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين اختطفهم مسلحو حماس في هجومهم على إسرائيل. وتقول السلطات الإسرائيلية إن الهجوم تسبب في مقتل 1200 شخص في واحدة من أكثر الهجمات دموية على إسرائيل منذ عقود.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن اتفاق الرهائن ضروري للمضي قدما في مفاوضات سياسية أوسع نطاقا. ومن شأن الاتفاق أن يؤدي إلى إطلاق سراح باقي الرهائن وعددهم 133 وتحقيق هدنة طويلة لوقف القتال الذي أودى بحياة أكثر من 28 ألف فلسطيني.
وقال دبلوماسي أوروبي حضر وزير خارجية بلاده الاجتماع “الأمريكيون يعملون مع العرب ومن الجيد أن نسمع ما سيقولونه… إنه أمر مفيد لأن الجميع يحاول تحريك الأمور. هناك حاجة ملحة أكثر بسبب الهجوم الوشيك على رفح”.
وتعهدت إسرائيل بمهاجمة مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، حيث تقول إن مسلحي حماس يختبئون بين مليون شخص نزحوا من الشمال ويتخذون مأوى هناك.
ومع توجيه الإدارة الأمريكية دعما كبيرا لإسرائيل واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية بها، تحرص بعض الدول الأوروبية على الاستفادة من علاقتها القوية مع الدول العربية للتوصل أيضا إلى مبادرات مشتركة.
وقال الدبلوماسي الأوروبي إنه على الرغم من أن الأولوية بالنسبة للدول العربية هي العمل مع واشنطن، فإن الفوز المحتمل للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر تشرين الثاني قد يغير المشهد ويضفي أهمية أكبر على العلاقات مع الدول الأوروبية.
وأضاف “هذه صيغة يمكن أن تجدها الدول العربية مفيدة للمضي قدما”.